اقتصاد
ساعف: النموذج التنموي يفتح هامشا للإصلاح
09/06/2021 - 12:03
مصطفى أزوكاحتلك الفكرة الأساسية، التي دافع عنها عبد الله ساعف، الباحث البارز بمركز السياسات من أجل الجنوب، أمس الثلاثاء، حيث يذهب إلى أن المرحلة التي يعيشها المغرب منذ ثلاثة أعوام فرضت، فكرة إعادة النظر في النموذج التنموي الذي أطر مسيرته التنموية، وهو ما استدعته عدة أحداث عرفها المغرب.
ولاحظ عندما استضافه مركز السياسات من أجل الجنوب ضمن برنامج "حديث الثلاثاء"، أنه منذ بداية 2004، تم إطلاق مجموعة من التصورات بتسميات مضطربة، حيث تسمى تارة استراتيجيات وتارة أخرى رؤية وتارة أخرى سياسات قطاعية مثل تلك التي تهم الفلاحة أو الصيد البحري ، مشددا على أن تلك الاستراتجيات الستة عشرة التي همت عدة مجالات وصلت إلى نهايتها، ما استوجب إعادة النظر فيها.
وسجل أنه تبين، بعد ما كان يتم التطلع إليه غداة الاستقلال وبعد الحصيلة التي رصدها تقرير الخمسينية، أن الاختيارات الكبرى كان يجب مراجعتها، مشيرا إلى أن مسارات التي تم سلكها تجلى وكأنها "استنفذت أو تعبت" كما لاحظ الذي اعتبر أن لحظة النموذج التنموي هي لحظة للتفكير.
وحذر من السقوط في الرؤية الأحادية المفضية إلى النموذج الواحد، معتبرا أنه يفترض السعي لمجتمع تنافسي وحيّ يسود فيه تعدد الآراء، حيث يفتح ذلك المجال أمام بروز عدة نماذج، بينما تحسم النزعة العامة لمسار المجتمع الاختيارات.
وأكد على أن وجود النموذج لا يكبح التصورات التي تحملها الأحزاب للسياسات العمومية، حيث يفترض أن يقويها ويعطيها نفسا جديدا ويلهمها، وذلك في إطار التعددية والتنافسية، حيث يبقى الحسم للاستحقاقات الانتخابية.
وعندما سئل حول مدى عكس مكونات اللجنة للنموذج التنموي لنوع من التعددية التي تعكس خريطة التصورات التي توجد في المغرب، أكد على أنه يتوجب الأخذ في النهاية بالمشروع الذي يكون أكثر انسجاما مع الواقع.
ولاحظ ساعف أن تعدد التصورات لدى أعضاء اللجنة حاضر منذ البداية، حيث تعكس مرجعيات مختلفة وطبيعة الواقع المغربي الحالي المتعدد، مشيرا إلى أن تلك التعددية موجودة منذ المرحلة الأولى للتشكيل، حيث يحضر مغاربة الداخل ومغاربة العالم، الذي يمكنهم مساعدة المغرب على الدخول في حركة التاريخ بما توفرت لديهم من خبرة وتجارب.
ويرى ساعف أنه رغم الانسدادات التي عرفها المغرب، إلا أنه يعتبر أنه لا يمكن نفي أنه كانت هناك موجات من الإصلاحات في عدة مجالات، مشددا على أنه في السياق المغربي الذي يراه إصلاحيا، طبقت مجموعة من الإصلاحات التي تفاوتت فعاليتها آثارها على الواقع، حيث يسود الاعتقاد بأنه تمت العودة من بعيد تارة أو أنه لم يجر التحرك بالشكل المأمول مرة أخرى.
يقول ساعف إنه لا يفكر بمنطق القطيعة ، كما يقول، بل يرى أن المجتمع المغربي يتقدم بموجات من الإصلاحات، مشددا على أنه لا يمكن توقع إصلاحات كبيرة جراء اللحظة المرتبطة بالنموذج التنموي الجديد، ضاربا مثلا بإصلاح التعليم الذي كان يظن أنه كان سيدخل المغرب إلى "جنة التعليم".
يشدد على أن هناك هوامش للإصلاح برزت في عدة محطات، وهي هوامش يمكن توسيعها في مجالات العمل والتغيير في حدود الإمكانيات وتقدم الرأسمال البشري، مؤكدا على أنه لا يمكن للمدرسة مثلا أن تلعب دورا أكثر مما يفترض أن تقوم به.
ويرى أن المغاربة اجتمعوا، عبر النموذج التنموي الجديد، على تصور للإصلاح، يغطي ثلاث ولايات تشريعية مقبلة، الشيء الذي يفتح المجال أمام إمكانية توسيع هامش العمل والفعل والتأثير على الواقع.
وشدد على أن الإشكالية التي تطرح تتمثل في إلى أي حد يمكن تحقيق الأهداف التي تصورها النموذج التنموي الجديد، بالموازاة مع المضي في الدمقرطة التى تقترب إلى المعايير الدولية وبناء مجتمع حي قادر على مواجهة التحديات والأزمات وحتى الأوبئة مهما كانت شدتها.
مقالات ذات صلة
سياسة
اقتصاد
اقتصاد