نمط الحياة
بياض يتحدث لـSNRTnews عن رحلته لاكتشاف الصين
25/12/2021 - 13:59
يونس الخراشيويقول بياض، ردا على سؤال لـSNRTnews حول اعتماده الأدب الرحلي لاكتشاف الصين، بالقول: "أعتقد أن فكرة الرحلة، كما تفضلت بذلك، آلية مفيدة ومنتجة لنقل ثقافة الآخرين إلى غيرهم، أدت هذه الوظيفة في السابق؛ منذ بداية عصر تدوين الرحلات، وعبرها اكتشاف حضارات وثقافات مختلفة من منطلق الغيرية والاختلاف الحضاري والعقائدي في كثير من الأحيان".
ويضيف: "وأعتقد أن الرحلة ما زالت وستظل قادرة على أداء هذه المهمة، إن هي وجدت عينا فاحصة تنفذ إلى ما جوهر ما يستحق الإدراك والاستيعاب لاستبطانه جيدا بعيدا عن منطقي الإطراء أو الهجاء، بل برؤية نقدية هادفة تسعف في استلهام المفيد من تجارب الآخرين، وتنبه إلى مستويات التفاوت والتجاوز من منطلق الوعي باختلاف سياقات ومسارات تبلور وتطور هذه الثقافات المختلفة. وتقديم كل ذلك بلغة أنيقة رشيقة وأسلوب بديع رفيع يحبب النص المحكي إلى القارئ".
صاحب كتاب "الصحافة والتاريخ: إضاءات تفاعلية مع قضايا الزمن الراهن" أكد، لـSNRTnews، أن هناك اختلافا مهما بين الأداء الصحفي والأداء الرحلي في نقل المرئيات وما خلفها، قائلا: "لا يمكن، في تقديري الشخصي المتواضع، للربورتاج الصحفي، عن منطقة ما أو ثقافة ما مثلا، أن يلغي دور كتابة نص رحلة عن هذه المنطقة أو تلك الثقافة، إذ لكل منهما أدوات وآليات اشتغاله، بل وجمهوره، ويكفي احترام ذكاء هذا الجمهور وتقديم المنتوج باللغة التي يفهمها ليقبل على ما تقدمه له، سواء كان تغطية صحفية أو مادة رحلية".
أما وهو يرد على سؤال: "هل منحتك الرحلة رغبة في المزيد، وبالتالي كتابة رحلات أخرى؟"، فقال: "هذا التمرين في كتابة نص هذه الرحلة تقاطع فيه المعرفي بالإنساني، إذ وظفت فيه معارف كثيرة تراكمت لدي طيلة مساري الأكاديمي، لذلك فالنفاذ إلى جوهره ربما احتاج إلى قراءته في سياق مشروع فكري، وليس كمحطة استراحة في باحة السرد الأدبي الفسيح، لذلك سأستفيد من تفاعل القراء والنقاد من هذه التجربة لتطويرها مستقبلا إما انطلاقا من رحلة في المجال أو، وهذا هو الراجح، كتابة عن رحلتي في الحياة، والتي ستكون مختلفة عن المذكرات، وعن السيرة الذهنية، بل نمط آخر قيد التبلور في ذهني. المهم أن هذه الرحلة منحتني ود السرد وألفة الحديث عن التجارب الإنسانية، يبقى استثمارها على هذا المستوى مفتوحا على احتمالات ومسألة أولويات فقط".
تجدر الإشارة إلى أن كتاب "اكتشاف الصين"، الصادر عن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق، بالدار البيضاء، قدم له الباحث عبدالمجيد جهاد، بالقول: "على الرغم من أن هذه الرحلة الاستكشافية للصين جاءت "تحت الطلب" بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني الحاكم لنخبة مختارة من بين "المؤثرين وصناع الرأي" في بلدان إفريقيا، قصد وضعهم في صورة التحولات العميقة التي تشهدها الصين منذ أزيد من ثلاثة عقود من الزمان، بغاية نقلها بأمانة إلى أهليهم، فإن الطيب لم يسقط في أسلوب التمجيد والإطراء، بل تجده ينظر إلى التجربة الصينية المعاصرة بعين المحلل الأكاديمي الفاحص لموضوعه بتحقيق وتدقيق بعيدا عن أي محاولة للتزويق والتنميق، فلم تتوقف مشاهداته عند حدود الدهشة والانبهار، وصدمة التعرف البدئي التي عادة ما يصاحبها قدر من علامات التعجب والاستغراب".
يشار أيضا إلى أن الطيب بياض قدم للمكتبة أيضا كتاب "المخزن والضريبة والاستعمار: ضريبة الترتيب 1880-1915"، و"رحالة مغاربة في أوروبا بين القرنين السابع عشر والعشرين: تمثلات ومواقف"، فضلا عن كتابه "الصحافة والتاريخ: إضاءات تفاعلية مع قضايا الزمن الراهن".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
مجتمع
نمط الحياة