نمط الحياة
"كورونا".. حالة استنفار بعد ظهور سلالة جديدة وتساؤلات حول اللقاح
20/12/2020 - 23:11
SNRTnewsأفضى اكتشاف سلاسة جديد خارجة عن السيطرة بإنجلترا وما أثارت من ردود أفعال، خاصة في أوروبا، إلى طرح تساؤلات حول التحويلات التي طرأت على الفيروس ومدى فعالية اللقاح في مواجهته.قررا هولندا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، اليوم الأحد تعليق جميع الرحلات الجوية القادمة من المملكة المتحدة، بعد اكتشاف سلاسة جديد غير متحكم فيها من كورونا.
واعترف وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، بأن السلالة الجديدة " خارجة السيطرة، اليوم الأحد، مشيرا إلى أن إعادة الحجر الصحي في لندن وجزء من إنجلترا، يمكن أن يتواصل إلي غاية تفعيل التلقيح.
وذهب الوزير الأول البريطاني، بوريس جونسون، يوم السبت، إلى أنه حسب المعطيات الأولية، يعتبر الفيروس بلندن وجنوب- شرق إنجلترا، أكثر تسببا في العدوى بنسبة 70 في المائة مقارنة بالسلالة السابقة.
وأثارت السلالة الجديدة مخاوف كبيرة في أوروبا، حيث أعلن الإليزي عن أن الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يوجد قيد الحجر الصحي، سيرأس من مقر إقامته مجلس الدفاع، بعد التطور الأخير على مستوى انتشار الفيروس بإنجلترا.
طفرات.. وتساؤلات
وذهب جيمس غالار، مراسل الشؤون العلمية والطبية ب" بي بي سي"، إلى أنه " قد يبدو الفيروس المتحور، بالنسبة لنا غريزيا، أمراً مخيفاً، لكن التحور والتغير هو ما تفعله الفيروسات"، مضيفا "في أغلب الأوقات، يكون الأمر إما تغييراً لا معنى له أو أن الفيروس يُعدل نفسه بطريقة تجعله أضعف في إصابتنا بالعدوى، وتختفي النسخة الجديدة".
ويلاحظ أنه "لا يوجد دليل واضح على أن النسخة الجديدة لفيروس كورونا التي رُصدت في جنوب شرق إنجلترا قادرة على الانتقال بسهولة أكبر أو التسبب في أعراض أكثر خطورة أو جعل اللقاح غير ذي فائدة".
غير أنه يؤكد على أنه هناك سببان يجعلان العلماء يراقبون الفيروس، ويتمثل السبب الأول في أن "مستويات انتشار هذه النسخة مرتفعة في الأماكن الذي تشهد ارتفاعاً في عدد حالات الإصابة.
ويمثل هذا الأمر إشارة تحذير، وإن كان من الممكن تفسيره بطريقتين" مضيفا أنه "من الممكن أن يكون الفيروس قد تحور بحيث صار ينتشر بسهولة أكبر ويسبب المزيد من حالات العدوى"، مؤكدا على أن الأمر " يقتضي إجراء تجارب مختبرية للتحقق مما إذا كانت هذه النسخة أكثر قدرة على الانتشار من غيرها".
ويشير إلى أن السبب الثاني الذي يثير دهشة العلماء هو الطريقة التي تحور بها الفيروس، حيث نقل الصحفي عن البروفيسور نك لومان، الخبير في مؤسسة كوفيد 19 جينومكس بالمملكة المتحدة، قوله إن الفيروس"لديه عدد كبير من الطفرات بصورة مدهشة، أكثر مما كنا نتوقع، وبعضها يبدو مثيراً للاهتمام".
وتحدث الصحفي جيمس غالار إلى البروفيسور آلان ماك نالي الأستاذ في جامعة برمنغهام، الذي أوضح أنه " هناك نسخة جديدة، لكننا لا نعلم شيئاً عما يعنيه ذلك من الناحية البيولوجية. من السابق لأوانه أن نقوم بأي استنتاج بشأن أهمية هذا الأمر من عدمها".
ويذهب غالار في مقاله إلى أن الفيروس كان قد" تحور داخل أجسام حيوانات وانتقل إلى إصابة البشر قبل نحو عام" مثلاحظا أنه "منذ ذلك الحين يتحور بنحو مرتين في الشهر الواحد. وبمقارنة عينة من الفيروس حاليا، بذلك الذي ظهر أولاً في إقليم ووهان الصيني سيكون هناك نحو 25 طفرة تفصل بين الاثنين".
