نمط الحياة
ماذا لو توقف الجسم عن استهلاك الخبز؟
14/07/2021 - 21:12
نضال الراضييدعو مجموعة من "المؤثرين"، خاصة الفئة التي تشارك محتويات "صحية" على قنوات "يوتيوب"، إلى اعتماد عادات غذائية معينة بهدف التخلص من الوزن الزائد، قد يتبعها البعض دون التوقف عند آثارها الجانبية، كالالتزام ببعض الحميات التي تستغني عن الكربوهيدرات.
ماذا لو توقف الجسم عن استهلاك الخبز؟
في هذا الخصوص، تكشف اختصاصية التغذية والحمية صابرين المكاوي أن أبرز "النصائح الغذائية"، التي يقدمها "المؤثرون" على شبكات التواصل الاجتماعي، التخلي عن تناول الخبز بشكل نهائي وحرمان الجسم منه بصفة مفاجئة، معتبرة أنها "نصيحة خاطئة" وغير مبنية على أسس علمية وصحية.
وتوضح المتحدثة ذاتها أن الكربوهيدرات والألياف الموجودة في الخبز تعد من العناصر الهامة التي يحتاجها الجسم، مبرزة أن التخلي عن تناول الخبز بشكل نهائي قد تنتج عنه مجموعة من الآثار الجانبية السلبية، التي تؤثر على جسم الإنسان.
وتعتبر الاختصاصية أن الشعور بالتعب والإرهاق يعد من أبرز الآثار التي تنتج عن التخلي عن تناول الخبز، موضحة أن الكربوهيدرات تعتبر المصدر الأساسي الذي يزود طاقة الجسم، كما استقرار مستوى السكر في الدم. وفي حال حرم منها سيشعر الإنسان، حتما، بالإرهاق والخمول وصعوبة الحركة.
وتؤكد المكاوي على أن إيقاف مد الجسم بالكربوهيدرات بشكل مفاجئ من شأنه أن يجعل الجسم يستهلك الكربوهيدرات المخزنة داخله، وهذه العملية ستجعله يفقد الكثير من الماء وسيتم معه فقدان الوزن.
وتضيف: "هنا سيلاحظ الشخص أنه بالفعل بدأ في فقدان بعض الوزن الزائد ولكن في الحقيقة، أن الجسم لم يتخل عن الوزن عن طريق حرق الدهون وإنما بواسطة فقدان الماء وبمجرد العودة لاستهلاك الكربوهيدرات والخبز، سيبدأ الشخص في استرجاع الماء المفقود وبالتالي الوزن كذلك".
في نفس السياق، تبرز المتحدثة أن ذلك قد يساهم أيضا في حدوث تقلبات مزاجية للشخص، مؤكدة على أن الكربوهيدرات تساهم في رفع هورمون "السيروتونين"، المسؤول عن تنظيم المزاج وكذلك الشعور بالراحة، في المقابل، تساهم قلته في الإصابة بتقلبات مزاجية مزعجة بدون حدوث أسباب.
وتؤكد المكاوي على أن حرمان الجسم الكلي من تناول الخبز، من شأنه أن يجعل الشخص يبحث عن بدائل أخرى كالمعجنات والقطنيات، التي تسبب الزيادة في الوزن أكثر من الخبز، كما من شأن ذلك أن يجعل الجسم يبحث عن أطعمة أخرى لسد الجوع قد تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة.
نصائح صحية لتناول الخبز
بهذا الصدد، تؤكد المكاوي على إمكانية الاستفادة من منافع الخبز، دون اكتساب الوزن وذلك يعتمد بالأساس على النمط الغذائي الذي يتبعه الجسم، ففي حال كان الشخص يرغب في خسارة الوزن، فمن الممكن أن يتناول قطعة من الخبز الكامل خلال وجبة الفطور وقطعة أصغر خلال الغذاء، مع الاعتماد على أطعمة صحية مرافقة تتكون من الخضروات والبروتينات، بالإضافة إلى التخلي عن تلك التي تحتوي على الدهون كالمقليات واللحوم الثقيلة.
وتنصح المتحدثة، بهذا الشأن، الاعتماد على تحضير الخبز داخل المنزل، باستخدام الدقيق الأسمر أو دقيق "النخالة"، الذي يعتبر غنيا بالألياف المفيدة للجسم، خاصة على مستوى مده بالطاقة، في المقابل، تدعو إلى تفادي تناول الخبز الذي يحتوي على الدقيق الأبيض والسكر، الذي يساهم في زيادة الوزن.
وتؤكد الاختصاصية على أن الخبز الذي يحتوي على الدقيق الأسمر يعتبر قيمة غذائية تساهم في الشعور بالشبع لمدة طويلة وذلك بسبب احتوائه على الألياف والمعادن الغذائية، التي يتم هضمها بشكل أسرع ولا يشكل أي عرقلة للجسم أثناء فقدانه للوزن، بل بالعكس يساعد بشكل مباشر إذا تم تناوله بشكل معقول.
وفي ختام حديثها، تشدد المكاوي على تفادي الانسياق وراء كل ما يتم مشاركته على شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة، حتى وإن كان في مجال التغذية والحمية، مشيرة إلى أن غرض معظم "المؤثرين"، هو الحصول على أكبر عدد من نسب المشاهدة والمشاركة وقد يشارك أحدهم تجربته التي ليست بالضرورة "فعالة للجميع"، مبرزة أنه في جميع الحالات تبقى الاستشارة الطبية خير توجه، حتى بالنسبة للأشخاص الراغبين في خسارة الوزن.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة