نمط الحياة
اليوم الوطني للموسيقى.. ذكرى من دون احتفال في زمن "كوفيد-19"
07/05/2021 - 11:28
وكالة المغرب العربي للأنباءهذه الأهمية الحيوية للموسيقى تحدث عنها العديد من المفكرين والفلاسفة والفنانين. ففي كتابه "مثالب الولادة" يطرح الكاتب الروماني، إميل سيوران، العديد من الأسئلة حول مكانة الموسيقى في حياة الإنسان.
وكتب سيوران: "من الصعب معرفة ما الذي تنشده الموسيقى داخلنا، لكن ما نعرفه هو أن الموسيقى تصل لنقطة داخلنا من العمق بحيث أن الجنون نفسه لا يمكنه الوصول إليها".
هذا الفعل "المطهر" الذي تحدثه الموسيقى في نفوس الناس يفضي بشكل من الأشكال إلى الحديث عن علاقتها الجوهرية مع الروح.
وبالنسبة لعضو مجموعة "هوبا هوبا سبيريت" المغربية، رضا علالي، فإن "الموسيقى أمر متأصل في الشخصية المغربية، إنها ثروة باهرة ومتنوعة وحيوية".
وقال علالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هناك علاقة وثيقة مع هذا الفن، وهو ما يظهر من خلال خيبة الأمل التي تعتري عشاق الموسيقى بسبب النقص الفادح في عدد المهرجانات الذي تقلص بفعل الجائحة.
فمع انتشار الجائحة التي أثرت سلبا على صناعة تنظيم الأحداث والتظاهرات، وجدت المواعيد الموسيقية نفسها وقد فقدت تقريبيا معناها، "في غياب الاتصال بالجمهور الشغوف".
وأعرب علالي، في هذا السياق، عن أسفه لعدم وجود "وضوح في الرؤية بخصوص الموسيقى" بسبب فيروس كورونا المستجد، لأنه "من الصعب التحدث عن الموسيقى عندما لا تستطيع العزف على الآلة".
كما اعتبر أن الموسيقى، "الفن الأكثر شعبية"، تواجه الآن تحديات تتعلق بشكل خاص بإرساء نموذج يمكن الموسيقيين من كسب عيشهم من موسيقاهم، دون اللجوء إلى التمويل وتعبئة القاعات على المستوى الوطني.
من جهته، قال المتخصص في مجال الموسيقى، أحمد عيدون، إنه مع اقتراب فصل الصيف، لا أمل يلوح في الأفق، ولأنه ليس ممكنا بعد الإعلان عن موعد إعادة إطلاق المهرجانات، فإن قطاع تنظيم الأحداث والتظاهرات سيتحمل تبعات الأزمة الصحية، ما لم يجدد نفسه.
وأوضح الخبير المغربي أنه بعد الحجر الصحي والقيود، ظهرت بعض الأفكار كوسائل لحلول مستقبلية كاستخدام البث الرقمي وتقنية البث المباشر.
وسجل عيدون أن التحفيز الفني قد تكيف بالفعل مع تداعيات "كوفيد-19"، بإعادة استثمار المجال الموسيقي من خلال خدمات البث التدفقي للموسيقى ومقاطع الفيديو، بالإضافة إلى مشاركة إبداعات الفنانين الصوتية ودمج البث المباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى وجود توصيات من أجل استبدال الشكل الكلاسيكي للعرض، بما في ذلك مبدأ استقبال الجمهور بالوقوف واحترام التباعد الاجتماعي.
وأضاف أنه "من الناحية النظرية، تظل هذه الصيغة ممكنة، لكن تطبيقها صعب إذا علمنا أن الجماهير غالبا ما تكون خارجة عن السيطرة. هذا هو الحال مع الأحداث التي تجذب عشرات الآلاف من المرتادين".
وعلى الرغم من الوباء، استمر الإبداع الموسيقي في المغرب في التطور في ظل ثورة رقمية معقدة وحافلة بالدلالات، تطال مقطوعات من التراث الوطني بما في ذلك الموسيقى اليهودية -المغربية والموسيقى الصوفية.
كما توسع نطاق موسيقى "الأندرغراوند" والراب المغربي خلال هذه الفترة، مع اكتشاف مواهب مغربية شابة جديدة.
وفي انتظار عودة الأيام الجميلة للعروض الموسيقية والجمهور المتعطش لها، من الضروري التعامل مع الموسيقى باعتبارها منظومة وإطلاق عمليات تفكير جديدة من أجل الحفاظ على ألقها في مواجهة الأزمة الصحية.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة