نمط الحياة
مسابقات الـ"الغيفواي".. بين الطمع والاستغلال
29/11/2020 - 16:57
نضال الراضيهذه المسابقات غالبا ما تعتبر مصدر ربح، وجمع للأموال غير مؤطر أو منظم، مما جعل مجموعة من الأصوات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بالكشف عن حقيقتها، خاصة أن شركة "فيسبوك" و"إنستغرام" لا تعترف بها، وسبق أن شنت حملة لإيقافها، عن طريق حذف جميع المنشورات المتعلقة بها، باعتبارها عملية غير مشروعة على منصات التواصل.
شروط متشابهة
تتشابه شروط هذه المسابقات، التي انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة على "إنستغرام" و"يوتيوب"، حيث يشترط "المؤثرون" على المتابعين والمستخدمين متابعة عدد من الصفحات "الإنستغرامية" يقومون بتحديدها، التي غالبا ما تكون صفحات لعلامات تجارية من التي يتعاملون معها، كما يفرضون على الراغبين في المشاركة أن يقوموا بنشر شروط المسابقة، وأن يكثروا من التعاليق والـ"لايكات"، مقابل الفوز بهدايا ثمينة.
بعد تنفيذ هذه الشروط، يتم اختيار الفائز في المسابقة، ويعدهم هؤلاء "المؤثرون" بالتوصل بمبلغ مالي معين، أو هدية ثمينة، كهاتف محمول من أحدث الصيحات، أو حواسيب، أو مجموعة ملابس وماكياج وعطور فاخرة وغيرها من الهدايا الثمينة.
شراء الـ فولورز"
"المسابقات الافتراضية هي في الأصل هدية يقدمها 'المؤثرون'، كنوع من الشكر والامتنان لمتابعيهم على الدعم والمساندة، وذلك عن طريق تقاسم بعض الهدايا التي يتوصلون بها، مع المتابعين، عن طريق المشاركة في المسابقة التي يفوز بها من شخص إلى ثلاثة أشخاص على الأكثر. الهدف من هذه المسابقة يجب أن يكون إسعاد المتابعين بتلك الهدايا، وليس الطمع في المزيد من 'الفولورز' الوهميين، لجعل الحساب "الإنستغرامي' قبلة للمعلنين، وبالتالي تحقيق المزيد من الأرباح المادية"، تشرح خولة ميموح مسؤولة عن التواصل الرقمي و"مؤثرة".
كما أوضحت ميموح أنه مؤخرا انتشرت هذه المسابقات بشكل كبير، أغلبها لا يكون بهدف شكر المتابعين، وإنما لغرض كسب المزيد من الربح. واعتبرتها عملية لشراء "الفلورز" بطريقة غير مباشرة، كما أن هذه العملية تضر بـ"المؤثر" أو "المؤثرة"، لكونها تجعل الناس تتابعهم من أجل الظفر بالهدايا، التي غالبا ما تكون ثمينة، وليس لأنهم أعجبوا بالمحتوى الذي يقدمونه. كما يمكن للمتابعين أن يقوموا بإلغاء المتابعة للحساب بعد الحصول على غاياتهم، أو بعد اكتشاف عدم مصداقية "المؤثر"، وبالتالي حدوث تراجع في نسب متابعة الحساب. الشيء الذي يوحي لإدارة "إنستغرام" أن الحساب يتابعه مستخدمون وهميين (Fake Followers)، وهي عملية مضرة للحساب.
مصير الهدايا
يقول "سهيل"، طالب جامعي، أنه سبق أن شارك في أحد هذه المسابقات، التي نظمتها "مؤثرة"، على منصة "إنستغرام"، حيث كانت الهدية عبارة عن هاتف ذكي بقيمة 11.000 درهم، فاز به ثلاث أشخاص، منهم "سهيل" الذي أكد لـ"SNRTnews" أنه لم يتوصل به لحدود الساعة.
