نمط الحياة
سهير البابلي .. رحيل فرحة المسرح المصري
21/11/2021 - 20:13
إكرام زايدبرزت موهبة الفنانة المصرية الراحلة سهير البابلي في سن مبكرة، في ظل تشجيع والدها، معلم الرياضيات ومدير مدرسة المنصورة الثانوية العسكرية، إذ تنبأ لها بمستقبل واعد، في الوقت الذي عارضت والدتها الأمر بشدة.
ولدت الراحلة في محافظة دمياط في 14 فبراير سنة 1937، ونشأت في مدينة المنصورة التي تعتبر المدينة الأصلية للعائلة، حيث التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الموسيقى، وتابعت دراستهما في التخصصين بالتوازي.
توقع الوالد وإعجابه بمواهب سهير أكدته ابنته بتقليدها للممثلين المصريين، وأثبتته السنوات اللاحقة حين انجلت بديهتها، منذ أول أفلامها "صراع مع الحياة" سنة 1957، ثم فيلم "هل أقتل زوجي" بعد سنة، لتتألق بشكل كبير في فيلم "السيد قشطة" مع الفنان عادل إمام.
اشتهرت الراحلة ببراعتها في تقمص الأدوار الكوميدية، وحقق دورها المعلمة "عفت عبد الكريم" في المسرحية الكوميدية الشهيرة "مدرسة المشاغبين"، سنة 1973، شهرة واسعة، والتي لعبتها مع فرقة الفنانين المتحدين المصريين: عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي وأحمد زكي وحسن مصطفى وهادي الجيار.
كما تألقت البابلي بشكل كبير في المسرحية الشهيرة "ريا وسكينة" التي قدمت سنة 1980، رفقة الراحلة شادية والفنان عبد المنعم مدبولي وأحمد بدير، وهي العمل الكوميدي الذي ما زال محفوظا في ذاكرة الفن العربي.
أما سينمائيا، فكان من أهم أعمالها فيلم "ليلة القبض على بكيزة وزغلول"، الذي تألقت فيه إلى جانب رفيقة دربها في الفن والحياة الفنانة إسعاد يونس، التي استضافتها ضمن برنامجها التلفزيوني "صاحبة السعادة" سنة 2014.
كانت الراحلة في مقدمة نجوم خشبة المسرح المصري، إذ كانت البابلي لسنوات طويلة النجمة الأهم وسط الفنانات المسرحيات، كما حققت مسرحياتها إيرادات مرتفعة.
وفي خضم استعدادها لتقديم عروض موسم جديد من مسرحيتها "عطية الإرهابية"، فاجأت الجميع سنة 1997 بإعلانها ارتداء الحجاب واعتزال الفن دون سابق إنذار.
اختارت سهير البابلي طريقا آخر بعيدا عن الفن والنجومية، وكشفت عن أسبابه، عبر تصريحات تلفزيونية أدلت بها حينها، تمثل أولها في خجلها من ابنتها نيفين التي ارتدت الحجاب من تلقاء نفسها وهي صغيرة السن، بينما كانت هي مهتمة بالفن، فيما تمثل السبب الثاني في علاقتها بالشيخ محمد متولي الشعراوي الذي شجعها على اختيار أدوارها الفنية.
توارت الراحلة عن الأنظار لعقود، مكتفية بإطلالات محدودة، قبل أن تعود مجددا للعمل الفني من خلال مشاركتها في مسلسل "قلب حبيبة" المعروض سنة 2005، وهو من تأليف علي عبد القوي الغلبان وإخراج خيري بشارة.
كما أطلت عبر الفيلم التسجيلي "عمر من البهجة" الذي قدمت ضمنه شهادتها في حق الزعيم عادل إمام، إلى جانب عشرات الفنانين المشاركين فيه.
تزوجت الراحلة 5 مرات، ولها ابنة وحيدة هي "نيفين"، من زوجها محمود الناقوري، الذي انفصلت عنه بعد أن خيرها بين استكمال مسيرتها الفنية أو التفرغ لتربية ابنتها، لتختار البابلي الفن.
وبعدها تعرفت على المطرب منير مراد، شقيق الفنانة ليلى مراد، وارتبطا بعد اعتناقه الإسلام وفق ما صرحت به، ولكن زواجهما لم يستمر طويلا بسبب الغيرة من الطرفين، لتتزوج في المرة الثالثة من تاجر المجوهرات أشرف السرجاني الذي توفي بعدها.
وفي المرة الرابعة تزوجت من محمود غنيم، وانفصلت عنه قبل ارتباطها بعده للمرة الخامسة من الفنان الراحل أحمد خليل، الذي تعرفت عليه خلال تصوير سهرة تلفزيونية، حين كان ممثلا مبتدئا، فيما كانت سهير البابلي في أوج عطائها الفني. لكن زواجهما لم يدم أكثر من عامين، قبل قرارهما الانفصال بهدوء.
ورغم رحيلها، الأحد، 21 نونبر الجاري، فإن اسمها سيظل محفوظا في سجال التاريخ الفني العربي، حيث دونت أدوارها المتميزة وموهبتها الفذة التي بصمت وجودها الفني منذ مرحلة البدايات. وستظل البابلي من أبرز النجمات المصريات اللواتي رسمن الابتسامة وانتزعن الضحكات بمجرد إطلالتهن على الجمهور، كما ستظل مستقرة في وجدان الملايين الذين أمتعتهم في مسرحيتي "مدرسة المشاغبين" و"ريا وسكينة".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة