مجتمع
القطط الضالة .. قلتها تؤنس وكثرتها تزعج
21/06/2021 - 08:23
حليمة عامربينما يرى البعض أنه حان الوقت لإيجاد حل لتكاثر القطط الضالة، بداعي أنها تؤنس في قِلتها، أما كثرتها فتشكل إزعاجا حقيقا ونفورا منها، يرى آخرون أن القطط الضالة، في قلتها أو كثرتها، تبقى حيوانات أليفة وجب العناية بها، بداعي أنها أكثر تعايشا مع الانسان من حيوانات أخرى.
تضارب في الآراء
"لا أرى سببا منطقيا يدعو إلى التخلص منها، لا يزعجني وجود القطط أمام محل سكناي. فأنا أقوم يوميا بإطعامها واهتم بها، وكأنني أربيها في منزلي. أجلب الطعام لها وأحملها بين يديّ"، هكذا تحدثت "مريم" بتعاطف عن انتشار القطط الضالة بحييها.
"مريم"، التي تعيش بأحد أحياء مدينة الدار البيضاء، حكت، لـSNRTnews، كيف أن القطط ساهمت في جعل حيها أكثر جمالية وشعبية، بعدما أصبحت تشكل حلقة الوصل بين محبي القطط، الذين اعتادوا تقديم الطعام لها بشكل يومي.
وعكس "مريم"، يرى "عادل" أنه "حان الوقت لإيجاد حل لتزايد أعداد القطط بالدار البيضاء" بداعي أن تكاثرها يؤرق البعض، خصوصا أولئك الذين لهم حساسية منها، قائلا: "مع تكاثرها، تكون مطالب إطعامها أكبر، ما جعل العناية بها أصعب من ذي قبل؛ إذ أنها بدأت تحتل الشوارع وأماكن السيارات كذلك".
ويروي "عادل" كيف أن إحدى القطط كادت تتسبب في حادثة سير لزميله، بعدما تجنب صدمها عندما كانت تقف في مكان ركن سيارته، مشددا على أنه يجب إيجاد طريقة للحد من انتشارها، حماية لها ووقاية للإنسان.
ويؤكد المتحدث ذاته: "أنه بخلاف الكلاب الضالة، تحظى القطط بتعاطف السكان؛ إذ تجد من يهتم بها ويمنحها المأكل والمشرب، حتى إن هناك من يمنع الجمعيات المكلفة بالحيوانات الضالة من جمعها".
الجمعيات ترد
أكدت حبيبة التازي، مؤسسة الجمعية المغربية للرفق بالحيوانات، أن القطط ساعدتها في القضاء على بعض الأمراض التي كانت تعاني منها، وترى أن هذه الحيوانات تساعد على القضاء على الحشرات والقوارض ولا تساهم في تلويث البيئة، مؤكدة على أنه لا يمكن أن تسبب أي أدى للإنسان.
وتوصي التازي، في حديث مع SNRTnews، بالعناية بالقطط، رغم تكاثرها، من خلال المداومة على تلقيحها وتأمين أماكن عيشها، لأنها تعاني من خطر الكلاب الضالة، كما توصي بإطعامها باستمرار، مثلما تتعامل معها بعض الدول المتقدمة، مشددة على أن المغرب يجب أن ينخرط في منظومة الدفاع عن الحيوانات والعناية بها.
آليات للوقاية
كريم بودرير، طبيب بيطري مشرف على قسم محاربة القوارض والحيوانات الضالة بشركة الدار البيضاء للبيئة، قال إن تكاثر القطط الضالة بالشوارع والأزقة، يرجع إلى عدة أسباب، في مقدمتها الطريقة التي يتعامل بها السكان مع هذه الحيوانات.
وقال بودرير، لـSNRTnews: "نقوم بجمع القطط الضالة، كما نقوم بإجراء عمليات التعقيم الجراحي لهذه الحيوانات من أجل ضمان عدم تكاثرها، وتلقيحها ضد داء السعار ومعالجتها ضد الطفيليات وترقيمها"، موضحا أنهم يقومون بإعادتها، بعد هذه العملية، إلى الحي الذي كانت فيه، كما تنص على ذلك اتفاقية الشراكة والتعاون التي تربط مجالس الجماعات والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ووزارة الصحة.
وفوض مجلس جماعة الدار البيضاء شأن العناية بموضوع الحيوانات الضالة، بجميع أصنافها، لشركة التنمية المحلية، "الدار البيضاء للبيئة"، التي بدأت تعمل على مقاربة جديدة في مجال التعامل مع الحيوانات الضالة.
وتأتي المقاربة الجديدة لشركة التنمية المحلية، في التعامل مع القطط والحيوانات الضالة، بعد أن سبق لجمعيات الرفق بالحيوان أن راسلت جلالة الملك من أجل التدخل في هذا الموضوع، ملتمسة من جلالته النظر في الطريقة التي كانت تتعامل بها الجماعات المحلية مع الحيوانات الضالة، مثل القضاء عليها عن طريق قتلها بالذخيرة الحية، لكن بفضل عناية جلالته، تم تغيير هذه الاستراتيجية، وذلك منذ سنة 2018، كما أوضح بودرير.
خارطة طريق جديدة
حثت هذه الاتفاقية الجهات المسؤولة عن قطاع الحيوانات الضالة على تكثيف حملات النظافة على مستوى أماكن تجمعها باعتبارها فضاء لانتشارها وتكاثرها.
غير أن الطريقة التي تتعامل معها الساكنة تساهم في تكاثر هذه القطط، حيث يقدمون لها الأطعمة باستمرار، دون وعي منهم بخطورة ذلك، حيث أوضح المتحدث ذاته أن القطط تعد مصدرا للعديد من الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان، خصوصا الأطفال، حيث تؤدي إلى أمراض الكبد وقد تصيب بالسعار.
وتستعد جماعة الدار البيضاء، تحت إشراف "كازا بيئة"، إلى الإعلان عن انتهاء أشغال المحجز الحيواني، الذي تتم تهيئته كفضاء لإيواء الحيوانات الضالة بالدارالبيضاء، حيث أوضح بودرير أنه يعد الأول من نوعه في المغرب، لأنه يستجيب لمعايير السلامة العالمية، ومن شأنه إيواء هذه القطط التي تظل محل جدل بين من يطالب بجمعها لأنها تعد خطرا عليه، وبين من يحاول إبقاءها بحيه ويفضل العناية بها شخصيا.
وفي هذا الصدد، قال بودرير: " نتمنى عندما نصل إلى هذه المرحلة أن تتعاون الساكنة معنا، وتساعدنا في تخفيف أعداد القطط الضالة بأزقة وشوارع الدارالبيضاء، وأن لا يعترض سبيلنا أي أحد"، مؤكدا على الجهات المعنية تسعى إلى التعامل مع الحيوانات بطريقة آمنة.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع