نمط الحياة
كيف تحافظ على صحتك النفسية في زمن كورونا
14/10/2020 - 12:27
SNRTnewsما التأثيرات المحتملة للانشغال بأخبار تطور الجائحة على الصحة النفسية والعقلية للفرد؟
مهدي الطاهري: أول قاعدة يجب التركيز عليها هي عدم تجاوز مدة 15 دقيقة كمدة يومية مخصصة للاطلاع على المستجدات حول الفيروس، مع الحرص على حسن اختيار المصادر الموثوقة التي تعمل بطريقة مهنية، سواء كانت وسائل إعلام أو مؤسسات رسمية. لابد من عدم تجاوز المدة التي ذكرناها حتى لا يظل الفرد نهبا للتوتر والقلق، اللذين يعصفان بالسكينة والطمأنينة، بما لذلك من تأثير على الصحة النفسية.
كيف يمكن التعامل مع الضغوط النفسية المرتبطة بالفيروس؟
الخوف من الإصابة بفيروس كورنا هو خوف طبيعي يجب احترامه، حيث يبقى إحساسا عاديا مادام في حدود المعقول ولم يصبح أمرا مبالغا فيه، كأن يصبح هذا الخوف هاجسا يشغل بال الفرد طوال اليوم ويؤثر سلبا على طبيعة سيرورة حياته اليومية.
بالنسبة للشخص الذي كان يعاني سابقا من مرض نفسي، وأصيب بنوبات الخوف من أن يكون فريسة سهلة المنال بالنسبة لفيروس كورونا، فعليه استشارة الأخصائي المتتبع لحالته ليقوم ببعض التعديلات بجرعات الدواء الذي يأخذه أو بتغييره حتى يتخلص من الضغوطات النفسية والارق الذي يعاني منه بسبب الفيروس.
ويفترض في الأشخاص الذين ليس لهم أي تاريخ مرضي مع الطبيب النفسي، لكنهم لم يعودوا قادرين على برمجة نظامهم اليومي بشكل سليم، بحيث فقدوا السيطرة على تفكيرهم المشغول طوال الوقت بالفيروس ومستجداته، وأصبحوا يبالغون في التنظيف والغسيل والتعقيم، اللجوء إما لمعالج نفسي أو طبيب نفسي ليقوم بتشخيص حالتهم وتحديد ما إذا كانت تحتاج للأودية أو الاكتفاء بالعلاج بالجلسات.
الى اي حد يحتاج مريض كورونا للعلاج النفسي الى جانب العلاج بالأدوية للتخلص من هذا الوباء؟
لابد أن تكون هناك وحدات الازمات الخاصة بمواكبة المرضى المصابين بجائحة كورونا، لإجابتهم عن كل التساؤلات التي يطرحونها، وتصحيح ما يروج من معلومات خاطئة ومفبركة. كما أن المواكبة و الدعم النفسي للمريض أمر في غاية الضرورة، لمرافقته في جميع مراحل علاجه، خاصة وأن مريض كورونا مهدد بالإصابة بعدد من الأمراض النفسية، وفي مثل هذه الحالة لابد من اللجوء إلى الأخصائي النفسي ليمد المريض بالأدوية اللازمة و التي تتماشى مع النظام الدوائي الخاص بكورونا الذي يأخذه المريض، بحيث لا يتسبب الأمر في أي تفاعلات سلبية وغير مرغوب بها.
وبالنسبة للتفاؤل هل يساعد في الوقاية من الفيروس ؟
ليست هناك لحد الآن أية دراسات تؤكد على فعالية التفاؤل في الوقاية من كورونا، لكن بإمكاننا أن نقول أن له مفعولا إيجابيا في العلاج. ومن جهة أخرى من المثبت علميا أن التوتر المفرط أو المزمن يقلل من مناعة الجسم وبالتالي يرفع من قابليته للإصابة بالمرض، بحيث يصبح الجسم عبارة عن أرضية هشة نتيجة للتوتر الذي غالبا ما يحرم صاحبه من النوم وبالتالي يعاني من الأرق وحتى نظامه الغذائي يصبح غير منتظم.
كيف يمكن للآباء تجنيب أطفالهم التوتر الذي يعيشونه بسبب خوفهم عليهم من التقاط العدوى؟
من الواجب على الآباء استعمال أسلوب سلس وبسيط، كي يشرحوا لأبنائهم ما نمر به خلال الوقت الراهن، خاصة وأنهم اضطروا بين عشية وضحاها لتغيير نمط حياتهم وللمكوث بالمنزل وحرموا مزاولة النشاطات التي كانوا يمارسونها سابقا. كما أن هناك عددا من الآباء الذين توقفوا كذلك عن الذهاب للعمل وأصبحوا يعملون عن بعد من منازلهم،
كل هذه وغيرها أمور من المؤكد أنها ستثير استفسارات كثيرة لدى الأطفال، لهذا من الضروري أن يقدم الآباء لصغارهم التفسيرات التي يحتاجونها حول الموضوع دون أي تضخيم أو تبسيط مبالغ فيه للأمر، بإمكانهم الاستعانة ببعض الصفحات الرسمية والموثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تمكن الصغار من استيعاب المشكلة بطريقة مبسطة، خاصة وأن الأطفال من المؤكد أنهم يطرحون على أنفسهم مجموعة من التساؤلات حتى و إن لم يتشاركوها مع آبائهم، الأمر الذي قد يجعلهم يتوصلون لإجابات ذاتية ليس في محلها.
ما هي النصائح التي يمكنك تقديمها لقرائنا لتساعدهم على الهدوء وحماية صحتهم النفسية؟
من بين اهم النصائح التي يجب تقديمها أن نقوم بتنقيح وفلترة المعلومات التي نتلقاها، مع التركيز على عدم تجاوز مدة 15 دقيقة أثناء البحث عن المعلومات و المستجدات التي لابد أن تكون مصادرها موثوقة ورسمية.
وبالنسبة للأشخاص الذي لا زالوا يعملون عن بعد من منازلهم خلال الوقت الراهن، فمن الضروري ان يشرحوا لصغارهم ما نمر به خلال الـآونة الراهنة، مع محاولة الحفاظ عل نظام حياتي عادي، وعن نفسي أحاول أن أنصح كل فرد من مرضاي أن يمضي يومه بشكل عادي كما كان الامر عليه سابقا، بحيث يتبع نفس الروتين الذي كان يتبعه فيما مضى، بأن يقوم من النوم على نفس الساعة، ثم يفطر ويرتدي ملابسه وكأنه ذاهب للعمل بالرغم من أنه سيعمل عن بعد من المنزل.
دون أن ننسى أنه من الضروري الالتزام بتعليمات وزارة الصحة والانضباط بقرارات وزارة الداخلية، لتسهيل السيطرة على الفيروس وتقليص عدد الاصابات.