المشردون .. يجوبون الشوارع في انتظار التلقيح

في الوقت الذي تتقدم فيه حملة التطعيم بنجاح، يدق الناشطون في المجتمع المدني ناقوس الخطر. هناك فئة من المواطنين لا تزال غير مشمولة بهذه العملية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والتي تنص على تطعيم جميع المقيمين في المغرب.

يؤكد مصدر قريب من الملف:"حتى الآن لم يستفد أي شخص بلا مأوى أو من أطفال الشوارع من حملة التطعيم، ومعظم هؤلاء ليس لديهم بطاقة هوية أو عنوان ثابت، مما يجعل المهمة جد صعبة. ويجب ألا ننسى أنه من أجل تطعيم الأطفال، فإننا نحتاج إذنًا من الوالدين، الأمر الذي يزيد الوضع تعقيدًا".

يقول ذات المصدر: "لا توجد حملة توعية تستهدف هذه الفئة الاجتماعية، باستثناء بعض مبادرات المجتمع المدني. ويفترض في وزارة الصحة إيجاد حل لتلقيح هذه الفئة من المجتمع".

تعتبر الناشطة الاجتماعية، حسناء حاجب، أن "هذه الفئة مازالت مهمشة، فلم يتم الإعلان حتى الآن عن إستراتيجية لتلقيحهم، الأمر الذي يمثل خطرا حقيقيا عليهم، ولكن أيضا على محيطهم. معظم هؤلاء المشردين يتسولون و يجوبون الشوارع وهم على اتصال دائم بالمواطنين مما يجعل منسوب خطر العدوى مرتفعا."

وينبه المصدران إلى إن المشكلة الرئيسية التي تطرح هي غياب قاعدة بيانات تحدد الأشخاص بلا مأوى .

وتؤكد حسناء حاجب: "المجتمع المدني مستعد لتحديد هذه الفئة وتسهيل عملية دمجها في حملة التطعيم من قبل الجهات الصحية والأمنية".

عمل أساسي من المقرر برمجته

يعتبر مولاي الطاهر العلوي، رئيس اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح، أن الرسالة الملكية كانت واضحة."عند انطلاق حملة التطعيم أكد جلالة الملك محمد السادس على أن جميع الأفراد المتواجدين بالمغرب سيستفيدون من هذه العملية"، مؤكدا أن هناك قرار حكومي سيتم اتخاذه في الوقت المناسب.

و يضيف نفس المتحدث: " أطفال الشوارع هم أطفالنا ، ومن الواضح أنهم سيستفيدون من حملة التطعيم. هناك العديد من الجمعيات التي ترعى المشردين وأطفال الشوارع و التي تقوم بعمل رائع".

وأكد على أنه" لتطعيم هذه الفئة من المجتمع، هناك أعمال أساسية يجب القيام بها ويكفي جدولتها. وإذا سألنا عن رأينا في تطعيم هؤلاء الأشخاص، فمن الواضح أننا سنصدر رأيًا إيجابيا ."

في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة، يتجول آلاف المشردين في شوارع المغرب. و من المؤكد أن بعضهم قد أصيب بالمرض دون أي متابعة أو علاج.

ترجمة: فاطمة الزهراء لعبيد

صحافية متدربة