مجتمع
اليحياوي: الفيضانات تفرض استحضار التغييرات المناخية في تخطيط المدن
09/01/2021 - 15:12
حليمة عامركيف تنظرون لتوقيت التساقطات المطرية التي يعرفها المغرب في الفترة الأخيرة وآثارها؟
التساقطات التي تشهدها بلادنا هذه الأيام، والتي من المنتظر أن تمتد إلى غاية نهاية هذا الأسبوع، عندما ننظر إليها من حيث التوزيع السنوي للتساقطات، فهي أمطار متأخرة، لكن رغم ذلك ينتظر من هذه التساقطات المطرية والثلجية أن تكون عاملا إيجابيا في دعم مخزون المياه الجوفية، خاصة أن الثلوج التي تساقطت في المناطق الجبلية حاليا، عندما ستذوب في الفترة الربيعية ستغدي ذلك الرصيد، ويمكن لتلك المياه أن تلبي حاجيات مختلف المستعملين.
هل تبعد هذه التساقطات شبح الجفاف عن المغرب؟
هذه الأمطار موجهة بالدرجة الأولى إلى القطاع الفلاحي، لأنه هو المستهلك الكبير لهذه المياه سواء الجوفية منها أو السطحية، وبالتالي ستوفر له هذه التساقطات الأخيرة إمكانية توسيع الزراعات وتوجيه كمية من هذه المياه المخبأة إلى الزراعات الحالية؛ وبالتالي يمكن أن تبعد شبح الجفاف الذي يخافه الفلاحون كثيرا.
هل من تفسير للتساقطات المطرية التي تأتي بكميات الكبيرة في فترة زمنية قصيرة؟
أرى أنه عندما نتحدث عن التساقطات، يجب أن نأخد بعين الاعتبار معطى جديد هو معطى التغيرات المناخية، فعندما نتعاطى معها، يحث أن نفكر في ما إذا ستتناقص حدتها أم ستزيد، لكي نعلم كيفية تدبير الموارد والبنيات التحتية التي ستستقبلها. فالأحصائيات إلى أن مدينة الدار البيضاء خلال السنتين الأخيرتين، وصلت كميات التساقطات المطرية بها إلى 200 ملم، وتصل تلك التساقطات بعدد من مدن الشمال خلال 24 ساعة إلى 120 و 170 ملم، وبالتالي فهذه الأرقام تدفعنا إلى التفكير في كيفية الملاءمة بين هذه التساقطات والبنيات التحية، التي أرى أنه يصعب عليها استقبال هذه الكميات الهائلة.
فمثلا بعض المدن القريبة من المناطق الجبلية، مثل مراكش وتازة وتطوان، تعيش دائما على وقع تساقطات مطرية تضغط على البنيات التحتية لتلك المدن، حيث تتوقف بها الحركة في بعض الأحيان، لأن البنية التحتية لهذه المدن لا تتوفر على إمكانيات تصريف هذه الأمطار.
ما العمل على صعيد التعمير والتهيئة الحضرية؟
إذا لم تكن المدن تتوفر على بنيات تحتية قوية، سيكون من الصعب تصريف هذه الأمطار في لحظة وجيزة، وبالتالي ينبغي الأخذ بعين الاعتبار، في تخطيط للمدن، أن مناخنا يعاني من خلل على مستوى منظومة التساقطات، وبالتالي فكلما تأخرت ستكون تساقطات لحظية، وستكون بكميات كبيرة، وبالتالي يجب أن تكون البنيات التحتية لتصريف هذه الأمطار في مستوى هذه المياه القوية.
يجب أن نراجع عددا كبيرا من وثائق التعمير والفصل بين مصارف الأمطار ومصارف مياه الصرف الصحي، حتى يتسنى لنا مجابهة هذه التغيرات المناخية والتحديات التي تفرضها علينا، وهذه تعد مسؤولية جماعية للفاعلين داخل المدينة.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع