إفريقيا
الصين والهند وروسيا.. القوة الناعمة لتعزيز الحضور بإفريقيا
04/05/2021 - 19:38
SNRTnews | وكالة المغرب العربي للأنباءانطلقت اليوم الثلاثاء بصيغة افتراضية، الجلسة الأولى من أشغال الدورة العاشرة من "حوارات استراتيجية" التي ينظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بالرباط ومركز القضايا الجيوسياسية للمدرسة العليا للتجارة بباريس، بنقاش حول "مصالح وأولويات" القوى العظمى بإفريقيا. و ناقش أربعة خبراء في العلاقات الدولية هذا الموضوع وتبادلوا وجهات نظرهم حوله طيلة ساعتين تقريبا.
وأشاد مدير مركز القضايا الجيوسياسية للمدرسة العليا للتجارة بباريس، باسكال شينيو، بالمكانة الاقتصادية التي يتبوؤها المغرب في إفريقيا، معتبرا أنه "إذا كان هناك بلد استوعب جيدا أن استراتيجيته إفريقية، فهو المغرب".
وأبرز السيد شينيو، الذي يمارس أيضا مهنة المحاماة، ملامح سياسة الصين في إفريقيا، مستحضرا على الخصوص استراتيجيتها المتمثلة في "طرق الحرير"، والتي "تُظهر في كثير من الجوانب لجوءها إلى القوة الناعمة النشطة بشكل متزايد بإفريقيا".
واعتبر أن الصين، وهي "فاعل سياسي ودبلوماسي رائد في القارة"، عززت مكانتها في الأراضي الإفريقية من خلال التركيز على استراتيجية الموانئ، مضيفا أن العملاق الآسيوي "لن يظل الفاعل الوحيد في إفريقيا" باعتبار أن الهند تنهج أيضا مقاربة تندرج في إطار استراتيجية إفريقية.
وعند تناول العلاقات بين الشرق الأوسط وإفريقيا، استعرض خالد الشكراوي، الباحث البارز في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، آفاق هذه العلاقات وانعكاساتها على المنطقة بأسرها، مذكرا في البداية بالأهمية الاقتصادية لإفريقيا التي تتوفر، على سبيل المثال، على 90 في المائة من البلاتين والكروم الموجود على كوكب الأرض.
وأكد الشكراوي، وهو أيضا نائب عميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، أن إفريقيا مرتبطة بشكل وثيق بالشرق الأوسط.
و ذهب الباحث في مركز القضايا الجيوسياسية للمدرسة العليا للتجارة، يوجين بيرغ، على "عودة روسيا إلى الحقل الإفريقي"، مشيرا في هذا الصدد إلى ما وصفه بـ "مراحل ورافعات" روسيا في إفريقيا.
واعتبر السفير الفرنسي السابق في ناميبيا وبوتسوانا، أن "عودة" روسيا إلى القارة تمت على مراحل، وبدأت في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين.
وأشار إلى أن "العودة" الحقيقية لهذه القوة العظمى بدأت بشكل جدي سنة 2006 مع الرئيس الحالي فلاديمير بوتين عندما قام بزيارة للمغرب.
وأضاف بيرغ أن المرحلة الثانية انطلقت سنة 2011، مذكرا بأنه آنذاك عينت روسيا أول ممثل خاص للتعاون مع إفريقيا، وعقدت أول منتدى روسي-إفريقي "ساهم في هيكلة السياسة الروسية حول القارة" .
وفيما يتعلق بالرافعات الروسية في إفريقيا، أشار الدبلوماسي السابق بشكل خاص إلى "التعاون البراغماتي" في مجال الحكامة، والتشبث بالقيم التقليدية، فضلا عن الدعم المعلوماتي.
وكانت المداخلة الأخيرة في هذه الجلسة الصباحية الأولى من نصيب الخبير في الشؤون الهندية بمركز القضايا الجيوسياسية للمدرسة العليا للتجارة، رودولف مونيه، الذي اهتم بـ "السياسة الإفريقية التي نهجها ناريندرا مودي"، رئيس الوزراء الهندي.
وبحسب مونيه، فإن الرئيس الهندي كثف، منذ سنة 2014، جهوده على الساحة الدولية، لا سيما من حيث التقارب مع بلدان الشرق الأوسط وكذا إطلاق فصل جديد مع إفريقيا. وأضاف أن الأمر يتعلق بـ "رئيس وزراء مهتم بالشؤون الإفريقية، وتمكن من بناء سياسة حقيقية تجاه القارة" من أجل "تأمين سلاسل التوريد الهندية (الغاز والمحروقات والنفط) وتمكين عجلة الاقتصاد الهندي من الدوران بأقصى سرعة".
مقالات ذات صلة
إفريقيا
إفريقيا
إفريقيا