مجتمع
دروس "كورونا".. العلم في خدمة صحة الإنسان
04/01/2021 - 12:23
حليمة عامرخالد لحسيكة، أستاذ باحث في علم الاجتماع بالمعهد الجامعي للبحث العلمي، بجامعة محمد الخامس بالرباط، أجاب عن هذا السؤال في تصريح لـ"SNRTnews"، ويبرز أن أول شيء كشفت عنه جائحة "كورونا" هو أن المعرفة العلمية هي وسيلة الإنسان الرئيسية في الترقي وحماية وجوده، حين يكون مركز انشغالها هو الإنسان نفسه.
البحث العلمي أولا
ويشدد الباحث على أن "التقدم العلمي لم يعد، بعد الآن، قابلا للاحتساب انطلاقا من المردودية المالية والاقتصادية، بل بما يضمنه من حماية للإنسان صحته وتوازنه مع محيطه البيئي والاجتماعي".
ويعتبر لحسيكة أن هذه الأزمة التي مر منها العالم بكامله، عرت معظم تناقضات المجتمعات الراهنة، وفضحت هشاشة الوضعية البشرية، محدثة بذلك قطيعة مع وهم نجاح الإنسان في الاستقلال عن قواعد وقوانين الطبيعة.
كما نبهت الجائحة الجميع إلى أن الإنسان جزء من نظام إيكولوجي اسمه الأرض، وكل ما يحدث لهذا النظام البيئي سينعكس بالضرورة على المجتمعات البشرية باعتبارها مجتمعات بيواجتماعية ككل الكائنات الحية التي تعيش في الكوكب الأزرق.
ويقول لحسيكة إن " مصير الكائن البشري رهين بمصير محيطه البيئي"، مشددا على أن هذه الفكرة هي أهم عبرة ستكون حصيلة الإمعان في نفيها من حساب تحليل المخاطر كارثيا على النوع البشري والطبيعة.
تحسين إطار الحياة
بالنسبة لعبد الفتاح الزين، أستاذ باحث بالمعهد الجامعي للبحث العلمي، بجامعة محمد الخامس بالرباط، فيعتبر بأن أهم درس ينبغي الاستفادة منه خلال هذه الأزمة، هو الاهتمام بكيفية تحسين إطار حياة المغاربة؛ من خلال الاهتمام بتكافؤ الفرص والإنصاف والولوج إلى الخدمات، التي لازالت يشكو من خلل على مستوى المواكبة الطبية والاستشفائية خلال الجائحة سواء على مستوى المرافق أو الخدمات.
ويظهر الباحث أنه قد "أبانت الأبعاد الاجتماعية للجائحة أن الفئات الهشة، والأحياء الشعبية، والقطاع غير المهيكل، شكلت بؤرا وبائية أمام وقوعها بين مطرقة الإصابة وسندان البحث عن لقمة العيش، أمام تضامن مجتمعي تشكل فيه كافة الأطراف سدا أمام كل أشكال التوتر، والانفلات الأمني، والتحايل".
وخلافا للجوائح والمجاعات والأوبئة التي عرفها العالم في السنوات السابقة، كوباء الكوليرا أو الطاعون، جاء وباء "كوفيد-19"، في إطار عولمة شهدت العديد من الثورات، أهمها الثورة الرقمية، كأهم مؤشرات مجتمع المعرفة والذي أبرز أن كُلفة الأمية أغلى بكثير من كلفة التعليم، لذلك يوصي الباحث في السوسيولوجيا بالاعتمام بهذا الجانب.
ويشير عبد الفتاح الزين إلى أنه خلال هذه الأزمة برزت بعض العناصر الإيجابية التي يمكن النهوض بها والاستفادة منها، وهي تلك القيم الحاملة لمبادئ الكرامة والمواطنة والمشاركة، مسترسلا "لقد رأينا كيف أن بعض فئات المجتمع تجنّدت في إطار مواطنة نشيطة من أجل التوعية والتحسيس والوقوف في وجه المشككين المعتمدين على نظرية المؤامرة أو صحة الوباء وقدرة الدولة، وهو ما نعتبره مدخلا لبناء ثقة المواطن في دولته، واحترامه لقوانين الحجر والطوارئ الصحية والتعامل معها بمسؤولية، إلى جانب ما خلفته 'إعادة التربية الصحية ومعايير النظافة' الفردية والجماعية، والتي تتطلب عملا متواترا كفيلة ببناء ثقافة صحية تغذي كيفية التعامل مع المرض واحترام سيرورة الاستشفاء".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
عالم
اقتصاد