مجتمع
عزلة أمسمرير .. سيناريو يتكرر كل شتاء
08/12/2021 - 12:27
حليمة عامر | سلمان ضحيويمعاناة تتكرر خلال كل عام كلما كست الثلوج الجبال، ومن يعيشها ليس كمن سمع عنها.
يحل فصل الشتاء على قرى أمسمرير بكوابيسه ومآسيه خلال كل عام، فقبل أن يغير الثلج وجه الأرض، يعود لساكنة هذه المنطقة الخوف والقلق من العزلة عن العالم الخارجي خلال أشهر الشتاء، حيث يصبح التواصل صعبا والتنقل شبه مستحيل.
مسافة 129,8 كلم الرابطة بين مدينة تنغير وهذه القرية تبدو قريبة، غير أن التنقل بينها خلال أشهر الشتاء ليس أمرا هينا، فقد يستغرق ذلك ساعات طويلة إذا انقطعت الطرق بالثلوج وأغلقت المنافذ المؤدية إلى قرى أمسمرير، مما يعرقل مصالح ساكنتها في قضاء حوائجهم.
هذه المعاناة رواها ابن المنطقة، "محمد"، في حديث مع SNRTnews، إذ يؤكد أن الثلوج، التي قد يصل علوها في بعض الأحيان إلى 40 سم، تزيد الأعباء على كاهن السكان، خصوصا إذا تسببت في فيضان الوادي المجاور لهذه القرية وأغلقت الطريق في وجههم، الطريق التي شيدوها بأيديهم، بتقنيات بسيطة.
فعلى الرغم من ذلك، يحمل على متنها المريض ويمر من فوقها الأطفال المتوجهون إلى مدارسهم ويسير عليها كبار السن نحو الجهة الأخرى من المنطقة، في ظل غياب بنية تحتية تناسب كرامتهم.
ويرى "محمد" أن غياب قنطرة أو طريق، تربط دوارهم بباقي الدواوير المجاورة، يتسبب للسكان في عزلة عن العالم الخارجي، حيث يتكالب ضعف التجهيزات والبنى التحتية مع قسوة البرد، ويجعل الحياة بهذه المنطقة موحشة، تبعث الرهبة في النفوس لكل من يزورها لأول مرة.
أما "عمر"، أحد أبناء المنطقة، فيعتقد أنه إلى جانب غياب الطرق المناسبة، تعاني الساكنة من غياب المستوصفات، ما قد يتسبب في تسجيل وفيات.
فإذا باغت مخاض الولادة إحدى الحوامل، تضطر إلى وضع مولودها بالمنزل خوفا من خطر التنقل إلى أقرب مركز صحي.
وتابع عمر في حديثه "هشاشة هذه الطريق تضطر الأطفال، أيضا، إلى البقاء في المنزل إذا تساقطت الثلوج بكثافة وفاض الواد وانقطعت المنافذ المؤدية إلى المدرسة، إلى حين تحسن الأحوال الجوية، فقد يستغرق هذا الانقطاع 15 يوما دون تمدرس وهو ما جعلهم ينقطعون عن الدراسة".
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع