مجتمع
فيضانات وحرارة ترتفع.. المغرب في قلب التغيرات المناخية
11/03/2021 - 09:42
حليمة عامركشف محمد بنعبو، مهندس في المناخ والتنمية المستدامة ورئيس المكتب الوطني لجمعية مغرب أصدقاء البيئة، في تصريح لـ "SNRTnews"، أن آخر تقرير أنجزه البنك الدولي حول التغيرات المناخية، صدر بتاريخ 06 فبراير 2021، أكد بأن المغربي معني بالتغيرات المناخية، وأحصى عددا من الظواهر المناخية منها الجفاف والفيضانات، موضحا بأن الفيضانات التي عرفتها مدن الشمال لها علاقة مباشرة بهذه التغيرات المناخية.
ارتفاع درجة الحرارة
يبرز المتحدث ذاته، أنه من تجليات هذه التغيرات المناخية ارتفاع درجة الحرارة عن الدرجة العادية، والتي يتم احتسابها بالمقارنة مع مجموعة من الدول، حيث يشهد المغرب ذلك خلال فترة الصيف.
ويبرز أن درجة حرارة الكوكب، ارتفعت بقيمة 1,1 و 1,2 عن الدرجة المعتادة، مشددا على أن المغرب ليس في معزل عن هذه التغيرات المناخية.
وذهب المتحدث، ذاته إلى أنه يمكن ملاحظة هذا الارتفاع في درجة الحرارة، عن مستوياته العادية، عندما تصل درجات الحرارة بعدد من المدن الداخلية، ومدن الشمال، (تصل) إلى مستويات قياسية، وتتعدى الـ45 درجة.
ارتفاع سطح البحر
إضافة إلى ذلك يعد المغرب بلدا مهددا بارتفاع مستوى سطح البحر، في أفق 2080 -2100، بسبب ذوبان جليد القطب الشمالي، حيث أبرز المهندس أن ارتفاع مستوى سطح البحر، يعد أمرا حاليا غير ملموس، لأنه يزداد بواحد سنتمتر في كل عشر سنوات، لكن حدته ستتم ملاحظتها مستقبلا.
وتهدد هذه الظواهر مجموعة من المدن الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي، خصوصا مولاي بوسلهام، والمحمدية والدار البيضاء، وكذا المدن الساحلية، المحاذية للبحر الأبيض المتوسط، مثل مدن الشمال.
يشرح بنعبو أن هذه المؤشرات تعد من الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى بروز الظواهر الحادة، مثل ظاهرة الجفاف، التي شهدها المغرب خلال الخمس سنوات الماضية، حيث أدى ذلك إلى ندرة المياه، تراجع مخزون المياه في السدود، ونزل إلى أدنى المستويات مثلما حصل بمدن الجنوب، ويتعلق الأمر بسد عبد المومن، وبسد يوسف ابن تاشفين، ما انعكس سلبا على المخزون المائي لمدن تزنيت وأكادير وتارودانت.
المغرب مستقبلا
يوضح بنعبو، أن العلماء وضعوا مجموعة من السناريوهات عن التغيرات المناخية بالمغرب، وكيف ستكون مستقبلا، وأبرزوا أنه من المرتقب أن تشهد المناطق الشمالية، التي تعرف مناخا متوسطيا حاليا، تراجعا في التساقطات المطرية وبالتالي ستكون مهددة بمشكل العجز المائي، ومن الممكن أن تتحول إلى مناطق شبه جافة. هذا بالإضافة إلى أن المناطق التي تعرف حدة التساقطات ستعرف تساقطات موسمية متفاوتة الحدة.
وبخصوص السيناريوهات المرتقبة حول المناطق الصحراوية، يمكن لمناطق الواحات، مثل زاكورة، التي تشهد زراعة البطيخ، (يمكن) أن تعرف ندرة المياه، متأثرة بتدخل الإنسان الذي يسرع من هذه العملية، لأنه يزرع بعض أنواع الزراعات المستنزفة للفرشة المائية، ولا تناسب مناخ هذه المنطقة.
إجراءات احترازية
لمواجهة هذه التغيرات المناخية، منها الجفاف، لاحظ محمد بنعبو أن جلالة الملك محمد السادس أعطى انطلاقة مشروع خاص بالتزويد الماء الصالح للشرب، في أفق 2020-2027، الذي يراد له تحقيق الأمن المائي والأمن الغذائي، وسيتم ربط مجموعة من القرى والمداشر البعيدة، بالماء الصالح بالشرب، وسيمكن من توفير الماء للناس خلال فترة الجفاف، وسيوفر السقي خلال فترة قلة الأمطار.
ويرى بنعبو أن هذا البرنامج يعد من بين الحلول التي نهجها المغرب لمواجهة هذه التغيرات المناخية، في مجال العجز المائي، أما في مجال الفيضانات، فقد عمل المغرب على إنشاء سدود للوقاية من الفيضانات.
ووضع المغرب مخططا لمواجهة الكوارث الطبيعية، الذي قدمه نور الدين بوطيب، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية الملكف، حيث يعتبر الأخير مخططا استباقيا، لمعالجة بعض المشاكل البيئية، سواء أكانت حرارة أو فيضانات أو جفاف، وسيمكن الجماعات الترابية بأن تتدخل قبل أن يحدث أي من هذه الكوارث البيئية.
وبخصوص مسألة ارتفاع درجة الحرارة، يبدل المغرب ما بجهده لمواجهة هذه الظاهرة، رغم أنها طبيعية، ويعمل على التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة، التي تعد السبب الرئيسي لارتفاع درجة الحرارة، رغم أن المغرب لا يعد من الدول الملوثة مثل الهند.
وانخرط المغرب في هذه الدينامية، من خلال بعض مشاريع الطاقات النظيفة، مثل الطاقة الشمسية والطاقة الريحية، حيث استطاع أن يوفر 42 في المائة من الطاقة النظيفة سنة 2020، ويعمل على توفير 52 في المائة من هذه الطاقات، في أفق 2023، من أجل المساهمة في تخفيف العوامل المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض.
مقالات ذات صلة
مجتمع
اقتصاد
مجتمع