مجتمع
عودة مغاربة العالم .. مبادرة ملكية تُنصف أبناء الجالية
15/06/2021 - 19:17
مراد كراخيمباشرة، بعد صدور قرار فتح الحدود المغربية في وجه القادمين من الخارج، شهدت أسعار تذاكر السفر ارتفاعا قياسيا، بعد الإقبال التاريخي على الرحلات المتجهة إلى المغرب، سواء البرية أو البحرية، مما خلف استياء لدى أفراد الجالية المغربية، الراغبين في زيارة الوطن بعد انقطاع دام سنتين بفعل "الجائحة".
تعليمات ملكية تخلق الفارق
بعد هذه التطورات، أصدر جلالة الملك محمد السادس، تعليماته للسلطات المعنية وكافة المتدخلين في مجال النقل، قصد "العمل على تسهيل عودة أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى بلادهم، بأثمنة مناسبة، تكون في متناول الجميع، وتوفير العدد الكافي من الرحلات"، مما خلف ارتياحا وإشادة كبيرة، من طرف مغاربة العالم.
وفي هذا الإطار، كشف، عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن التعليمات الملكية جاءت في وقت عبر فيه مجموعة من أفراد الجالية المغربية بالخارج عن أسفهم من أثمنة التذاكر المرتفعة التي قد تحول دون وصولهم إلى وطنهم الأم وصلة الرحم مع أهلهم وبلدهم خصوصا بعد غياب دام سنتين بسبب الجائحة.
وأوضح بوصوف، لـSNRTnews، أن "جميع مغاربة العالم عبروا عن فرحتهم واعتزازهم بهذه المبادرة الملكية التي تؤكد مرة أخرى مكانة مغاربة العالم لدى صاحب الجلالة وحرصه على مصالح الجالية المغربية بالخارج والاستماع المتواصل إلى مطالبهم والتفاعل معها بإصدار تعليمات للسلطات المختصة من أجل خدمتهم على أكمل وجه".
تفاعل فوري
إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، قال إن التعليمات الصادرة عن جلالة الملك، هي تعبير آخر عن العناية التي يوليها جلالته للجالية المغربية المقيمة خارج أرض الوطن، كما أن قرار فتح الحدود، في هذه الظرفية، دليل على نجاح الطريقة التي اتبعتها المملكة في تدبير جائحة "كورونا"، والتي لقيت إشادة دولية.
وأوضح اليزمي، في تصريح لـSNRTnews، أن التعليمات الملكية، تلتها مباشرة، تعبئة متميزة وتاريخية لكل المتدخلين، سواء شركات النقل الجوي أوالبحري، ومؤسسة محمد الخامس، إضافة إلى السفارات والقنصليات.
وبادرت شركة الخطوط الملكية المغربية، إلى إعلان عرض يناهز 2.5 مليون مقعد خلال الفترة الممتدة من 15 يونيو إلى 15 شتنبر 2021، كما قامت بتدقيق هذه العروض لإعداد قائمة أسعار استثنائية تختلف حسب الوجهات وعدد أفراد الأسرة، حيث تم مثلا، "اقتراح تذكرة ذهاب وعودة عند انطلاق جميع الرحلات الأوروبية للخطوط الملكية المغربية (باستثناء روسيا وتركيا)، بسعر 97 أورو عن كل راكب بالنسبة لأسرة مكونة من أربعة أفراد أو أكثر".
وبالنسبة للنقل البحري، تم تقليص الأثمنة المرجعية للتذاكر ذهابا وإيابا بالسيارة إلى 995 أورو للعائلة المتكونة من 4 أفراد بالنسبة للخطوط طويلة المدى، و450 أورو للعائلة المتكونة من 4 أفراد بالنسبة للخطوط متوسطة المدى، إضافة إلى إجراء مباحثات لإحداث خطوط جديدة.
عملية مرحبا.. عودة بعد انقطاع
يعود المغرب، إلى تنظيم عملية "مرحبا"، بعد إلغاءها السنة الماضية، بفعل تداعيات "الجائحة"، وإضافة إلى تقليص أثمنة تذاكر السفر، قامت مصالح مديرية الملاحة التجارية التابعة لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، تنفيذا للتعليمات الملكية، باتصالات مكثفة مع شركات النقل البحري العاملة على الخطوط البحرية مع أوروبا، بهدف إضافة خطوط جديدة تنضاف إلى الخطوط التقليدية الرابطة مع موانئ "سيت"، "مرسيليا" و"جينوا" تمكن من الرفع من الطاقة الاستيعابية.
حيث يتوقع أن تبلغ الطاقة الإجمالية، حوالي 48 ألف مسافر وما يفوق 15 ألف عربة أسبوعيا، مما سيمكن من تغطية المرحلة المتوقعة للعبور، من 15 يونيو إلى 15 شتنبر 2021، بحوالي 650 ألف مسافر و180 ألف عربة.
وفي هذا الإطار كشف إدريس اليزمي، أن عملية "مرحبا" شكلت دائما نجاحا مغربيا، من خلال تدبير ملايين المغاربة والسياح إلى أرض المملكة، في نفس الوقت، وفي مدة وجيزة، في مدة لا تتعدى شهرين، بين المجيء والرجوع إلى بلدان الإقامة.
وكشف المتحدث ذاته، أن هذه العملية، تأتي في ظروف استثنائية هذه السنة، حيث سيتمكن أفراد الجالية المغربية من لقاء عائلاتهم بعد غياب طويل وصعب بلغ سنتين، فرضته جائحة "كورونا"، كما أنها ستتزامن مع عيد الأضحى، الذي يحظى برمزية خاصة عند المغاربة.
وفي السياق ذاته، أكد بوصوف، أن للجالية المغربية بالخارج دور مهم في الاقتصاد الوطني أولا من خلال التحويلات المالية التي خالفت التوقعات وحققت ارتفاعا على الرغم من تداعيات الازمة، كما أنهم يساهمون في تحريك العجلة الاقتصادية الوطنية من خلال عودتهم لقضاء عطلة الصيف في المغرب.
ومن المنتظر، وفق المتحدث ذاته، أن تنتعش السياحة الوطنية بفضل عودة الجالية المغربية، و"نرجو أن تأخذ المؤسسات الفندقية وجميع المتدخلين في قطاع السياحة بعين الاعتبار التعليمات الملكية السامية بخصوص توفير خدمات للجالية المغربية بأثمنة معقولة، حتى نساهم بدورنا في جعل مقام الجالية بوطنها الأم مقاما سعيدا وتحقيق إشعاع عن طريق الجالية لسياحتنا ولبلدنا في العالم".
مقالات ذات صلة
اقتصاد
سياسة
مجتمع