إفريقيا
تقرير"تيارات الأطلسي": إفريقيا لم تستسلم للتشاؤم رغم الانكماش
03/03/2021 - 16:21
SNRTnewsاعتبرت إوبياغيلي إيزيكويسيلي، إحدى مؤسسات منظمة الشفافية الدولية ومستشارة اقتصادية لدى المبادرة من أجل التنمية الاقتصادية في أفريقيا، أنه "حان وقت امتلاك أفريقيا لأفكار كبرى، في حقبة هذا الوضع الاعتيادي الجديد المفروض عليها بسبب كوفيد 19".
ولاحظت أن القارة لم تسقط بذلك في فخاخ التشاؤم رغم الانكماش الاقتصادي الذي تشهده للمرة الأولى منذ 25 عاما ورغم التوقعات بزيادة الفقر.
وأشار كل من رئيس مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، كريم العيناوي، ومديرة البحث والشراكات والتظاهرات، بشرى الرحموني، في مقدمة التقرير إلى أن "النسخ السابقة، تطرقت للتحديات الكبرى ونقاط الانهيار التي تحول دون تنمية المنطقة الأطلسية، لذلك كان طبيعيا أن يسلط الضوء هذا العام على أزمة كوفيد 19 من منظور جنوب الأطلسي، مع التركيز على أهمية التعاون الدولي. وقد شمل التقرير استعراضا شاملا وغنيا لهذه الجائحة غير المسبوقة، بما في ذلك تبعاتها على الصحة العقلية وآثارها الكارثية على الاقتصادات، ناهيك عن دور الجيوش في إدارة الأزمات الصحية".
وشملت فصول التقرير السبعة عشر استعراضا كاملا للنتائج الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية للجائحة.
حيث عالج الجزء الأول القضايا الشاملة، مع "لمحة عامة عن الجائحة في الشمال وفي الجنوب" و"القدرات الصحية كأداة جديدة للسلطة" و"إدارة أزمة الديون"، وتأثير الجائحة على التجارة الدولية والأسواق والانتقال الطاقي، ومع التركيز على ضرورة "تعاون شامل في مواجهة الأزمات الشاملة"، وهو للإشارة فصل حمل توقيع إبراهيم ماياكي، أمين عام الشراكة الجديدة من أجل التنمية في أفريقيا (نيباد).
في مرحلة ثانية، تم التطرق لقضايا خاصة بحوض جنوب الأطلسي، على غرار "جغرافية الاحتجاجات في الجنوب الشامل"، و"الدولة الراعية في الجنوب الكبير: هل هي عودة الغائب الكبير؟"، ناهيك عن الرهانات الإنسانية والأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب. وقد أشرف على هذا الفصل الأخير عبد الحق باسو، الباحث البارز لدى مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد.
وأغنت أصول الخبراء والباحثين الدوليين المساهمين في نسخة، هذا العام التقرير وزادته تفردا، حيث يتحدرون من المغرب والسنغال والنيجر ونيجيريا والمكسيك والبرازيل وألمانيا وإيطاليا.
في فصل بعنوان "قراءة مكسيكية لأزمة كوفيد 19 والحجر"، ذكر الباحث لدى المجلس المكسيكي للقضايا الدولية، خيراردو تراسلوسهيروس، أن المكسيك أحد البلدان الأكثر معاناة من الأزمة الاقتصادية، حيث بلغ معدل الانكماش 10,5 في المائة، وذلك بسبب قصور الحكومة وعدم اعترافها بخطورة الوضعية.
من جهته، تطرق الباحث لدى مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، مصطفى الرزرازي، لاختلالات أنظمة الصحة في الجنوب، ولاسيما رعاية الصحة العقلية، بناء على ما أطلق عليه عالم كوري "كورونا بلوز"، أي "الاكتئاب والخمول الناجمين عن العزلة والتباعد الاجتماعي".
وساهمت الباحثة، مينة باليامون في التقرير بفصل بعنوان « إنقاذ الحياة أو إنقاذ الاقتصاد: ليست معضلة بل تحديات خاصة للجنوب الشامل"، وقد ركزت فيه على ضرورة تدابير فعالة في مجال الصحة العمومية، كما سلطت الضوء بالتفصيل على صعوبة التباعد الاجتماعي في المساكن وفي الاقتصاد غير المهيكل بمدن الجنوب الكبرى.
هذا ولخصت بشرى الرحموني في الختام أحد الجوانب الأساسية في تقرير تيارات أطلسية بالقول: "أثبتت الجائحة أنه يمكن اعتبار الصحة رأسمالا سياسيا واقتصاديا. على الرغم من ذلك، فإن إدارة الصحة العالمية لا زالت تشوبها مجموعة من الصراعات".
ويعد تقرير "تيارات أطلسية" المنشور الرئيسي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، ويسلط الضوء سنويا على وجهات نظر تشمل التحديات الدولية والأطلسية على وجه الخصوص. وقد جاءت النسخة السابعة من هذا المرجع في 300 صفحة تقريبا، بمشاركة 22 كاتبا من جنوب الأطلسي، وصدرت بتاريخ 25 فبراير 2021، وهي متاحة على موقع أمازون.
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
تكنولوجيا