نمط الحياة
الفيروس "يقص" مداخيل صالونات الحلاقة
08/12/2020 - 11:41
نضال الراضيأضحت صالونات الحلاقة النسائية شبه خالية من زبوناتها، اللواتي كن يترددن عليها، خاصة في الأعياد والأعراس. فلم تنتظر النساء حتى الفجر في الأعياد من أجل تصفيف شعرهن كما لم تنتظرن، لساعات دورهن، من أجل التجمل قبل تلبية دعوة لعرس أو عقيقة. تلك المشاهد غابت بسبب الخوف من التقاط عدوى "كورونا".
لقد أصاب الخوف من الفيروس وتدابير التباعد الاجتماعية التي يتوجب التقيد بها، العديد من صالونات الحلاقة بالركود، التي تراجع رقم معاملاتها بشكل كبير، رغم تخفيف تدابير الحجر الصحي التي سرت منذ مارس الماضي.
المعقمات بدل الزيوت
"بالرغم من استئناف العمل بالصالون، بعد رفع الحجر الصحي إلا أننا مازلنا نعاني من تداعيات أزمة 'كورونا'، معظم النساء هجرن الصالون. فنحن نستقبل بالكاد ما بين 5 و8 زبونات في اليوم"، هكذا عبرت لمياء صعيب، صاحبة صالون بمدينة الدار البيضاء، عن التراجع الكبير لإقبال الزبونات على تصفيف وصباغة الشعر، وغيرها من الخدمات التي يقدمها صالونها. ولم يعد الإٍقبال حتى في المناسبات التي تعرف ذروة نشاط هذه الحرفة، كالأعياد التي احتفل بها المغاربة بالرغم من الظروف الصحية التي تعيشها البلاد.
وأوضحت "لمياء"، في حديث لـ"SNRTnews"، أن الصالون تغيرت رائحته من رائحة الزيوت الأساسية، كـ"الخزامى" التي كانت تستقبل بها زبوناتها، إلى رائحة المعقمات الكحولية والمطهرات، في إشارة منها إلى أن الصالون يحترم جميع الشروط الاحترازية، لمواجهة "كوفيد-19"، من بينها التعقيم والتباعد الاجتماعي، حيث حرصت على أن تكون الكراسي متباعدة، وأن يرتدي جميع العاملين بالمحل الكمامات، فضلا عن الحاجز الواقي البلاستيكي.
"بالرغم من أننا وضعنا جميع الشروط الصحية، المتعارف عليها لمواجهة الفيروس، إلا أن الإقبال على خدمات الصالون، لم ينتعش بعد، حيث تراجع بنسبة تتراوح بين 60 و80 في المائة، خاصة مع استمرار منع الأعراس والمناسبات"، تقول صاحبة الصالون.
تهاوي المداخيل
"نزار"، خبير تجميل، ومسير صالون بمدينة الدار البيضاء، قال إن المداخيل اليومية للصالون الذي يشتغل به، تراجعت بنسبة 70 في المائة، ويرجع المتحدث ذلك إلى الظروف الصحية والاجتماعية، التي ساهمت في هجر النساء للصالونات، والتخلي عن خدمات قص الشعر وتصفيفه، والعناية بالبشرة، خاصة في ظل التخوف من التقاط العدوى، فطبيعة نشاط الصالونات تستدعي قرب العاملات الشديد من الزبونات.
ويلاحظ "نزار" أن العديد من الزبونات تشتكين من تراجع مداخيلهم، بسبب التداعيات الاقتصادية للوضعية الصحية الراهنة، فقبل الأزمة كانت الزبونة لا تأتي من أجل تصفيف الشعر فقط، بل كانت تطلب العديد من الخدمات، كصباغة الشعر، و"المانكير"، والعناية بالبشرة، وبالتالي تدفع أكثر...
ويؤكد "نزار"، لـ"SNRTnews"، أن صالونه لم يعد يستقبل سوى 15 زبونة في اليوم، بعد كان عددهن يصل إلى 40 سيدة في الأيام العادية، وهو عدد كان يرتفع كثيرا في المناسبات والأعياد، مضيفا "حتى اللائي يترددن اليوم على الصالون يكتفين بتصفيف الشعر من أجل مواعيد ترتبط، في أغلب الأحيان، بالعمل".
موسم التخفيضات
أمام قلة الإقبال على الصالونات، لجأ البعض إلى توفير عروض مغرية لاستقطاب الزبونات. فقد اقترحوا تخفيضات تصل إلى 50 في المائة. تخفيضات تشمل كل خدمة، تطلبها السيدة كتصفيف الشعر، وصباغته، وحتى العناية بالبشرة.
"عمدت إلى إطلاق بعض العروض، لتشجيع السيدات وإقناعهم بالإقبال على الصالون مجددا. هذه العروض عبارة عن تخفيضات في مختلف خدمات الصالون، بالإضافة إلى 'باك' يشمل العديد من الخدمات، كتنظيف بشرة الوجه، و'المانيكير' و'البيديكير'، بأسعار جد مناسبة"، تصرح لمياء صعيب.
وبالرغم من عرضها الذي تراه مغريا لجلب الزبونات، أكدت "لمياء" أنها لم تجد نفعا أمام هجر السيدات للصالون بسبب التخوف من الفيروس، بالإضافة إلى الحالة النفسية السيئة التي يعيشها معظم الناس، بسبب الظروف الصحية والاقتصادية التي تعيشها البلاد.
مقالات ذات صلة
مجتمع
اقتصاد
نمط الحياة