اقتصاد
"سينوفارم".. الشركة التي قد توفر اللقاح للمغاربة
15/01/2021 - 21:26
مهدي حبشيوبالرغم من أن بلاغ للشركة أورد أن استقالة "لي زهيمينغ" رئيس مجلس إدارة الشركة، بالإضافة إلى "لي هوي" المدير العام للشركة، جاءت لـ"أسباب شخصية"، فإن توقيتها خلّف الكثير من الشكوك، لاسيما أمام التأخر المحلوظ في تسليم اللقاح للدول التي تراهن عليه، في طليعتها الدول الإفريقية، ومن بينها المغرب.
شركة مملوكة للدولة الصينية
شركة "سينوفارم" شركة عمومية مملوكة للدولة الصينية، وتعد أكبر شركة في البلاد على صعيد سوق الصيدلة. وتعد "شركة محاصة"، أي أنها نشأت كمشروع مشترك بين "مجموعة الصين الوطنية للصناعات الدوائية" الحكومية، التي تمتلك نسبة 51 في المائة من أسهمها، وبين شركة "فوسن" الخاصة التي تنشط في المجال الصيدلي كذلك.
وتخضع "سينوفارم" بشكل مباشر للجنة مراقبة وإدارة الأصول المملوكة للدولة، التابعة لمجلس الدولة الصيني. وهي الهيئة المسؤولة عن إدارة الشركات المملوكة كلياً أو جزئياً للدولة الصينية، وتسهر على تعيين مدرائها وصياغة القوانين المتعلقة بتلك المؤسسات.
وبلغ رقم معاملات "سينوفارم" عام 2013 مبلغ 33,2 مليار دولار أمريكي، كما تتوفر الشركة على أكثر من 1100 فرع، بما فيها 6 شركات مدرجة في البورصة، تحوم كلها في فلك الخدمات الطبية.
وشهدت السنوات الأخيرة نمواً كبيراً للشركة، فقد بلغت نسبة ذلك النمو بين عامي 2009 و2018 نسبة 24,24 في المائة، فيما نما إجمالي أصولها بـ30,54 في المائة. أما رقم معاملاتها فبلغ 400 مليار يوان صيني، أي ما يناهز 62 مليار دولار أمريكي. كما صنفت في المرتبة 169 كأغنى الشركات العالمية ضمن تصنيف "فورتش غلوبل".
تاريخ مشرف في التلقيح
لـ"سينوفارم" عدة إنجازات طبية، بعضها في مجال التلقيح نفسه. فالشركة تتوفر على مركز للأبحاث الصيدلية ترأس إعداد اللقاح ضد فيروس "EV71"، الذي يسبب "متلازمة اليد والقدم والفم"، وهو مرض شديد العدوى يصيب الأطفال، ويتميز بظهور بتور على مستويات الفم واليد والقدم.
كما ساهمت الشركة في تقدم البرنامج الوطني الصيني في التلقيح ضد شلل الأطفال، أو "التهاب سنجابية النخاع" المعدي والذي تسببه فيروسات يطلق عليها مسمى "الفيروسات السنجابية".
وتمتلك "سينوفارم" حقوق الاختراع الكاملة للقاح ضد داء "التهاب الدماغ الياباني"، الذي تنتقل عدواه بين البشر عن طريق البعوض، ويُعد من الأمراض الأكثر انتشاراً في جنوب شرق آسيا. وقد أدرج اللقاح المذكور ضمن قائمة مشتريات الأمم المتحدة من أجل الاستخدام العالمي.
وتصنف "سينوفارم" سادس أكبر مصنع للقاحات في العالم، إذ تنتِج كل اللقاحات المتعلقة بالبرنامج الوطني الصيني للتلقيح، كما توفر 80 في المائة من اللقاحات المستخدمة في "برنامج التلقيح الموسع" في الصين.
حضور عالمي
لا تكتفي "سينوفارم" باللقاحات، بل تشتغل في إنتاج العتاد الطبي، الأدوية البيولوجية، المخدرات الطبية، الأدوية المضادة للتعفنات والسرطان والأمراض التنفسية فضلا عن أمراض القلب والشرايين. وتحظى عدة أدوية من إنتاجها بمصادقة "إدارة الأدوية والغذاء الأمريكية"، علاوة على السلطات الأوروبية المختصة ومنظمة الصحة العالمية.
لـ"سينوفارم" عدة أذرع عالمية؛ إذ "أنجبت 26 شركة بشراكة مع شركات دوائية مرموقة حول العالم" بحسب ما جاء في الموقع الرسمي للعملاق الصيني، كما أنها تبيع منتجاتها ضمن 120 دولة حول العالم.
ولعبت "سينوفارم" دوراً مهماً في مساعدة الإكوادور على تجاوز الأزمة التي خلفها زلزال عام 2016، كما كانت لها اليد الطولى في مقاومة جائحة أنفلونزا الخنازير في ميانمار.
جدير بالذكر أن السلطات الصحية بكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن وافقت على استخدام لقاح "سينوفارم" لتطعيم ساكنتها ضد فيروس "كورونا" المستجد.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع