مجتمع
الدار البيضاء.. الجائحة تمنع استكمال مشاريع كبرى
01/05/2021 - 18:28
حليمة عامرأدت جائحة "كورونا" إلى تعثر عدد من الأشغال بالعاصمة الاقتصادية، حيث ينتظر سكان الدارالبيضاء الإسراع في إخراجها إلى حيز الوجود في أقرب وقت ممكن.
ويتعلق الأمر بكل من حديقة عين السبع، والتي تعد تراثا لمدينة الدار البيضاء منذ أكثر من 80 سنة، وأشرف مجلس الجهة والدار البيضاء للتهيئة، منذ ماي 2019، على تحويلها إلى حديقة حيوانات حديثة بمفهوم الفضاء المفتوح، استجابة لحاجات المدينة في ما يتعلق بالتجهيزات في مجال الترفيه.
وأرجع عبد الكريم الهويشري، نائب عمدة مدينة الدار البيضاء، المفوض له إصدار الرخص التجارية، سبب تأخير موعد افتتاحها إلى عدم تقدم الأشغال، موضحا بأنه تم الانتهاء من أشغال تهيئتها، وينتظر أن يتم جلب الحيوانات التي ستعطي الروح إلى هذا الفضاء العمومي، حيث وقع مجلس الجهة اتفاقية شراكة مع إحدى الشركات التي ستكون مسؤولة عن العناية بالحيوانات التي ستقيم بالحديقة.
وتعد هذه الحديقة بمثابة منتزه حضري، سيشمل ثلاث مناطق جغرافية، تمثل إفريقيا وآسيا وأمريكا، حيث سيتم جلب تشكيلة من الحيوانات من هذه البلدان، والتي ستشمل أزيد من 45 صنفا حيوانيا.
وسيشمل هذا المنتزه، الذي يكلف إنجازه 250 مليون درهم، ضيعة بيداغوجية، وفضائين كبيران للنزهة، ومطعما ومحلا تجاريا وكشكين.
أما بخصوص حديقة جامعة الدول العربية، فقد أكد الهويشري على أن السبب في تأخير فتحها، هو التدابير الاحترازية المعمول بها، لمنع انتشار فيروس "كورونا" بين الجميع.
وشدد المتحدث ذاته على أن الشركة التي كان مفوضا لها إعادة تهيئة الحديقة انتهت من عملها منذ مدة طويلة، وينتظر المسؤولون عن المدينة بأن تتحسن الوضعية الوبائية ليتم إطلاقها، مثلما الأمر بالنسبة لباقي المنتزهات العمومية، التي تم إغلاقها بسبب الجائحة.
وفي هذا الصدد، أبرز المسؤول أن الأمر لا يتعلق بهذه الحدائق والمنتزهات فقط، فعدد من المشاريع تم تأخير افتتاحها بسبب التدابير المعمول بها، حيث تم توقيف أشغال بناء عدد من المشاريع، خلال العام الماضي، بسبب فرض الحجر الصحي.
من جهته، أبرز كريم كلابيي، عضو بمجلس مدينة الدار البيضاء، أن المشكل في تعثر المشاريع العمومية بالدارالبيضاء، يعود بالأساس إلى عدم إنجاز دراسة شاملة، حول مجموعة من المقومات التي من شأنها إنجاح المشروع، حيث يتم وضع برنامج للتهيئة ويغفل وضع برنامج للتسيير.
وأبرز أن المسرح الكبير الذي تم تهيئته بميزانية تقدر بـ400 مليار درهم، لم يتم إطلاقه لهذا السبب، مرجعا ذلك إلى سوء التدبير وغياب الحكامة، كمجموعة من المشاريع الأخرى التي خصصت لها ميزانية مهمة، وتم توقيعها أمام صاحب الجلالة سنة 2014، بغلاف مالي لم يتم اعتماده في أي مدينة مغربية أخرى.
وشدد على أنه تم تخصيص ميزانية مهمة لإنجاز عدد من المشاريع بمدينة الدار البيضاء، وبالرغم من ذلك لم يتم إنجاز سوى 33 مشروعا منها.
ويرجع كلايبي هذا التعثر إلى غياب التنسيق بين مختلف المتدخلين المرتبطين بإعادة تهيئة هذا المشروع، فالرغم من أن إنجاز عدد من المشاريع لا يتطلب ميزانية كبيرة، ولا يحتاج إلى ميزانية كبيرة لفتحها، إلا أنه يتم تأجيلها، بسبب عدم الاتفاق بين مختلف الفاعلين والشركاء في المشروع على تاريخ محدد للانتهاء من أشغالها، في الوقت المبرمج.
وأوضح أن مدينة الدار البيضاء تنقصها مجموعة من الأمور المرتبطة بالحكامة، لتحسين وضعيتها، مبرزا أن جلالة الملك محمد السادس في خطاب سنة 2013، أعطى تشخيصا للعاصمة الاقتصادية، وقال إنه ينقصها الحكامة، بالرغم من أنها تتمتع بميزانية أكبر من مدينة مراكش.
وشدد المتحدث ذاته على أن العاصمة الاقتصادية تتوفر على مجموعة من المقومات والظروف التي من شأنها أن تنجح هذه المشاريع.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع