مجتمع
"كورونا".. أطباء يحذرون من تناول أدوية دون "استشارتهم"
20/12/2020 - 21:48
وئام فراجأصبح بعض المواطنين يتخوفون من إجراء الفحوصات الطبية المتعلقة بفيروس "كورونا"، رغم إحساسهم بأعراض المرض؛ إذ يفضلون التزام منازلهم واقتناء بعض المضادات الحيوية والفيتامينات، دون وصفة طبية، وهي ظاهرة يصفها الأطباء بـ"الخطيرة"، ساهمت في ارتفاع عدد الحالات الحرجة للمصابين بفيروس كورونا داخل المستشفيات المغربية.
عادة قد تؤدي إلى الموت
يؤكد البروفيسور جعفر هيكل، أخصائي الأمراض المعدية والطب الوقائي بالدار البيضاء، عدم وجود بروتوكول علاجي موحد لعلاج الإصابة بفيروس كورونا، مبرزا أن الدواء المناسب يعتمد على التشخيص المسبق الذي يجريه الطبيب المعالج، ونتيجة التحاليل المخبرية المتعلقة بالفيروس.
وحذر هيكل، في تصريح لـ"SNRTnews"، من اتباع ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والتسابق لاقتناء مجموعة من الأدوية والفيتامينات التي يمكن أن تعود بالضرر على المريض.
وأضاف هيكل أن إقبال بعض المواطنين على شراء "أدوية كورونا" دون وصفة طبية، ساهم بشكل كبير في الرفع من عدد الحالات الحرجة التي تستقبلها المستشفيات المغربية، خاصة بعد رفع الحجر الصحي.
وذهب إلى أن العديد من الناس يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة مثل أمراض القلب والشرايين، والتي تستدعي اختيار الأدوية بدقة بناء على استشارة طبية، "إلا أن العديد من هؤلاء المرضى يلجؤون إلى العلاج الذاتي، ما يجعل المرض يتطور ويؤدي إلى ما لا يحمد عقباه."
وينطبق ذلك، وفق الأخصائي في الأمراض المعدية والطب الوقائي، على الفيتامينات وكافة أنواع المكملات الغذائية، التي ازدهرت تجارتها مع ظهور فيروس كورونا، مشيرا إلى أنها أدوية تؤخذ بمعايير علمية دقيقة واستهلاكها بشكل غير مقنن قد يؤدي لمضاعفات صحية كبيرة.
وأوصى هيكل بتقنين استهلاك الفيتامين "C" الذي يعرف إقبالا كبيرا من طرف المغاربة بالتزامن مع جائحة كورونا، داعيا كل من يحس بأعراض الأنفلونزا إلى استشارة الطبيب من أجل تحديد مدى حاجة الجسم لهذا الفيتامين. وأكد البروفيسور المتخصص في الأمراض المعدية أن كمية الفيتامين "C" الضرورية في الجسم لا يجب أن تتعدى 2000 ملغ في اليوم، ويجب أن تؤخذ عند ظهور أعراض معينة، وتحت مراقبة طبية.
تعقيد المساطر
من جهته، حذر نبيل الزويني، مدير سابق لمستشفى محمد الخامس بمكناس، من تفشي ظاهرة "التداوي الذاتي" التي أصبحت شائعة وسط المغاربة، مؤكدا عدم وجود أي علاج خاص بفيروس "كورونا"، وأن الأدوية المعتمدة تروم فقط التخفيف من وقع الالتهاب الرئوي، وتجنب تعرض المريض إلى مضاعفات قد تؤدي إلى وفاته.
ويرتكز البروتوكول المعتمد من طرف وزارة الصحة على مادة " أزيتروميسين"، وهو دواء يوصف لعلاج أمراض الأنفلونزا الموسمية، إضافة إلى الفيتامين "C" و"الزنك" المساهم في تنشيط المناعة، فضلا عن فيتامين "D" والكلوروكين، الذي أظهر نجاعته في الحد من تكاثر الفيروس داخل جسم الإنسان، بحسب تعبير الدكتور الزويني. إلا أن هذا البروتكول، يضيف، لا ينصح به دون إجراء تحاليل مخبرية، والتأكد من سلامة القلب، لتجنب حصول أي مضاعفات خطيرة.
وعزا الزويني انتشار ظاهرة "التداوي الذاتي" عند مرضى "كورونا"، إلى عدة عوامل، على رأسها "أزمة الثقة الموجودة بين المريض وبين قطاع الصحة، فضلا عن صعوبة ولوج مجموعة من المواطنين إلى الخدمات الصحية، إما لأسباب مادية أو جغرافية".
وأوضح الزويني أن هذه العوامل تجعل المواطن يضطر لأخذ الدواء دون استشارة الطبيب، ما يزيد أحيانا من حدة المرض.
كما أشار الزويني، في تصريح لـ "SNRTnews "، إلى تعقيد مساطر الاستفادة من اختبار الـ"PCR" الخاص بكوفيد 19، وقلة المختبرات التي تسمح بإجرائه، فضلا عن غلاء سعر التحليلة، الشيء الذي يجعلها ليست في متناول الجميع.
عوامل أخرى
يشكل الخوف من مضاعفات فيروس "كورونا" أحد العوامل الرئيسية التي تجعل المواطنين يسارعون لاقتناء الأدوية المعالجة دون استشارة طبية، بحسب الدكتور نبيل الزويني، المدير السابق لمستشفى محمد الخامس بمكناس، خاصة بعد انتشار عدة معلومات متعلقة بالفيروس وطرق الوقاية منه على وسائل التواصل الاجتماعي، ما ساهم في تكوين "ثقافة صحية" جعلت المرضى يختصرون الطريق بتناول بعض الأدوية المتداولة على هذه المنصات.
وأبرز الزويني أن هذا الخوف والهلع يمكن أن يتسبب في مضاعفات أخطر خاصة في حال وجود أعراض مشابهة لفيروس "كورونا"، تتعلق بأمراض أخرى مرتبطة بالجهاز التنفسي، من قبيل الأنفلونزا الموسمية والتهاب الرئتين والقفص الصدري، والتي تتطلب أصنافا أخرى من الأدوية.
وفي ما يتعلق بالإقبال على تناول المكملات الغذائية لتفادي الإصابة بفيروس "كورونا"، أوصى الدكتور الزويني باتباع نظام صحي متوازن بدل الإكثار من هذه المكملات، مشددا على ضرورة تناول الخضروات والفواكه بشكل منتظم، فضلا عن ممارسة بعض الأنشطة الرياضية.
وشدد على ضرورة استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية لمعرفة نسبة الفيتامينات الموجودة في الجسم، عند الرغبة في أخذ المكملات الغذائية، لتفادي أي مضاعفات جانبية من شأنها أن تؤدي إلى أمراض خطيرة تصل أحيانا إلى وفاة المريض!
مقالات ذات صلة
مجتمع
واش بصح