نمط الحياة
"خضر الموظفات".. من السوق إلى الطنجرة
03/11/2020 - 11:38
نضال الراضيإضافة لمشهد الخضر الطرية المتعارف عليه، ستسرق عيناك أيضا أكياس بلاستيكية صغيرة الحجم، تحتوي خضرا مقطعة بعناية، ونظيفة للغاية، تجعلك تتساءل عمن هم زبائنها، وعن سعرها مقارنة مع باقي الخضر.
من السوق إلى الطهو مباشرة
سيدة خمسينية تجلس على كرسي بلاستيكي، وترتدي جلبابا بهت لونه بسبب شمس "الجميعة" الحارقة، تعرض كمية قليلة من الخضر، يبدو أنها تتعامل مع زبائن خاصين، كونها ليست كباقي تجار خضر "سوق الجميعة"، الذين لا يترددون في اقتناص، المارة بإلحاحهم على اقتناء خضرهم.
وعن أكياس الخضر الصغيرة، الموضوعة على طاولتها قالت "عائشة " لـ"SNRTnews": "هذه الخضر تسمى بـ "خضر الموظفات" لأن غالبية من يقتنيها، هن من النساء العاملات، اللواتي لا يجدن الوقت لاقتناء باقي الخضر الطرية، ومن تم تنظيفيها وتقطيعيها قبل طهوها، بل منهن من لا يجدن الوقت الكافي للذهاب إلى السوق، فيقمن بالاتصال، بي وأبعث كمية الخضر المعلومة وهي جاهزة للطهو".
واسترسلت "عائشة"، في حديثها، وهي تغمض عينيها اتقاء من أشعة الشمس التي تطرق جفنيها بقوة: "الله يهدي بنات اليوم، ما باغينش تمارة"، في انتقاد لزبونات "خضر الموظفات" اللاتي لا تكلفهن هذه الخضر عناء التقشير".
وعرضت "عائشة" للموقع "خضر الموظفات" الأكثر مبيعا، وهي عبارة عن خضر الحساء مقطعة بعناية واضحة، و"جلبانة"، و"قوق"، و"بطاطس"، و"جزر"، و"فجل" و"بروكولي"...
خضر "VIP" أسعارها لا تناقش
وفي مدخل السوق المركزي بـ"المعاريف" في الدار البيضاء، سيوقفك حتما "عبد الجليل"، رجل أربعيني، ذو لحية خفيفة بدأت تستوطنها شعيرات الشيب الأولى، وهو يصر أن تتعرف على سلعته، التي "لا يوجد مثيل لها بالسوق"، على حد تعبيره، وسيغريك حتما بأسعار خضره، التي يرددها دون أن تطلب منه ذلك، والابتسامة لا تفارق محيا.
وعندما تستجيب لإلحاح "عبد الجليل" في التعرف على "خضرواته المثالية"، ستكتشف أنها "خضر الموظفات"، التي يضع منها كمية كبيرة، ملفوفة بعناية تسرق الأنظار، في طاولة خاصة إلى جانب باقي الخضر الطرية، تعطيك انطباعا أنها سلعة خاصة أو "VIP"، كما يصفها بائعها مازحا.
وفي تصريح لـ"SNRTnews"، يقول "عبد الجليل": هذه الخضر لها زبائنها الخاصين، وهن الموظفات، والطالبات اللاتي يقطن لوحدهن"، ويضيف، وهو يتحسر والابتسامة فارقت محياه للحظات، وهو يتذكر أيام زمان: "كانت الوقت زوينة، النساء كن يبحثن عن الخضر الطرية، ويأتين إلى السوق باكرا كي يضمنن أنن سيقتنين أحسن ما يوجد في السوق.
"من ناحية الجودة والسعر، أصبحت الأغلبية تأتي السوق وهي مسرعة بعد الدوام، وهي تضمن أنها ستجد غايتها، مقطعة ونظيفة ولن تكلفها عناء التقشير والتنظيف"، يقول بكل فخر، ويسترسل مازحا، "ايوا الله يكون في العون".
وعن سعرها يجيب المتحدث: "الفرق بين 'خضر الموظفات' وباقي الخضر، هو 3 دراهم للكيلو الواحد". ويؤكد: "هناك من السيدات من لا يسألن عن أسعار هذه الخضر، فكما تحضيرها سريع، حتى زبوناتها تجدهن في الغالب يسرعن في اقتنائها، ولا يناقشن السعر أو لا حتى يطلبن التخفيض".
وعن توقيت تحضيرها للعرض، يجيب المتحدث: "أقوم بتقشيرها، وتقطيعها ووضع نصف كيلو من الخضر، بالكيس البلاستيكي، مساء كل يوم بعد الانتهاء من العمل، لتكون جاهزة صباح اليوم التالي"، مضيفا أن الإقبال عليها يزداد، في عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد)، حيث يقوم زباؤنها بتخزينها للاستخدام طيلة الأسبوع.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد