اقتصاد
كسيكس : الثقافة هي التربة التي تنبت فيها التنمية
09/06/2021 - 15:32
مصطفى أزوكاححرص إدريس كسيكس، عضو اللجنة الخاصة للنموذج التنموي، أمس الثلاثاء، على توضيح أن اللجنة لم تنطلق من فكرة كون أعضائه مجموعة خبراء يفكرون بشكل منعزل عن المجتمع وينتهون إلى إفراز نموذج تنموي، مشددا على أن اللجنة انطلقت منذ البداية من عدم المعرفة والتوجه نحو الإنصات للجميع و الاطلاع على التصورات المختلفة.
وأضاف عند استضافته من قبل مركز السياسات من أجل الجنوب في إطار برنامج " حديث الثلاثاء"، الذي شارك فيها بمعية عبد الله ساعف، أن اللجنة سعت عبر تلك المقاربة إلى بلورة تصور جمعي، يطرح للنقاش العمومي، ويفضي إلى وضع ميثاق وطني.
وأكد عند جوابه على أسئلة البرنامج الذي سيرت حلقة أمس منه نزهة الشقروني العضوة البارزة مركز السياسات من أجل الجنوب، على أن هذا التصور قام على الاسترشاد بفكرة الذكاء الجماعي، الذي يقتضي الإنصات للآخرين وترك الذات جانبا، مشيرا إلى أن هذا النوع من المقاربة في الفضاء العام المغربي ضعيف ويجب تطويره.
وذهب إلى أن الدستور كان المرجع الذي استندت عليه اللجنة، حيث شدد على أن القانون الأسمى للأمة، يبرز أن التصور الاستراتيجي على المدى البعيد مرتبط بالمؤسسة الملكية، هذا ما دفع إلى تحديد أفقه في 2035.
وأضاف أن وضع النموذج اقتضى جعله منفتحا على عمل الفاعلين السياسيين الذي تفرزهم الديمقراطية التمثيلية والديمقراطية التشاركية، كي يتولوا ترجمة التصورات و يحددوا الأولويات التي تتماشى مع المشروع الذين يريدون تطبيقه بما يراعي التعددية والتنافسية.
وشدد على أن العلاقة الجدلية بين التصور بعيد الأمد وتوضيح المسار، اقتضت، من جهة، وضع الميثاق الوطني للتنمية الذي يكون ثمرة اتفاق الفاعلين السياسيين والجمعويين والثقافيين والاقتصاديين، ومن جهة أخرى، إحداث آلية التتبع، مؤكدا على أن الميثاق والآلية يفضيان إلى إرساء نوع من المحاسبة من قبل المجتمع والفاعلين وتتبع العمل الذي ينجز.
وأكد على أن ذلك يراد من ورائه تجاوز الإشكالات التي فرضت التوجه نحو وضع نموذج تنموي جديد، حيث كانت بلورت في السابق تصورات استراتيجية متعددة دون تنسيق بينها، كما أعطيت الأهمية للبنيات التحتية المادية على حساب البنية الفوقية والعنصر البشري، في الوقت نفسه، الذي تم الانخراط في توجه نيوليبرالي نسبيا، يقوم على إنتاج الثروة أولى قبل الانتقال في مرحلة ثانية لإعادة التوزيع.
وشدد على أن المشروع رأى أنه يجب الخروج من هذا التصور وبناء النموذج على مركزية المواطن والإنسان والتنسيق المستمر والمبادرة والحرية، التي من بينها حرية التفكير وحرية المبادرة، من أجل تحرير الطاقات داخل المجتمع، معتبرا أنه بدون تحرير تلك الطاقات وإمكانيات حكامة ومساءلة لا يمكن الوصول لتنمية يتملكها المغاربة.
غير أن كسيكس، يؤكد على أنه بدون ثقافة لا يمكن تكون هناك قدرة على تملك أي تصور جمعي أو القدرة على الانصات لأصوات أخرى مختلفة، مشددا على الثقافة هي التربة التي تنبت فيها التنمية، حيث أن انتفاءها سيفضي إلى تطوير التقنيات والاقتصاد بعيدا عن الإنسان والإبداع والحرية والنقاش.
وأوضح كسيكس، أن فترة الجائحة دفعت إلى الوعي أكثر من السباق، بأن القدرات الكامنة يجب تطويرها بشكل أقوى، مشددا على أنه تجلى أن هناك عدم معرفة بكيفية تطوير الثقافة.
وشدد على أن الثقافة تتضمن الموروث الجمعي والمحلي والإنساني، كما تشمل الخيال الفردي، و تستوعب، كذلك، الإقرار بأن لا أحد يمتلك الحقيقة، ما يعني القدرة على الإنصات للأصوات المتعددة والأفكار والتصورات.
وشدد على أن المشروع يعتبر أن التربية على الثقافة يبدأ من المدرسة، غير أنه يؤكد على خلق فضاءات للإبداع والنقاش وحرية التعبير، لإشاعة الشغف الثقافي، وهو ما يقتضي تكوين وسطاء يتولون ذلك في تلك الفضاءات.
ويلاحظ أنه يتم التعامل مع الرقمنة من زاوية الاستهلاك، في ظل العدد المرتفع للأشخاص الذين يلجون للعالم الافتراضي من أجل التعبير عن آرائهم، مشددا على أن ذلك يقتضي القدرة على إنتاج المعرفة والإدراك والتصور والجمال عبر الرقمنة، التي مازالت مساهمة المغرب فيه ضعيفا، ما يستدعي تنمية التنسيق بين الجامعة والمبدعين ومختلف القطاعات، بهدف إنتاج محتويات ذات جودة في الفضاء الافتراضي.
ويطرح على هذا المستوى، السيادة على مستوى إنتاج الصورة، حيث يعرض لمسألة التكوين والحرية والدعم الذي يتوجه ليس لإنتاج، بل لتطوير الطلب.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
مجتمع