اقتصاد
"كورونا".. الراشدي يحذر من الفساد بسبب التدابير الاستعجالية
21/01/2021 - 11:58
مصطفى أزوكاحنقل الراشي ذلك الانشغال إلى المشاركين من الدول العربية ومنظمات دولية مختصة، في الندوة التي نظمت، اليوم الخميس 21 يناير، حول "تعزيز النزاهة والوقاية من مخاطر الفساد في ظل جائحة كورونا"، حيث دعا إلى "إرساء رؤية ناضجة للتوازن المطلوب بين النجاعة والراهنية في مواجهة الجائحة، من جهة، والوقاية والاحتراس من اتساع مساحات انفلات مظاهر الفساد".
ارتدادات الجائعة
أكد الراشدي على أن "الجائحة نزلت بثقلها الأكبر على الفئات الأكثر هشاشة، وضاعفت، بالتالي، احتياجاتِها إلى الحقوق الأساسية، الأمر الذي وضع منظومة الحكامة أمام اختبار حيوي لإثبات نجاعتها في ضمان الولوج المتساوي والشفاف لمختلف الخدمات".
وشدد على أنه إذا كان تنامي الفساد، كما جاء في تقرير التنمية البشرية، يبقى مرتبطا على الخصوص بطبيعة برامج التنمية المعتمدة في مجال محاربة الفقر وتحقيق المساواة وتحسين المستوى النوعي للمعيشة وتقليص الفجوات في الاستفادة من إمكانيات التنمية البشرية المتجددة، فإن "التصدع الذي أصاب هذه البرامج تحت تأثير الأضرار البليغة لجائحة كورونا من شأنه أن يساهم في تفجير بؤر الفساد ويؤجج تفاعلاته، بالنظر للالتقائية المؤكدة بين تعثر البرامج التنموية وتفشي الفساد".
واعتبر أن الطابع الاستعجالي والاستثنائي والراهني لإجراءات مواجهة الجائحة "أمر يفرض نفسه على جميع الدول والحكومات، لضمان المحاصرة الحثيثة لارتدادات هذه الجائحة الكمية منها والنوعية. وفي هذا الإطار".
انفلاتات
وذكر الراشدي بما سبق للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن شدد عليه، من كون التعامل مع الفيروس يخلق فرصا جديدة لاستغلال ضعف الرقابة وعدم كِفاية الشفافية، حيث "يتم تسريب الأموال بعيداً عن الناس في أوقات هم فيها أحوج ما يكونون إلى تلك الأموال"، حسب ما ورد على لسان الأمين العام.
وأحال على تقارير المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد، الوطنية منها والدولية، خاصة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة الأمم المتحدة والشبكة العالمية للوقاية من الفساد (NCPA)، التي أجمعت على أن الطابع الاستعجالي والآني لمقاومة الجائحة يرجح حدوث انزلاقات ذات صلة بأفعال الفساد.
وأكد على أن تلك المنظمات ما فتئت تنبه إلى أن احتمالات حدوث الفساد، الذي "ساهم في تغذية ضعف إمكانيات الولوج للمعلومات والبيانات المفتوحة، إضافة إلى المساحة الضيقة للمساهمة المجتمعية والمدنية على مستوى الفعل والمراقبة".
وشدد على أن جعل فضاء شبكات التواصل الاجتماعي الملاذ الوحيد لإسماع صوت المجتمع ولممارسة التعبئة الوطنية، يفتح الباب أمام الانتشار الواسع للمعلومات والأخبار الزائفة.
الاستعجال والشفافية
أوصى الراشدي بضرورة استنهاض القدرات وتعميق التفكير حول أنجع السبل التي "تضمن التوازن بين الإجراءات الاستعجالية والمساطر الخاصة لمواجهة الجائحة، من جهة، وضمانات الشفافية والحكامة الجيدة والمسؤولة، من جهة ثانية".
وذهب إلى أن الجائحة شكلت اختبارا حقيقيا لمختلف الدول والمؤسسات الحكومية، وجعلتها مطالبة بالتأقلم السريع مع الأزمة، بتفعيل إجراءات استعجالية لمواجهة الجائحة، معتبرا أن مقومات الحكامة الجيدة ب"إمكانها توفير الالتقائية بين الهدف الرامي إلى تحقيق المرونة والقدرة على مسايرة وتحصين العمل الاستعجالي، وهدف تحصين تدبير الشأن العام من الانفلاتات المحتملة للفساد".
وأكد على أن "الحاجة تبدو ماسة إلى "بذل جهود أكبر على مستوى تثبيت نظام شفاف ومنفتح للمعلومات، ومتميز بالتنسيق والتعاون بين مختلف قواعد المعطيات، مع إرساء نظام معلوماتي حول الأموال العامة من حيث مصادر التمويلِ ومجالات الإنفاق ومؤشرات الإخبار".
مقالات ذات صلة
سياسة
عالم
مجتمع