أم الطفل ريان : أنقذوا ابني

 قصد الأب البئر، التي حفرها ذات سنة، استعمل الأب ضوء هاتفه ليُنير ظلمة البئر، فتراءى له طفله البالغ خمس سنوات وهو في حالة حرجة، وبهمهمة خافتة عرف أنه مازال حيا يقاوم فاتصل بكل السلطات لإنقاذه، ومن حينها إلى غاية الآن تقترب منه الموت كما تقترب آلات الحفر من قاع البئر. 

هكذا بدأ الجحيم منذ ثلاثة أيام لدى أسرة ريان، المتواضعة كما يوحي منزلها غير المكتمل البناء، بقرية إغران بالجماعة الترابية تمروت، الواقعة بإقليم شفشاون.

إذ لا يتوقف الأبوان عن التنقل بين المنزل، الذي تسوده أجواء الحزن والصدمة، وبين الحفرة الضيقة ليتأكدا بأن ريان، الذي لم يلج بعد المدرسة، مازال حيا ينتظر أن تنتشله المحاولات من الموت.

قصة هذه البئر بدأت عندما قرر الأب ذات سنة أن يبحث عن الماء في أعماق الأرض، كما فعل عدد من فلاحي القرية، لكنه عندما لم يصل إلى ما يروي حقوله قرر التخلي عنها. 

أعاد التراب إلى داخل البئر لكنه لم يكمل العملية، فبقيت نحو 20 مترا ظاهرة لك من يمر بجانب البئر.

أمِلَ الأبوان في أن تنتهي المحنة الليلة الماضية، بعدما تطوع قاصر لمحاولة إخراج ريان، لتكون رابع محاولة، غير أن السلطات لم تسمح له، لأنه صغير في السن رغم حجم جسمه الذي قد يساعده على التوغل أكثر إلى داخل البئر.

وفي الصباح، بوجه حزين وعينان حمراوان لم تعرفا النوم، يقول الأب إنه يريد أن يرى طفله قبل العصر، لأن آلات الحفر اقتربت في الظهيرة منه أكثر من أي وقت آخر.

انقذوا ابني

تعيش أم ريان حالة من الصدمة، كما يبدو من حديثها ومشيتها وهي تتنقل من منزلها إلى البئر. فلا تريد أن تفقد ابنها الأصغر، ليس لديها سوى طفلين ذكرين.

لا تصدق كيف كانت البئر مفتوحة. لا تكف عن تريد " نقذوا ولدي.. عاونوه"

أما الأب، فلا تخفي تقاسيم وجهه ما يعشيه. شارد وتائه بين الناس الذي حجوا إلى المكان ينتظر مثلهم البُشرى من عناصر الوقاية المدنية والمتطوعين. 

شقيق ريان، البالغ من العمر 12 سنة، لا يكف عن البكاء والمطالبة بتركه ينقذ شقيقه الصغير. إذ يرى أنه قادر على ذلك.

" أريد أن أصل إلى أخي، إن أمي الآن تبكي عليه"، يقول شقيق ريان بحسرة أبكت من كانوا بجانبه بالقرب من البئر.