نمط الحياة
المشروبات.. الشاي يداوي صداع الرأس
02/05/2021 - 00:13
يونس الخراشيفي بحثه بعنوان "جوانب من تغذية المغاربة خلال فترة الحماية"، الوارد في العدد 16 من مجلة "أمل"، الصادر سنة 1999، يؤكد الأستاذ بوجمعة رويان ما سبقه إليه غيره من الباحثين، ممن فصلوا في تغذية المغاربة قبل الحماية، ويقول إن اهتمام المغاربة بالشاي والسكر زاد أكثر فأكثر أثناء الحماية، ويمضي موضحا بالقول: "وكثر استهلاكهما مع دخول المغرب تحت حماية الفرنسيين، ولعب السكر كمادة دورا مهما في تجنيد المغاربة خلال الحرب العالمية الأولى، وتحول إلى مادة لهدايا الحفلات والخطوبة والزواج، حيث كانت شركات سان لوي وبيغان وكوزيما تقذف بأطنان من السكر نحو المغرب، وكانت سلطات الحماية بالمغرب تستورد مادتي الشاي والسكر، وعلى الخصوص سكر القالب، الذي كان المغاربة يقبلون عليه أكثر من أي نوع آخر، وكانت الكمية المستوردة تزيد سنة عن أخرى".
ثم يقول الكاتب، وهو يدقق أكثر: "وكان الشاي يستهلك بالنعناع، أو ما يسمى عند العامة بـ"لقامة"، وهو نبات معروف بملاءمته لصحة الإنسان، لذلك أصبح هذا المشروب يذهب العياء ويطرد صداع الرأس، بالإضافة إلى شربه مع الدخان، أو أثناء القيام بعمل ما، كما هو حال الصناع... وارتبطت بالشاي مجموعة من الطقوس والتقاليد، فلم تكن أسبقية تحضيره تعطى إلا لذوي الشأن في القبيلة أو الأب في العائلة، وكان شربه يمنع، في كثير من بوادي المغرب، على النساء والأطفال والرعاة، وكان هؤلاء الرعاة والأطفال يكتفون بأكل الطبخة (وهي أوراق الشاي والنعناع المتبقية في البراد بعد إفراغه من مشروب الشاي)، بعد انتهاء الجماعة من شرب الشاي، كما كانت صينية الشاي ومجالس تحضيره فرصة للاجتماع والمحادثة والتذاكر، وقد رأى هوفر أن استهلاك الشاي خلق مضاعفات اجتماعية غريبة، وفتح بالفعل ثغرة أولى في الاستقلال الذاتي للعائلة، التي كانت تعيش في السابق على منتجاتها المحلية، وتحدث مييج عن تكاثر البقالة، بسبب الإقبال على الشاي والسكر كتحول اقتصادي في المغرب المعاصر بأنها عوامل انتشار عادات غذائية جديدة".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة