مجتمع
عندما تصبح الوليدية قبلة للطيور المهاجرة
04/01/2021 - 11:35
حليمة عامر
تتوقف أسراب متنوعة من الطيور المهاجرة، في رحلاتها الطويلة، ببحيرة الوليدية، وعلى طول أراضي منطقة سيدي موسى المجاورة للوليدية. هكذا، تصبح جزيرة الوليدية قبلة للطيور المهاجرة.
وتهاجر هذه الطيور إلى الوليدية، بداية من أواخر شهر شتنبر، لكونها منطقة ذات مناخ معتدل؛ آتية من بلدان جنوب إفريقيا وإسبانيا وبعض الدول العربية، لتستقر على ضفاف "الجزيرة"، وهي رحلة موسمية تقوم بها أسراب من الطيور قاطعة مسافات هائلة، لتمكث بالمنطقة إلى حدود شهر مارس، إذتغادر المكان. تصل المسافة التي تقطعها بعض أنواع هذه الطيور في هجرتها إلى آلاف الكيلومترات في السنة.

وتعد بحيرة الوليدية منطقة مشمولة بمعاهدة "رامسار" الموقعة في إيران في عام 1971، والتي تشمل المناطق الرطبة بعناية خاصة للحفاظ عليها كمحميات طبيعية للطيور المهاجرة، كما صنفت الوليدية، منذ سنة 2005، ضمن أجود المواقع الطبيعية العالمية بمقتضى هذه المعاهدة.
لحرير المجيد، رئيس المنطقة الغابوية بالوليدية في المندوبية السامية للغابات ومحاربة التصحر، قال في تصريح لـ "SNRTnews"، إن هذه الطيور تختار المنطقة، خلال هذه المدة، هربا من قلة الغذاء وبحثا عن مكان مناسب للتزاوج والتوالد.
ويوجد بالمنطقة مركز للإعلام للتحسيس والتربية البيئية، تابع للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أشرف على وضع حجره الأساس، جلالة الملك محمد السادس، سنة 2012، للمحافظة على محمية البحيرة، باعتمادات إجمالية تبلغ ثلاثة ملايين درهم.

ويقوم هذا المركز بإخبار وإرشاد زوار بحيرة الوليدية، حيث يعرف بأنواع الطيور التي تحط الرحال بالمنطقة، كما يتوفر على قاعة عرض للطيور المهاجرة، وكذا إعداد وتنفيذ برنامج للتحسيس والتربية البيئية.
وقال لحرير المجيد إنهم يقومون بتتبع ورصد هذه الطيور المهاجرة، من خلال القيام بعمليات الملاحظة، وكذا إحصاء أنواع الطيور، مسترسلا "كطائر اليمام tourterelle القادم من افريقيا (السودان إثيوبيا ومصر)، رغبة في تهيئة الأجواء المناخية الملائمة له، ولأهداف بيولوجية صرفة، قد تساعد على تكاثر هذه الأنواع".
ومن أبرز هذه الطيور المهاجرة، التي قام المركز بإحصائها إلى حدود اليوم، بحسب ما كشف عنه المجيد لحرير، هي طائر شهيم عرفان، كرافلو، البط القطبي، البط ذو العنق الأخضر، البط الرؤاسي، طائر غريرة صداء، اللقلاق الشتوي، الويتريي، طائر الصفرد بأنواعه، طائر بوقريفة، طائر أبو طيط، طائر الكروان، الغاق، طائر بلقشة ذو قنبرة، طائر يرهان سلطاني، طائر الحذف المرقط، طائر الشنقب، طائر الطبطوي، طائر الشحرور، طائر الغز، طائر الغواص، طائر الزقزاق، الحجل، طائر الفيصل، طائر شهرمان، طائر الغطاس، وطائر أبو منجل.

وإلى جانب أنواع هذه الطيور، تتميز بحيرة الوليدية أو "خليج الوليدية" بتنوعها الإحيائي من أسماك وسرطانات، وأنواع الزراعات التي تحيط بالبحيرة، ومراكز إنتاج المحار، حيث تعد المنطقة عاصمة للمحار بالمغرب، نظرا لكونها بيئة ملائمة لتربيته، بعد أن استقدمه أول الأمر للمنطقة اليابانيون، فشكل هذا التنوع البيولوجي مصدر عيش للساكنة على مدار سنوات.

مقالات ذات صلة
مجتمع
إفريقيا
مجتمع