مجتمع
تقرير.. الفتيات أكثر انضباطا في متابعة التعليم عن بعد
24/02/2021 - 12:18
وئام فراجصرحت 39 في المائة من الفتيات باستمرارهن في متابعة دروسهن عن بعد بشكل منتظم، مقابل 28 في المائة من الفتيان، وحسب التقرير الذي يستند على معطيات تم تحصيلها من خلال بحثين أجرتهما المندوبية السامية للتخطيط لدى الأسر أثناء وعقب الحجر الصحي، بلغت نسبة متابعة الفتيات للدروس عبر الأقسام الافتراضية 53 في المائة مقابل 26 في المائة من الفتيان، و24,3 في المائة مقابل 15 في المائة بالنسبة للدروس التي تبث عبر القنوات التلفزية.
الفتيات أكثر التزاما
صرح حوالي نصف أرباب الأسر التي تتابع فتياتها الدروس، أنهم راضون جدا عن بناتهم، مقابل رضاهم بنسبة 38 في المائة فقط عن فتيانهم، وأشار التقرير في هذا الإطار إلى تسجيل تفوق الفتيات أيضا في غياب مساعدة الوالدين.
وعزا التقرير هذا التفوق إلى كون الفتيات يكتسين مزيدا من النضج في سن متقدمة ويظهرن استقلالية واهتماما أكبر من الفتيات، كما يبدو وفق معطيات التقرير، أنهن أكثر وعيا بالصعوبات التي ستواجههن خلال سنوات الدراسة الموالية، فضلا عن العوائق التي يفرضها سوق العمل، مشيرا إلى أن الفتيات يعملن أكثر لأنهن يدركن أن آفاقهن المستقبلية ستكون أقل جودة في حال عدم حصولهن على التعليم.
وحسب تصريحات التلاميذ تجاه التعليم عن بعد، التي تضمنها بحث المندوبية السامية للتخطيط، صرح 27 في المائة من التلاميذ أنهم يشعرون بالارتباك من هذا الأسلوب في التعليم، كما يشعر 22 في المائة منهم بالقلق بشأن مستقبلهم، إلا أن الفتيات عبرن بنسبة أقل عن هذا القلق، إذ عبرت 42 في المائة من الفتيات اللائي يتابعن بانتظام تعليمهن عن بعد أنهن متحمسات ومهتمات به.
وتهم هذه المعطيات التغيرات في متابعة التعليم عن بعد التي تسبب فيها إعلان وزارة التربية الوطنية في 12 ماي، المتعلق بتأجيل الامتحانات لمستويات البكالوريا والتعليم العالي وإلغائها للمستويات الأخرى من التعليم المدرسي؛ إذ تظهر المعطيات التي تم جمعها أن الفتيات عانين أكثر من تبعات إعلان تأجيل الامتحانات أو إلغائها، ومن السلوكيات التي تسبب فيها داخل الأسر، لاسيما على مستوى المهام المنزلية، إلا أن هذه التحديات لم تمنع الفتيات من المواظبة على التعليم عن بعد، وفق معطيات التقرير.
أطفال الأسر التي تعولها النساء أقل متابعة للدروس
في مقابل التزام الفتيات بمتابعة دروسهن عن بعد، أظهرت نتائج الدراسة التي أجرتها المندوبية السامية للتخطيط حول التباينات المتعلقة بالتعليم خلال الحجر الصحي، أن أطفال أغلب الأسر التي تعولها النساء لا يتابعون الدروس بتاتا.
وأوضحت أرقام التقرير أن 33 في المائة من أطفال الأسر التي تعيلها النساء المسجلين في الابتدائي لا يتابعون الدروس، مقابل 22,4 في المائة بالنسبة للأسر التي يعيلها الرجال، فيما بلغت نسبة عدم متابعة الدروس عند الأطفال المسجلين في المستوى الإعدادي 31 في المائة بالنسبة للأسر التي تعيلها النساء.
وعزا التقرير ذلك، لكون دخل الأسر التي يعيلها الرجال، يُمكن الأمهات من تخصيص جزء من وقتهن لمراقبة أنشطة أبنائهن، فيما يستعصي على النساء اللواتي يتكلفن وحدهن بالأسرة القيام بهذا الدور، نظرا لتحملهن مسؤولية توفير نفقات المعيشة.
غياب المعدات الدراسية
من جهة أخرى، يرجع أرباب الأسر الصعوبات التي يواجهها أبناؤهم في الاستفادة من الدروس عن بعد إلى غياب المعدات اللازمة، من قبيل الحواسيب والربط بالإنترنيت، كما أن ارتفاع نسبة انتشار الأمية بين النساء، يضيف التقرير، يعد سببا إضافيا للصعوبات المرتبطة بمتابعة الأطفال ومساعدتهم على مراجعة دروسهم.
وسجل التقرير في هذا الإطار، تكريسا لعدم المساواة بين الأطفال المنتمين إلى أسر تعولها نساء، مقارنة برفاقهم المنتمين إلى أسر يعولها رجال.
وأبرز تقرير منظمة هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمندوبية السامية للتخطيط، أن الأزمة الصحية ساهمت في تفاقم التفاوت في مجال التعلم واكتساب المعارف بين أطفال الأسر التي تعولها النساء مقارنة بالأسر التي يعولها الرجال.
وأظهر 22 في المائة من الأطفال المتمدرسين في السلك الابتدائي، والمنتمين للأسر التي تعولها النساء، فضلا عن 17 في المائة من المتمدرسين في السلك الإعدادي، عدم اهتمامهم بمتابعة الدروس عن بعد، فيما تنخفض هذه النسب لدى الأسر التي يعولها الرجال إلى 14 في المائة و9 في المائة على التوالي بالنسبة للمستويين التعليميين.
وعزا التقرير ذلك إلى القدر القليل من المتابعة التي يستفيد منها أطفال تلك الأسر وإلى نقص الوسائل المتاحة للتعليم عن بعد، كما يرسخ بحسب المصدر نفسه إلى غياب المساواة بين الأطفال حسب جنس رب الأسرة التي ينتمون إليها.
وخلص التقرير إلى أن الأسر التي ترأسها النساء عانت أكثر من تلك التي يعولها رجال، خلال فترة الحجر الصحي، سواء من حيث التفاوتات في الولوج إلى الرعاية الصحية أو التعليم عن بعد بالنسبة للأطفال المتمدرسين، أو في الحفاظ على نشاط الدخل.
مقالات ذات صلة
مجتمع
اقتصاد