نمط الحياة
الروائي موراكامي: معجم الشبكات الاجتماعية فقير
29/12/2020 - 11:09
مهدي حبشيموراكامي الذي فرضت عليه "كورونا" لأول مرة أن يبقى حبيس بلاده اليابان وهو في سن 72 ، بعدما قضى جزءً كبيراً من حياته مرتحلاً، يرفض أن يَعزل هذا الحدث المزلزل عن سلسلة من المشاكل والتغيرات التي يشهدها العالم، وتتطلب في رأيه معالجة نسقية، فهو يعتبر أن الوضع الوبائي قرين بثورة الشبكات الاجتماعية وتغول العولمة والشعبوية في السياسة.
واعتبر موراكامي أن ظروف الجائحة أبانت عن قصور شديد في القرار السياسي، وأن بعض السياسيين في اليابان خصوصاً وعلى صعيد عالمي عموماً، اتخذوا قرارات قطعية مهمة، تقف وراءها خلفيات ونوايا مُعينة، معتبراً أن دور الباحثين والعلماء والمفكرين هو الكشف عن مكامن الخلل والقصور في القرار السياسي، وتوضيح الأسباب التي لا ينبغي معها السير في اتجاه سياسي معين.
وفي وقتٍ يفصل الكثيرون بين مجالات تدخل العلم والأدب، يرى موراكامي أن الاثنين بوسعهما أن يتكاملا ويحاربا سوياً في معركة التأسيس لنظام عالمي جديد، حين يحين موعد التخلص من النظام الحالي، والذي يظن موراكامي أن "كورونا" ستهز أركانه.
ولم يخفِ المتحدث قلقه من "اللغة" الجديدة التي فرضها انتشار الشبكات الاجتماعية، قائلاً "تلك ليست اللغة التي أكتب بها قصصي، إنها تقلقني، لا أدعي قدرتي على مقاومة هذه الظاهرة، ولكن أتصور أن بوسعي أن أظهر للناس وجود لغة أخرى للكتابة، لغة أكثر قوة.. أنا أشعر بذلك حقاً".
وفسر المتحدث قصده بـ"تغير اللغة"؛ قائلاً إن معجم الشبكات الاجتماعية فقير، والنقاش داخلها منكمش، ويفتقر لمبدأ مقارعة الحجة بالحجة؛ "في الوقت الراهن، حين يتلقى أحدهم انتقاداً، يرد بانتقاد آخر تجاه من انتقده، هذا عار، فحتى الوزير الياباني الأول يتصرف على هذا النحو داخل الشبكات الاجتماعية. والحال هو أن العكس ما ينبغي أن يكون، لا ينبغي الاكتفاء بالرد، ينبغي أن يعبر الإنسان عما في داخله، هذا مهم في أي عالم، بكورونا أو بدونها...".
رأس المال الثمين لأي كاتب؟ حرية التعبير، لا يختلف موراكامي مع هذا التصور، وللروائي الياباني المرموق تعريفه الخاص لحرية التعبير: "إنها حق الإنسان في قول كل ما يريد دون قيود، وفي حال أخطأ القول، فإن على المجتمع أن يسامحه".
وأفضى موراكامي خلال الحوار إلى أنه يرفض التواجد في الشبكات الاجتماعية؛ لأنها فرضت على الكثيرين الحجر على حريتهم في التعبير، خشية إضرام النار في الإنترنت؛ "أنا حر في كل ما أقول، ولا أتواجد على الشبكات الاجتماعية، وهكذا إذا أضرمت أقوالي النار وأثارت القيل والقال، فأنا لا أهتم"، يقول بابتسامة ماكرة.
واعتبر الكاتب أن الأدب، شأنه شأن كل الفنون، من ضروريات فترة الأزمة، ذلك أن "قراءة القصص العميقة متنفس للهروب من عالم صار مُضجراً حديثه اللامنقطع عن الفيروس دون غيره".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
اقتصاد