وشدد على أن فيروس كورونا" مازال يُجرب توليفات مختلفة من الطفرات ليصيب البشر بشكل صحيح"، قائلا :"وقد شاهدنا ذلك يحدث من قبل، إذ اعتبر كثيرون أن ظهور وهيمنة طفرة أخرى (G614) يشير إلى تزايد قدرة الفيروس على الانتشار".
ماذا عن اللقاح؟
واهتمت صحف في المملكة المتحدة بالفيروس المتحور، فقد عكست " بي بي سي"، ما جاء في مقال سامبل محرر الشؤون العلمية بصحفية " الأوبزرفر"، حيث يذهب إلى أن السلالة إنه "من المبكر لأوانه تقديم أي نظريات حول مدى فتك السلالة الجديدة التي نتجت عن طفرة في الفيروس لكن لو صحت نظرية أنها تنتشر بشكل أسرع فسيكون من الصعب السيطرة عليها لكن يجب منح الباحثين بعض الوقت لتقديم إجابات دقيقة".
ويتساءل حول ما إذا كانت السلالة الجديدة أكثر خطورة كي بأنه" ليس هناك دليل حتى الآن على ذلك لكن نحتاج أيضا لبعض الوقت لمتابعة آثارها وأعراضها بدقة على المصابين سواء وجود أعراض جديدة أو حدة الأعراض المعتادة وهذا الأمر يعكف عليه العلماء والباحثون ويتتبعون السلالة الجديدة بشكل دقيق"، حسب ما نقلته " بي.بي.سي".
ولم يغب التساؤل حول تأثير ذلك على اللقاح الذي شرعت إنجلترا في تطعيم الناس به، حيث يؤكد ساميل أن "الطفرات أمر معتاد بالنسبة للفيروسات لذلك من المحتمل أن تكون السلالة الجديدة مقاومة للقاحات التي بدأ توزيعها مؤخرا حيث تعمل على توفير أجسام مضادة للفيروس في الجسم تمنع ارتباطه بالخلايا وبالتالي تمنع تكاثره ولكن لو دخلت طفرة على مستقبلات الفيروس كما حدث في السلالة الجديدة سيكون اللقاح غير قادر على تأدية مهمته".
واعتبر الصحفي غالار أن " عملية التطعيم الجماعي سرعان ما ستضع نوعاً جديداً من الضغط على الفيروس، لأنه سيُضطر إلى التحور من أجل إصابة الأشخاص الذي حصلوا على اللقاح" مضيفا "في حال أدى ذلك إلى تطور الفيروس، فقد نضطر إلى تحديث اللقاحات بانتظام، كما نفعل مع لقاحات الإنفلونزا، حتى نستطيع المواكبة".
ويؤكد علماء أن تحور الفيروس شيء عادي، حيث توجد حوالي 12 ألف نسخة مختلفة من فيروس كوفيد-19، حيث يقول البروفيسور باتيك بيرش، المتخصص في علم الميكروبات، إن جميع الفيروس تتحول، بسبب أخطاء في الأنزيمات التي تقوم بإعادة نقلها، حيث يشير إلى أنه تم العثور على عدة تحويرات في جميع أنحاء العالم تقريا، غير أنه شدد على أن ذلك، يتم في غالب الأحيان، في المناطق الصامته، بالتالي بدون أية آثار.
غير أن بيرس يشير، حسب ما نقلته عنه إذاعة فرنسا الدولية، إلى أنه إذا حدث ذلك في منطقة مهمة من الفيروس مثل بروتين "سبايك" (Spike)، الذي يُعرف بـ(بروتين الحَسَكَة)، والذي يشكل النتوءات الشوكية الموجودة على سطح الفيروس، التي تمنحه الشكل التاجي المميز، فإن يمكن التساؤل حول تأثيرات ذلك على اللقاحات وحول العدوى.
غير أن خبراء الاتحاد الأوروبي توصلوا إلى خلاصة مفادها أن اللقاحات الحالية ضد "كورونا" تبقى فعالة في مواجهة السلالة الجديدة، خاصة في المملكة المتحدة، فقد أعلنت الحكومة الألمانية، مساء اليوم الأحد 20 دجنبر، عن أنه حسب أولئك الخبراء، فإن السلالة الجديدة "لا تأثير لها على اللقاحات"، التي " تبقى فعالة"، حسب، ماصرح به للقناة العمومية "ZDF"، وزير الصحة الألماني، يانس شبان، الذي يتولى بلده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
مقالات ذات صلة
مجتمع
عالم
مجتمع