اقتصاد
فضة تزنيت تفقد بريقها بسبب الجائحة
28/02/2021 - 15:14
حليمة عامريعاني سوق الفضة بتزنيت من ركود اقتصادي، بسب تراجع المبيعات، وكذا وفرة العرض وقلة الطلب، حيث يشتكي مهنيو المنطقة من توقف عجلة الاقتصاد ومن استمرار تشجيع السلع الخارجية على ولوج السوق الداخلية.
تدهور السوق
يرجع رضى أزاد، رئيس جمعية شباب الفضة بتزنيت، هذا الركود إلى غياب السياحة الداخلية، التي كانت تنشط الحركة الاقتصادية، بسبب أزمة "كورونا"، حيث يعول اقتصاد تزنيت على السائح، مبرزا أن ما كان ينشط التجارة بتزنيت هم السياح الذين كانوا يتوافدون من داخل وخارج المغرب إلى المنطقة، باحثين عما اشتهرت به مند قديم الزمان، لكن بسبب الظروف الصحية التي يشهدها المغرب، انعدمت الحركة.
ويوضح أن مجال مجوهرات الفضة يعاني من نقص حاد في الأرباح، ومع مرور الوقت، يتقلص حجم الرواج التجاري، عن الذي كان من قبل، مما اضطر البعض من المهنيين إلى تغيير المهنة، حتى أن ثلاثة من أعضاء الجمعية توجهوا إلى مدن أخرى للبحث عن حرفة بديلة، بحسب أزاد.
ويشدد المتحدث ذاته على أن مهنيي القطاع بتزنيت يعانون من أزمة حقيقة داخل قطاع الصناعة التقليدية، ويعانون في صمت دون أن يسمع أي مسؤول معاناتهم الحقيقة.
ويفرق أزاد بين نوعين من المهنيين؛ هناك حرفي الفضة، الذي يقوم بتصنيعها، وتاجر الفضة، الذي يبيعها، والاثنان يرتبطان ببعضهما البعض، وتأثرا بهذه الأزمة، فإذا لم يبع التاجر أي شيء، لا يمكن للحرفي أن ينتج بدوره.
ويعتمد تجار تزنيت على مهرجان الفضة، الذي يشكل 30 في المائة من مداخل الحرفيين، كل سنة، حيث يمنحهم الفرصة ليظهروا مواهبهم في مجال مجوهرات الفضة.
منافسة السلع الخارجية
قبل "كورونا"، كان المهنيون بتزنيت يعانون من منافس قوي، دخل السوق المغربية، وساهم في تخفيض نسبة مبيعاتهم، وأثر بشكل كبير على تسويق المنتوجات المغربية، وهي السلع التي تأتي إلى المغرب من تركيا والتايلاند.
ويبرز أزاد أن هذه السلع أثرت بشكل كبير على الفضة بتزنيت، لأن سعرها جد رخيص بالمقارنة مع السلع المغربية، إضافة إلى أنها ذات عيار خفيف، وتفضله أغلب النساء، بالإضافة إلى أن أغلب المحلات في باقي المدن المغربية، أصبحوا يتجارون في هذه السلع، ويتماشون مع توجهات الزبناء.
ويشدد المتحدث ذاته على أنه رغم ذلك، هناك عشاق الفضة الأصيلة، الذين يحافظون على وفائهم لهذه السلع المميزة.
من جهته، يشتكي عمر الأبيض حرفي، وصانع فضة بتزنيت، في حديثه مع "SNRTnews"، من ركود السوق، ومن منافسة السلع الخارجية، مبرزا أن التجار لم يعودوا يشترون من الحرفيين السلع التي ينتجونها.
ويقول الأبيض: "نحن نعتمد على الأسواق الخارجية. لكن بسبب كورونا لم نعد نصدر سلعنا إلى الخارج، هذا بالإضافة إلى أن السلع التي تأتي من تركيا والتايلاند، تباع بالمغرب بثمن بخس، وبجودة أقل. ورغم ذلك تجد من يهتم بها، فقط لأن منظرها جميل".
ويوضح المتحدث ذاته أن الطريقة التي تدخل بها هذه السلع إلى المغرب غير قانونية، وعلى مرأى ومسمع السلطات، مع العلم أنه ينبغي دعم حرفي الفضة بتزنيت، ليمضي قدما بهذه المهنة، ويحافظ عليها من الاندثار.
ويتمنى صانع الفضة لو كان بالمغرب شركات كبرى، يمكن أن تساعد الصانع على التقدم بهذه المهنة، وتدعمه من حيث الإمكانيات، ليواكب تطورات الموضة التي يعرفها مجال المجوهرات بالعالم، مع استحضار الثقافية المغربية في هذه الحلي.
وتسببت "كورونا" في تغير سعر المادة الخام للفضة، حيث كانت تباع قبل هذه الجائحة، بخمسة دراهم ونصف للغرام، لكن بعد هذه الأزمة، أصبحت تباع بسبعة دراهم للغرام الواحد، حيث يرتفع أو ينخفض سعر المادة الأولية للفضة حسب العرض والطلب.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع