مجتمع
"كورونا" تجهز على مصنع الكسكس الخماسي
28/11/2020 - 11:34
مريم الجابري
خيبت الجائحة أمل نساء تعاونيات الكسكس الخماسي، المنضويات تحت "اتحاد رائدات الجنوب"، بجهة الداخلة وادي الذهب، بعد تأخر اكتمال مشروع المصنع، الذي أشرفت على إعداده المديرية الجهوية للفلاحة، والذي كان من المتوقع فتح أبوابه في وجه التعاونيات النسائية خلال هذه السنة.
يصل عدد التعاونيات بجهة الداخلة، إلى ست تعاونيات، حيث تعمل النساء فيها على الحفاظ على هذا الموروث وتطويره، والانفتاح على الأسواق الخارجية، لتحسين ظروف عيشهن، ولتحقيق الاكتفاء الذاتي لهن، تقول سعاد أزاوي، 33 سنة.
فكرت أزاوي في تأسيس تعاونية بين النساء الصحراويات، تختص في تحضير الكسكس الخماسي، حيث تم إنشاء مشروع التعاونية التي أطلق عليها اسم "لملاكة للكسكس الخماسي" سنة 2009 التي كانت فارقة بالنسبة لنساء المناطق الجنوبية الصحراوية.
وحسب تصريح أزاوي، فإن عدد العاملين بالتعاونية يصل إلى 13 عاملة، يشتغلن طيلة الأسبوع، على إنتاج وتحضير الكسكس الخماسي، المتكون من: خمس أنوع من الدقيق (القمح اللين، القمح الصلب، والشعير العادي والمقلي والذرة)، ونقوم بعد ذلك بغربلته وخلطها لتصبح خليطا واحدا متجانسا مع بعضه البعض.
"وبعد الانتهاء من الخلط، تقوم الوصفة على تحضير الماء الذي يفتل به الدقيق، المكون من الأعشاب المنسمة والأعشاب الطبية، المتمثلة في "الفوة" و"التغطية". وتبدأ عملية الفتل، التي تعتمد فيها النساء الطريقة التقليدية، باليد ثم يغربلن ويبرمن الخليط، ليتم توحيد حجم حبة الكسكس، ويفور بع ذلك ويترك على الهواء للجفيف"، تقول رئيسة التعاونية.
وعند سؤال "SNRTnews"، لصاحبة المشروع، عن الإقبال على المنتوج، أكدت "أن هناك إقبالا كبيرا من لدن ساكنة الجهة الصحراوية، وكذا الجهات الأخرى داخل المملكة. ومما زاد في الطلب عليه هو زيارة التعاونية لمجموعة من الدول والمدن، خلال المعارض الدولية والوطنية، مما ترك صدى جيدا لها، لاسيما وأن الكسكس الخماسي يتميز بمكونات غذائية جد مهمة وبجودة عالية".
ويتم تحديد ثمن الكسكس الخماسي في 15 درهما بالنسبة للكسكس العادي، و25 درهما لكسكس الجودة العالية، ونادرا ما يتم تصديره إلى خارج المغرب، لما تلقاه التعاونية من الصعوبات خلال هذه العملية، مع العلم أنهن تلقين دعما واحدا فقط خلال سنة 2010، تقول أزاوي.
وبخيبة أمل، أشارت صاحبة المشروع إلى أن نسبة الخسارة كانت كبيرة هذه السنة، مع انتشار الوباء، مما سبب انعدام الزائرين والسياح، للجهة الصحراوية، وبالتالي فتعاونية "لملاكه" مازالت تعاني مجموعة من العراقيل والصعوبات، أهمها انعدام المواد الأولية، خصوصا خلال الفترة الممتدة من شهر أكتوبر إلى مارس، والمتمثلة في الدقيق المدعم، الذي يرتفع ثمنه من 55 درهما إلى 230 درهما، بسبب الجفاف، واحتياج مربي المواشي له.
ومكنت التعاونيات ذات النفع الاقتصادي بالأقاليم الجنوبية النساء الصحراويات من اكتساب خبرات في الإدارة الذاتية، واستفدن من التكوينات لفائدة المنخرطات في التعاونيات للعمل معهن، مما حسن من مهارتهن وضمن لهن لقمة عيش.
وكانت قد توجت أربع تعاونيات من جهة الداخلة وادي الذهب، سنة 2018-2019 خلال فعاليات النسخة الثالثة عشرة للمعرض الدولي بمكناس، بأربع ميداليات ذهبية للمنتوجات المجالية، والتي تمنح لأحسن المنتوجات المجالية، ضمت تعاونية "لملاكة" لإنتاج وتسويق الكسكس الخماسي.

مقالات ذات صلة
اقتصاد
فن و ثقافة