مجتمع
"كورونا".. اللقاح يذيب "جليد" الوكالة المستقلة للتثليج
25/01/2021 - 21:58
يونس الخراشيفعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، ومنذ أن بلغ إلى علم وسائل الإعلام وصول الشحنة الأولى من لقاح "كورونا"، آتية من الهند، تحولت الوكالة الوطنية للتثليج بالدار البيضاء إلى وجهة مثيرة للإعلاميين، سيما وأنهم كانوا يدركون حجم الانتظار من قبل المغاربة، عسى أن يمكنهم التلقيح من استعادة النمط العادي لحياتهم، في الأفق القريب.
مصور صحافي، لم يُسمح له بالدخول إلى الوكالة، لأن اسمه لم يكن مسجلا ضمن اللائحة الرسمية، راح يستعرض صور اليومين الماضيين بسرعة. وهناك، على الشاشة الصغيرة لكاميرته، ظهرت شاحنات بيضاء كبيرة تغادر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء من شارع جانبي، تحفه الأشجار. كما ظهر صحافيون ومصورون بكاميراتهم المثبتة، تحت وابل من المطر، وهم يوثقون لحظات عبور شاحنات اللقاح، مخفورة.
قال بصوت مرتفع، وبدا مسرورا، بل وفخورا: "لم تفتني أية لحظة مهمة. عرفت بخبر نقل اللقاح من مطار محمد الخامس، فهرعت إلى هناك، وصورت ما حدث. وعلمت بوصول الشحنة إلى وكالة التثليج، فسارعت إليها". وأظهر الصور المعنية قبل أن يواصل: "ها هم رجال الأمن يفسحون الطريق للشحنة، في عز الليل". ثم زاد: "وهذا الصباح، كنت من الأوائل هنا، وسجلت بداية توزيع الشحنة على مناطق متعددة من المغرب".
حتى بعض سكان المنطقة المحادية للوكالة، وسوق الجملة، كانوا يستغلون أوقات الفراغ، ويلقون نظرة على ما يقع غير بعيد عنهم. يبدو لك أحدهم وهو يقف في الجانب الآخر من شارع 10 مارس، متأملا، يحاول أن يستوعب ما يجري، أو يتأكد من تلك الصور التي شاهد بعضها في مواقع إخبارية أو على إحدى القنوات الفضائية، أو بمواقع التواصل الاجتماعي.
وقد يمر موكب جنائزي، بما أن تلك الطريق تؤدي رأسا إلى مقبرة الغفران، فيعم الصمت لبعض الوقت، ثم ما تلبث الأصوات أن ترتفع، وتنشط الحركة في المكان، ويتسابق الإعلاميون نحو البوابة الزرقاء، عساهم يفوزون بصورة غير مسبوقة، أو شريط فيديو لشاحنة بيضاء محملة باللقاح، ولم لا بتصريح، أو كلمات، تضعهم في إطار ما يحدث داخل الوكالة، وحتى خارجها.
في لحظة من اللحظات، وكان الشارع يعج بالمركبات، كعادته، إذا بإنذار صوتي ينطلق قويا من دراجات نارية أمنية كبيرة "طارت" مسرعة باتجاه الطريق السيار، ثم إذا هي تعود، لتخفر شاحنة محملة باللقاح، برفقة سيارات أمنية، حيث سمعت صفارات رجال الأمن في الجانب الثاني من الطريق. ولوحظ، بعدها، من يتبع الموكب بهواتف محمولة، ليسجل اللحظة في "لايفات".
لمرات فتحت البوابة الحديدية الزرقاء المتحركة، فبدت ساحة شاسعة، تفضي إلى مرائب كبيرة. وظهرت شاحنات متوسطة، قيل إنها معدة لنقل شحنات اللقاح إلى أطراف المغرب، حيث يجري الاستعداد للبدء في عملية التلقيح. وبينما كان رجال الأمن والدرك يتحركون، جيئة وذهابا، ويطلقون أو يتلقون التعليمات من بعيد أو مباشرة، بدت سيارة كبيرة للبث الفضائي وقرصها على أهبة الإرسال، فيما صحافيون يثبتون كاميراتهم للحصول على توضيحات من المسؤولين عن الوكالة.
وعلى غير العادة، لم ينتبه الأغلبية، ممن تجمهروا حول الوكالة، وأولئك الذين كانوا يسترقون النظر من الجانب الآخر للطريق، حين كان موكب من الدبابات يعبر من الاتجاه الثاني لشارع 10 مارس، متجها نحو سيدي عثمان. فقد كانت شاحنة أخرى، محملة باللقاح، تتأهب لمغادرة المكان، حيث سمعت صفارات الإنذار مجددا، وشوهد الخفر يستعدون لإفساح الطريق.
الوكالة المستقلة للتثليج بالدار البيضاء منذورة لحرارة أعلى، ونجومية أكبر، والمزيد من مسترقي النظر، في الأيام المقبلة. فالتلقيح سيستمر لأشهر.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
مجتمع
اقتصاد