اقتصاد
هل تشكل كبسولات القهوة تهديدا للصحة؟
04/05/2021 - 11:25
سهام خلوف (متدربة) | مريم ايت اوعنيلجأ العديد إلى شرب القهوة في أمسياتهم الرمضانية باعتبارها ثالث أكثر المشروبات استهلاكا بالمغرب، بعد الماء والشاي. بسبب حظر التنقل الليلي، اقتنت العديد من الأسر المغربية آلات لصنع القهوة لإعداد فنجان قهوة جيد والاستمتاع به باستخدام الكبسولات. وعلى الرغم من أن مثل هذه المنتوجات تلقى رواجا لدى مدمني الكافيين، إلا أن كبسولات القهوة يمكن أن تكون مضرة في بعض الحالات.
وفقا لدراسة أجراها علماء من جامعة برشلونة الاسبانية، والتي كانت حول المقارنة بين أنواع القهوة المختلفة المتوفرة في السوق، فإن القهوة المحضرة عن طريق الكبسولات تحتوي على تركيز كبير من مادة الفوران؛ وهي مركب عضوي يتكون أثناء المعالجة الحرارية للطعام. وقد تم تصنيف هذه المادة من قبل منظمة الصحة العالمية (OMS) على أنها مادة مسرطنة. يوضح خافيير سانتوس، مؤلف الدراسة والباحث في جامعة برشلونة، أن "سبب هذه المستويات العالية من الفوران هو أن الكبسولات المحكمة الغلق تمنعه من التطاير، بينما آلات القهوة المستعملة للتخمير تستخدم الماء والضغط العالي، الشيء الذي يؤدي إلى انتزاع المركب من المشروب".
على الرغم من هذه النتيجة التي تبدو مقلقة، إلا أن مؤلفي هذه الدراسة مطمئنون، ويرون أنه للوصول إلى الجرعات السامة من الفوران، سيكون من الضروري استهلاك 20 كوب كبسولة قهوة يوميا.
الحفظ والتركيز
لمزيد من التفاصيل حول تأثير كبسولات القهوة على الصحة، اتصلت SNRTnews بأخصائي التغذية والنظم الغذائية نبيل العياشي، الذي يعتقد أن هذه المنتوجات قد تشكل خطرا على الصحة بسبب تخزينها، موضحا أن "الحفاظ على أي منتوج غذائي يمكن أن يكون له تأثير سلبي أو إيجابي عليه. وفيما يتعلق بكبسولات القهوة، يعتمد الأمر على كيفية تخزينها وتركيز الكافيين فيها".
وأردف المصدر ذاته أن "عدم حفظ هذه الكبسولات بالشكل الجيد قد يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية. ففي بعض الحالات، قد تحتوي كبسولات القهوة على تركيزات عالية جدا من بعض العناصر التي قد تشكل خطورة على الجسم".
الاحتراس من الجرعة الزائدة
إلى جانب تركيب كبسولات القهوة هذه، يمكن لجرعة زائدة من الكافيين الموجودة في هذه الحاويات أن تضر بالصحة بشكل خطير. صرح نبيل العياشي أن "عدم استهلاك جرعات القهوة الموجودة في الكبسولات بالشكل الصحيح قد يؤدي إلى الإضرار بالصحة بشكل خطير. وتشير المنشورات الصادرة عن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، والتي يعود تاريخها إلى سنة 2017، إلى أن بعض كبسولات القهوة المتوفرة في السوق تحتوي على جرعة زائدة من الكافيين".
بالإضافة إلى محتوى هذه الكبسولات، يمكن أن تكون العبوة مصدرا حقيقيا للسمية. أضاف المحاور ذاته انه "يمكن للعبوة أن تسبب مشكلة أيضا. إذ يتم تغليف الكبسولات بالألمنيوم، وبما أنها تتعرض لدرجة حرارة جد عالية، فقد ينتج عن ذلك مواد سامة".
غياب الرقابة
صرح بوعزة الخراطي، رئيس الفدرالية المغربية لحماية المستهلك، ل SNRTnews، أن "مشكلة كبسولات القهوة تكمن في العبوة". وأوضح قائلا: "عادة ما تكون العبوة عبارة عن عبوات خاصة بالأغذية حتى لا تنتقل العناصر المكونة لها إلى القهوة"، مشيرا إلى أن "التغليف في المغرب لا يخضع لرقابة السلطات المعنية".
في السياق ذاته، صرح وديع مديح، رئيس جمعية حماية المستهلك، أنه "من الممكن أن تنتقل المواد الموجودة بمنتوج التغليف إلى المنتوج الأولي نفسه، أي القهوة. لذا يجب معرفة ما إذا كان منتوج التغليف هذا منتوجا غذائيا معتمدا أم لا". مضيفا انه "لا يوجد أي شرط تنظيمي يفرض عبوة آمنة على مستوى المنتوجات الغذائية بالمغرب. لذا يجب أن يعاد النظر في كل عبوة من مواد معرضة للخطر دون التأكد ما إذا كانت ستتسبب في انتقال عناصر معينة إلى المنتوج الغذائي أم لا".
وأكد نبيل العياشي على أهمية عدم التعميم قائلا إنه "لا يمكننا اعتبار جميع أنواع كبسولات القهوة مضرة بالصحة، نظرا لوجود عبوات تحترم المعايير الصحية، كالكبسولات الملفوفة بالقماش. وفي حالة ما إذا لم تكن العبوة عبوة غذائية، يمكن أن تتسبب في مشاكل في الكبد أو الكلى أو حتى الدماغ".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
اقتصاد