"أعلنت 'لمؤثرة'، عبر خاصية 'الستوري' عن فوز ثلاث أشخاص، من ضمنهم أنا، بهواتف ذكية من آخر الصيحات. وكانت شروط المسابقة تقتضي أن أقوم بمتابعة أربعة حسابات، كلها لمعلنين لهم علاقة بـ'المؤثرة'، إضافة إلى أن أنشر صور المسابقة على حسابي الخاص. كما يفترض أن أقوم بدعوة أصدقائي إلى متابعة حساب منظمة المسابقة. بعد إعلانها اسمي ضمن الفائزين، تواصلت معها، لكي تخبرني بموعد استلام الهاتف، فقامت بالرد على بعد أيام وسألتني عن عنواني الخاص وبعض المعلومات، لكنها لم ترسل لي الهاتف. كما لم يتوصل به باقي الفائزين، ورغم أنني قمت باستفسارها عدة مرات عن مصير الهاتف، إلا أنني لم أتوصل بالجواب. وتفاجأت بعد مدة أنها قامت بحذف المنشور الخاص بالمسابقة، من حسابها على 'إنستغرام'"، يؤكد "سهيل".
يعتبر المتحدث أن هذه المسابقات تفتقد المصداقية، ولا يمكن الوثوق بها، لأن الهدف الأساسي من تنظيمها هو كسب أكبر عدد من المتابعين، ليزيد اهتمام الشركات بـ"المؤثر".
والدليل أن "المؤثرة" حذفت المنشور مباشرة بعد أن ضمنت ازدياد عددا مهما من "الفولورز"، لقائمة متابعيها. وشدد "سهيل" على ضرورة وضع حد لهذه النوعية من المسابقات، التي يستغل أصحابها حاجة البعض، لتحقيق الأرباح.
وهم واستغلال
تقول خولة ميموح إن مسابقات الـ"Giveaway"، ليست لها أي منفعة سواء اقتصادية أو اجتماعية، وغير آمنة خاصة أن البعض من منظميها يستغلون حاجة الناس للمال، ويوهمونهم أنها بغرض المساعدة الاجتماعية، خاصة عندما يتعلق الأمر بهدايا ذات قيمة مالية كبيرة، كما حصل خلال بداية أزمة "كورونا"، حيث استغل بعض "المؤثرين" ظروف الحجر الصحي، تزامنا مع الجائحة، وأوهموا الناس الذين اضطروا إلى توقيف أنشطتهم، بمساعدتهم ماديا عن طريق هذه المسابقات.
ومقابل ذلك حذرت ميموح من هذا النوع من المسابقات، لما فيها من طرق ربح غير مشروعة، وغير مؤطر قانونيا، ولا تتبناه أي جهة، كما أنه غير معترف به من طرف التطبيقات الشهيرة على مواقع التواصل. وأشارت إلى أن الهدايا التي يحصل عليها الفائزون من المسابقة لا تشكل إلا نسبة قليلة من أرباح "المؤثرين" التي يجنونها من تلك المسابقات.
كما طالبت المتحدثة ذاتها بتقنين مجال مداخيل وأرباح مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "إنستغرام" و"يوتيوب"، التي أصبحت تعد مجالا خصبا للباحثين عن الربح السريع، وجني الأموال بشكل خيالي، بعيدا عن أي مراقبة، خاصة أن هناك بعض المسابقات، التي تفرض مساهمة المتابعين بمبالغ مالية مهمة، قد تصل إلى 2000 درهم للشخص الواحد، كشرط للمشاركة في المسابقة.
وأكدت أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون دائما بتأطير هذا المجال، ومعظمهم اشتكى من تعرضه للاحتيال بسبب هذه المسابقات. كما أن إدارة "إنستغرام" لا تتردد في حذف منشورات الـ"Giveaway"، كون الحساب يشهد تفاعلا غير مسبوق من التعليقات، و"اللايكات" والمتابعات. هذه العمليات يعتبرها "إنستغرام" وهمية وقد تعرض المستخدمين للضرر كالنصب والاحتيال أو الاستغلال وغيرها من الممارسات، المتناقضة مع سياسات أشهر منصات التواصل التي تعتمد بالأساس على الترفيه.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة