نمط الحياة
المواد الغذائية المصبرة.. "السم" اللذيذ
17/04/2021 - 16:28
حليمة عامرتسببت إحدى أنواع المعكرونة سريعة التحضير، المعروفة، في وفاة طفلتين شقيقتين بمصر، أخيرا، ما دفع برلمانية بمجلس النواب المصري إلى تقديم طلب إحاطة إلى وزيرتي التجارة والصحة، بمنع تداول هذه الوجبات الجاهزة في الأسواق المصرية، لما لها من تأثير خطير على صحة المصريين لا سيما الأطفال.
غير أنه بالمغرب تباع أنواع هذه الوجبات السريعة التحضير، بكثرة في المحلات التجارية وبالأسواق، وتلاقي استحسانا من قبل المستهلكين المغاربة، فما هو تأثير هذه الوجبات على الجسم؟ وعلى ماذا تحتوي؟
خطورة المواد المصبرة
في هذا الصدد، حذرت الاختصاصية في التغذية، مارية بنجلون، من تناول الوجبات المصبرة باستمرار، لما لها من تأثير على الجسم، لأنها تحتوي على مواد يمكن أن تتسبب في أمراض على مستوى شرايين القلب والكبد، وتتسبب في الكوليسترول.
وأوضحت أنه بالرغم من أن تصبير الطعام يمكن من حفظ بعض المأكولات لفترة طويلة قد تصل إلى عام كامل، إلا أنه يتسبب بأمراض قد تصل درجتها إلى السرطان، حيث يضاف إلى هذه المأكولات العديد من المواد الكيميائية مثل المواد الحافظة، لتحفظ الطعام أطول فترة ممكنة، وبعض المواد التي تحافظ على اللون لإعطائها مذاقا شهيا وشكلا جذابا.
وترى بنجلون أنه يمكن تناول مثل هذه الوجبات لكن خلال مرة واحدة في الأسبوع، أو مرة واحدة في الشهر، لأن المداومة على تناول مثل هذه الوجبات باستمرار، يشكل خطرا على الإنسان وعلى صحة الأطفال بالخصوص.
ويصاب الأشخاص الذين يتناولون مثل هذه الوجبات، بحسب الاختصاصية، بالسمنة، إضافة إلى بعض الأمراض، مثل جفاف الكبد.
وعلى العكس من ذلك، يحتاج الجسم إلى تغذية طبيعية، مثل التي تضم الألياف والخضر والفواكه، وجميع الأطعمة الصحية، التي لا تدخل فيها المواد الحافظة، بحسب بنجلون.
مراقبة غير كافية
من جهته، أوضح وديع مديح، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات المستهلك، أن أي مادة غذائية يمكن أن تشكل خطرا على صحة المستهلك، وتدخل للمغرب بطريقة قانونية، فهي تكون تحت مسؤولية المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أما إذا دخل هذا المنتوج بطريقة غير شرعية، عن طريق التهريب، فهو من مسؤولية السلطات التي تقوم بمراقبة الحدود.
وقال المتحدث ذاته، إنه سبق وأن طرح نقاش حول جودة هذه المنتوجات، التي يتم تصبيرها، من خلال مواد كيماوية، لتباع جاهزة، وطرح نقاش حول كمية هذه المواد المضافة، لأنها تضر بصحة المستهلك، وبالتالي فينبغي على المغاربة بأن يتناولوها بحذر حتى وإن كان مرخصا لها، لتباع بالأسواق المغربية.
ويشرح أن هذه المواد المضافة إلى الوجبات المصبرة والسريعة، تبقى في الجسم لمدة طويلة، ويمكن لتراكمها أن يؤدي إلى بعض الأمراض الخطيرة على مستوى صحة المستهلك.
مواد غذائية غامضة
يوصي وديع المستهلك المغربي بالتأكد جيدا من صلاحية وجودة أي منتج، عند شرائه، وبأنه مصادق عليه من قبل لمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
وأوضح المتحدث ذاته أن عملية مراقبة المحلات التي تبيع المواد الغذائية دائما ما تكون موسمية، وبالتالي عندما يعلم التجار بذلك، يأخذون جميع احتياطاتهم، مما يجعل المراقب لا ينتبه لمجموعة من الخروقات، مثل الطريقة التي يتم بها حفظ المواد الغذائية، حيث لا يلتزم جميع أصحاب المحلات التجارية بتبريد المواد التي لا ينبغي أن تتعرض لدرجة حرارة مرتفعة، ويعمدون إلى إطفاء الثلاجة عند الليل، مما يتسبب في تلف المواد الغذائية، حتى وإن لم يصل تاريخ انتهاء صلاحيتها بعد.
وقال إن الجامعة الوطنية لحماية المستهلك لطالما حذرت من الطريقة التي يتم بها مراقبة الأسواق المغربية، واعتبرت بأنها ضعيفة وتضع المستهلك المغربي مباشرة مع المورد.
واعتبر بأنه من الأحسن أن يحمي المستهلك نفسه من خطورة هذه المواد في غياب أليات لإثبات مدى تأثير هذه المنتجات، على صحة الانسان.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة