اقتصاد
المثمر.. كيف يرفع الزرع المباشر مردودية الحبوب؟
25/05/2021 - 10:17
مصطفى أزوكاحهذا ما تؤكده المهندسة الفلاحية حنان مديد، التي تتولى الإشراف على تنفيذ خطة الزرع المباشر بمنطقة سطات، حيث جرت للعام الثاني مواكبة مزارعين للحبوب والقطاني بجماعات مثل المزامزة ومزوغة والخميسات والشاوية.
في هذا العام همت عملية الزرع المباشر في سلسلة الحبوب كما توضح، مديد، 2019 هكتارا و150 فلاحا، الذين استفادوا من تكوينات في الزرع المباشر وتعرفوا على كيفية اشتغال المنصات التطبيقية، حيث يقف الفلاح على طرق الزرع الجديدة التي تمكنه من ربح الوقت وتقليص التكاليف.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يعمد فيها إلى اعتماد تقنية الزرع المباشر، بمنطقة سطات، فقد شملت في الموسم الماضي 960 هكتارا من الأراضي المزروعة بالحبوب والقطاني. تلك عملية ساعدت المزارعين الذين استفادوا منها من زيادة مردوديتهم في العام الماضي الذي كان اتسم بقلة التساقطات المطرية ما انعكس سلبا على المحاصيل في الأراضي التي تخضع لطرق الزرع التقليدية.
وتتوجه آلية "المثمر" بشكل خاص للمزارعين والمتوسطين، حيث تركز على على طريقة استعمالهم للأسمدة، حيث يعمد إلى تحليل التربة واقتراح الأسمدة التي توافق خصائصها، حيث يجري تقديم توضيحات حول مستويات البوتاس والآزوت والأملاح التي يفترض مراعاتها لضمان مردودية أكبر. يتم ذلك عادة عبر المنصات التطبيقية، التي يسهر عليها مهندسون زراعيون يرشدون الفلاح للأسمدة ويتولى تتبع المدخلات والمياه.
وأطلق "المثمر"، بشراكة مع المعهد الوطني للبحث الزراعي وجامعة محمد السادس للتخصصات المتعددة ببنكرير، بمساهمة جمعيات وتعاونيات فلاحية، عملية الزرع المباشر لمواجهة التحولات المناخية وقلة التساقطات. هذا هو الهاجس الذي دفع لمواكبة المزارعين في منطقة سطات التي تعتبر من المناطق الجاف.
واستهدف برنامج الزرع المباشر في الموسم الحالي 20 ألف هكتار و4 آلاف مزارع، الذين ستتاح لهم أكثر من أربعين آلة بذر، وأكثر من 700 منصة تطبيقية، حيث سيغطي ذلك 100 منطقة في 23 إقليما.
تلاحظ مديد أن الجفاف لم يحل في العام الماضي دون ارتفاع المردودية في الأراضي التي خضعت للزرع المباشر بمنطقة سطات. ذلك ما تأكد في الموسم الحالي، حيث أفضت تلك العملية إلي زيادة المردودية في زراعة الحبوب بما بين 30 و40 في المائة.
ارتفاع المردودية في الهكتار الواحد، دفع مزارعين آخرين إلى التعبير عن الرغبة في الاستفادة من الخدمات التي يوفرها برنامج " المثمر"، حيث تتوقع مديد مضاعفة عدد المستفيدين في العام المقبل.
غير أن الحافز الذي يدفع المزارعين للتعبير عن الرغبة في الاستفادة من تقنية الزرع المباشر، ليست المردودية التي تجلت في زراعات أخرى، بل يعود كذلك لما يتيحه ذلك من خفض للتكاليف التي تتراجع إلى حوالي 10 في المائة من التكلفة التي يتحملها المزارعون الذين يتعاطون مع الأرض بطريقة تقليدية.
وتأتي الزراعة المباشرة بفضل توفير آلات البذر Semoirs من قبل "المثمر". تلك الآلات التي لا يستطيع الفلاح لوحده توفير ثمنها. هذا ما يوضحه المزارع عثمان الساكر، رئيس تعاونية، الذي يؤكد أن فريق "المثمر" وفر، في العام الماضي، آلة البذر والدعم التقني، الذي يستفيد منه اليوم حوالي 30 مزارعا على مساحة 415 هكتارا.
ويؤكد على أن التكاليف تراجعت في ظل التقنية الجديدة،، حيث يتم استعمال ما بين 100 و150 كلغ من البذور في الهكتار الواحد، مقابل 200 كلغ في الهكتار الواحد في ظل تقنية الزرع التقليدية، معتبرا أن ذلك انعكس إيجابا على المردودية وجودة المحصول.
مقالات ذات صلة
مجتمع
اقتصاد
اقتصاد