فن و ثقافة
"كورونا".. الطفل تحت الضغط
22/01/2021 - 14:16
نضال الراضي
تسبب انتشار فيروس "كوفيد-19" وارتفاع عدد الإصابات، في إغلاق معظم المرافق التي تعرف التجمعات، كإجراء وقائي هام لتفادي انتشار العدوى، وهو ما حرم الصغار من بعض المرافق التي كانت تشكل متنفسا لهم، كالحدائق العمومية، السينما، وغيرها. في المقابل، برزت إشكالية التعاطي مع الأطفال في هذه الفترة، وازدادت تساؤلات الآباء حول كيفية ملء أوقات الصغار بأنشطة مفيدة، خاصة أن الكثيرين اختاروا التعليم عن بعد.
تضييق وسائل التسلية خارج المنزل والترفيه، التي تعود عليها الطفل لسنوات جعلت الآباء يتساءلون حول كيفية التعامل مع صغارهم خلال هذه الفترة الاستثنائية.
التوعية أولا
اعتبرت المدربة المتخصصة في التعامل مع الأطفال جيهان العرايشي أن الخطوة الأولى الواجب على الآباء القيام بها، هي أن يتم توعية الطفل بحقيقة وجود ظرف استثنائي عالمي مؤقت.
كما أكدت المتحدثة ذاتها، في تصريح لـ"SNRTnews"، أنه يجب مراعاة عامل السن في طريقة توصيل المعلومة، باعتبار أن الاستيعاب يكون حسب عمر الطفل.
"يمكن، على العموم، توعية الطفل بطبيعة الظرفية الاستثنائية التي نعيشها، بطريقة مبسطة مع الحرص على تفادي خلق الرعب لديه، كأن يشرح لهم الآباء مثلا أن هناك بعض الميكروبات بالخارج يمكن أن تسبب لهم المرض في حال خروجهم واختلاطهم بالناس"، تشرح العرايشي.
كما شددت المتحدثة على أهمية الحوار بين الوالدين والأطفال في هذه المرحلة، هذا سيساهم في إقناعهم بأن المنزل يعد مصدرا للأمان في مواجهة الطوارئ والأزمات، كما تعد فرصة لتعزيز علاقة الأطفال بالأسرة والبيت.
بديل خاطئ
أدى مكوت الأطفال لوقت طويل بالبيت، إلى استهلاكهم للهواتف المحمولة، واللوحات الإلكترونية بشكل مفرط، وذلك من خلال تقضية معظم أوقاتهم في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي واللعب.
بهذا الخصوص، أكدت جيهان العرايشي أن بعض الآباء يتعمدون الترفيه عن أطفالهم بهذه الوسائل، لتفادي مطالبهم بالخروج والترفيه، واللعب مع باقي أطفال الحي، وكذلك لتفادي قيامهم بالشغب.
وحذرت المتحدثة ذاتها، من الافراط في استخدام الأجهزة الذكية، كحل بديل عن الخروج والترفيه، معتبرة أن قضائهم وقتا أكثر أمام الشاشات، يجعلهم عرضة للتوتر، ويقلل من قدراتهم، على التركيز وبالتالي رفضهم إنهاء مهامهم وواجباتهم الدراسية.
"لا مانع من من استخدام الأطفال لوسائل التكنولوجيا، كالهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية، ولكن أنصح الآباء بضرورة مراقبة عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام هذه الوسائل في اليوم، ونوع المحتوى الذي يستهلكون، مع الحرص على تحديد وقت معين لاستهلاك هذه الوسائل، خاصة إذا كانوا يدرسون عن بعد"، توضح العرايشي.
كما شددت على تفادي إرغام الطفل على الدراسة، في الوقت الذي يكون منشغل مع اللعب، داعية الآباء لتنظيم وقت الطفل بين اللعب والدراسة.
أنشطة متنوعة
قدمت العرايشي مجموعة من النصائح لتشجيع الأطفال، على قضاء وقت ممتع في البيت، ومنها القيام بأعمال يدوية بجميع الوسائل المتاحة، لتزيين غرفهم وترك مساحة لهم للإبداع، وتفريغ الطاقة.
كالسماح لهم باللعب، الطبخ، ممارسة رياضتهم المفضلة، الرسم والتلوين، حتى وإن قاموا ببعض الفوضى لا داعي لمعاقبتهم، خاصة أن الوضع استثنائي.
وأشارت المتحدثة إلى أهمية القيام بأنشطة متنوعة بأساليب مبتكرة وبمشاركة الآباء كالتسوق، تغيير ديكور المنزل، ترتيب غرفهم وملابسهم، هكذا سيتمكنون من قضاء الوقت في البيت دون الشعور بالملل.
كما نبهت العرايشي إلى تفادي تعنيف الطفل وتوبيخه، واستبدال هذه الطرق بالنصيحة والتوعية في حال أخطأ، لكي يستطيع تجاوز هذه المرحلة بأقل الأضرار النفسية.

مقالات ذات صلة
فن و ثقافة
فن و ثقافة