فن و ثقافة
في يومه العالمي.. ما يجب معرفته عن "التوحد"
02/04/2021 - 21:28
نضال الراضي
يحتفل العالم اليوم 2 أبريل 2021، باليوم العالمي للتوحد، الذي يعد مرضا يؤدي لإصابة الشخص باضطرابات سلوكية تتجلى في عدم القدرة على التواصل والتجاوب مع محيطه والبيئة التي يعيش بها. وتوجد مجموعة من أنواع الإصابات التي تصنف ضمن أمراض التوحد، فهناك من الأنواع التي لا تؤثر سلبا على القدرات المرتبطة بالذكاء والكلام، بينما هناك نوع مقترن بتأخر عقلي أو لغوي تختلف نسبة خطورته حسب الحالة.
يرتبط مرض التوحد بمجموعة من المفاهيم المغلوطة، التي قد تؤثر سلبا على تشخيص هذا الاضطراب في الوقت المناسب. وفي يومه العالمي، يدعو الأخصائيون للتعرف أكثر على مرض التوحد، بعيدا عن المعلومات الخاطئة التي قد تساهم في تفاقم الوضع الصحي للمصاب بهذا الاضطراب السلوكي.
مرض في تزايد
توضح الدكتورة إيمان أوخاي، اختصاصية في الطب النفسي للأطفال، أن مرض التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يحدث في خلايا الدماغ، تظهر في مرحلة الطفولة. تؤثر سلبا على التفاعلات الحسية والاجتماعية للطفل وترتبط أساسا بعدم القدرة على التفاعل والاندماج داخل محيطه، بالإضافة إلى اضطرابات مرتبطة بالنوم والأكل ونمط العيش اليومي بشكل عام، مشيرة إلى أن أنواع الإصابة باضطراب التوحد تختلف من شخص لآخر.
وتؤكد أوخاي، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن اضطراب التوحد يعرف تزايدا سريعا على المستوى المحلي والعالمي، حيث يتم تشخيص طفل واحد بين 130 عالميا يصابون بالتوحد.
وعن معدل الإصابة بمرض التوحد بالمغرب، تقول المتحدثة ذاتها، إنه لا توجد، لحدود الساعة، أرقام رسمية، مشيرة إلى أن هناك تقديرات تفيد وجود ما بين 360.000 و580.000، طفل مصاب بالتوحد.
وتشدد اختصاصية الأمراض النفسية لدى الأطفال على أن المغرب أصبح يتوفر على كفاءات طبية، متخصصة في الكشف المبكر عن اضطراب التوحد من خلال تقنيات حديثة، بعد أن كان يصعب تشخيص هذا المرض مبكرا.
سلوكيات تدل على أن الطفل مصاب بالتوحد
في هذا الصدد، تقول إيمان أوخاي إن إمكانية تشخيص إصابة الطفل بالتوحد، تبدأ من السنة الثانية من عمره، إلا أن هناك بعض السلوكيات يقوم بها الطفل، في شهوره الأولى، تعتبر بمثابة جرس الإنذار بأن الطفل يعاني من اضطراب التوحد؛ أبرزها صعوبات في التفاعل وردود الفعل، بالإضافة إلى التعود على طقوس وأنماط معينة ومكررة، يصعب عليه التخلي عنها، كما لا يقبل تغييرها من طرف والديه، كأن يقوم بوضع أشياء في مكان معين، ثم يرفض تحريكها أو تغييرها من محلها.
وتتابع أوخاي "من جهة أخرى، يجد الطفل المصاب بالتوحد صعوبة في النطق والتعبير، خاصة خلال الشهور التي يفترض فيها أن ينطق بكلماته الأولى، كما لا يتفاعل الرضيع أو الطفل المصاب بالتوحد مع كلام والديه والمقربين، بالإضافة إلى انفعالات معينة تظهر عليه بمجرد أن تطرأ تغيرات جديدة".
الطفل مريض التوحد يجب أن يوضع في برنامج تعليمي مصمم لاستيفاء احتياجاته النفسية المعقدة، مع التأكيد الشديد على التفاعل الاجتماعي المناسب وإمكانية تبادل الكلام أو الكتابة أو الإشارات.
وعن تشخيص مرض التوحد، تكشف المتحدثة ذاتها أنه يتم عبر إجراء تحاليل معينة، بعد أن يقوم الطبيب المختص، بالكشف عن الطفل الذي بدأت تظهر عليه اضطرابات معينة، قد تكون مرتبطة بسلوكيات نفسية أو عضوية أو جينية.
وبخصوص التخصص الطبي الذي يمكنه تشخيص مرض التوحد لدى الأطفال، تقول أوخاي إن الأمر يتعلق بالاختصاصيين في الطب النفسي لدى الأطفال والأطباء المختصين في أمراض الجهاز العصبي.
مفاهيم مغلوطة
ما زال يتم تداول مجموعة من المعلومات والمفاهيم المغلوطة عن مرض التوحد والأشخاص المصابين به. في هذا الصدد تشدد إيمان أوخاي، على ضرورة تصحيح الأخطاء المرتبطة بهذا المرض، حيث عادة ما يتم الخلط بين التوحد باقي الأمراض العقلية، كما يذهب البعض إلى إرجاع أسباب الإصابة بالتوحد إلى آثار جانبية مرتبطة بأنواع معينة من اللقاحات التي يطعم بها الرضع، ويعتقد العديدون أن تشخيص مرض التوحد يتم في مراحل الطفولة فقط، بينما تؤكد أوخاي أن هذا المرض يمكن اكتشاف الإصابة به لدى الكبار أيضا بعد إجراء التحاليل الخاصة بالكشف عنه.
من جهة ثانية، تحذر المتحدثة ذاتها من الانتباه إلى إدمان الطفل على الهواتف الذكية ومختلف وسائل التكنولوجيا، معتبرة أن هذا النوع من الإدمان أصبح يعد من أجدد أسباب إصابة البعض بالتوحد.
وفي ختام حديثها، دعت أوخاي الآباء والمسؤولين عن تربية وتعليم الطفل إلى الانتباه لسلوكيات الطفل داخل محيطه، مع الحرص على الكشف الطبي ومتابعة العلاج ومساعدة الشخص المصاب بالتوحد على الاندماج داخل المجتمع.

مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
فن و ثقافة