الليالي .. عنوان الموسم الفلاحي

الفلاح المغربي يتوسم خيرا في فترة "الليالي"، وهي التي تؤتت فصل الشتاء، وتحدد معالم الموسم الفلاحي، خاصة إذا شهدت تساقطات مطرية غزيرة.

"الليالي" أو "الأربعينية"

تعد "الليالي" من أشد الفترات التي يكون فيها البرد قارسا، وتبدأ تحديدا من يوم 25 دجنبر من كل سنة، وتنتهي في 31 يناير. ويسميها البعض بـ"الأربعينية"، لأن هذه الأربعين يوما تتميز بالبرد القارس، الذي يتزامن مع تساقط الثلوج. وتقل الحركة في هذه الفترة، وخاصة بالليل.

ويقسم المغاربة "الليالي" إلى مرحلتين؛ الأولى تستمر 20 يوما، وتسمى بـ"الليالي البيض"، وهي التي يشتد خلالها البرد عما سبق، وتكثر فيها العواصف، أما الثانية فهي المرحلة المسماة "الليالي السود"، وسميت بهذا الاسم لأنها تكون أشد بردا وقساوة من المرحلة الأولى.

ونسج المغاربة حول "الليالي" أمثلة شعبية كثيرة، من أشهرها: "لا تطمع فزرع البور، حتى يولي فوق الكسكاس يفور"، ويقصد بهذا المثل الفلاحي أن على المرء ألا يتسرع في إصدار الأحكام بشأن الموسم، والقول إنه سوف يكون جيدا بمجرد تساقط بعض القطرات من المطر مع بدايته، بل عليه أن ينتظر حتى تنتهي هذه المرحلة، ويرى النتيجة. فكيف يستحضر الفلاحون المغاربة "الليالي" وما الذي ترمز إليه عندهم؟

تأثر "الليالي" بالتغيرات المناخية

يرى أحمد أحرموش، رئيس فدرالية جمعيات الفلاحة بأولاد تايمة، أن أيام الليالي لم تعد كما عهدها الفلاحون خلال السنوات السابقة، خصوصا أن الفلاحين جد متخوفين خلال الفترة بسبب غياب التساقطات المطرية لأزيد من شهر ونصف. وذهب أحرموش، في تصريح لـSNRTnews، إلى أنه إذا شهدت الليالي تساقطات الأمطار يتفاءل الفلاحون بموسم جيد، لكن مادامت غير موجودة حاليا، فإن الفلاحين في حالة ترقب مستمر. ويمني الفلاحون النفس في أن تمطر السماء الغيث خلال أيام الليالي هذه، خاصة أنهم اعتادوا خلالها ري حقول القمح، بعد الانتهاء من عملية الزرع".

وبخصوص المزروعات المعنية بالتساقطات خلال المرحلة، أوضح أحرموش أنهم يزرعون بأولاد تايمة القمح والشعير والقطاني والخضروات بجميع أنواعها، مشيرا إلى أن غياب الأمطار يهدد جودة هذه المزروعات ويجعل الفلاحين متخوفين من تكرار سيناريو الجفاف.