نمط الحياة
الخبز.. 1170 فرنا بفاس في العصر الوسيط
27/04/2021 - 21:24
يونس الخراشيفي بحثه بعنوان "من مظاهر التغذية في تاريخ المغرب الوسيط"، الذي كتبه لمجلة "أمل"، العدد 16، الصادر سنة 1999، يؤكد الحسين فقادي أن الخبز كان مادة أساسية جدا في المائدة المغربية، ويقول: "كان سكان البوادي بجبالها وبسائطها لا يستغنون عن الخبز كالرحل، فهو غذاؤهم الرئيسي، كما يحتل مكانة متميزة في تغذية سكان الحواضر"، ثم يزيد: "فقد لاحظ الإدريسي في نزهته أن الحنطة في فاس رخيصة الأسعار جدا دون غيرها من البلاد القريبة منها".
ويمضي الباحث في السياق، فيقول: "ويعتبر السميد أكثر أنواع الطحين المستعملة في عجين الخبز. ولم يفت البكري أن يشير إلى أن سميد عدوة الأندلسيين أطيب من سميد القرويين، لحدقهم بصنعته. يطحن سكان المدينة والضواحي حبوبهم في طواحين تعتمد على أرحاء الماء، وكان عددها يزداد باطراد خلال العصر الوسيط، معظمها كان في ملكية الجوامع والمدارس، يستأجرها بعض الباعة الدقاقين، الذين يشترون الحب، وبعد طحنه يبيعونه في دكاكين مجتمعة أو متفرقة عبر مختلف أحياء المدينة. وتعد الأفران بعد الطواحين وسيلة أساسية لصنع الخبز، فقد كان عدد الأفران العمومية في فاس، حسب أرقام الجزنائي، ألفا ومائة وسبعون فرنا، وكوش الخبز مائة وثلاثون، هذا عدا الأفران الخاصة في بيوت الأغنياء، التي لا تقتصر على طبخ الخبز، بل تشمل شي اللحوم وطهي مختلف ألوان الأطعمة".
ويعود الباحث للحديث عن الخبز، فيقول:"وذكر الوزان أن عامة الناس في فاس تتناول ثلاث وجبات يومية. من الملاحظ أنها تدور حول مادة الخبز، الذي يؤكل مع الجبن أو الزيتون أو مع اللبن أو مع بعض الفواكه. وتباع في أسواق فاس عدة أنواع من الخبز بعضه خفيف مصنوع من الأشرطة ومعجون بالسمن، يأكله الناس بالزبد والعسل، وبعضه على شكل فطائر مقلية في الزيت كالإسفنج، وتباع منها كميات كبيرة في دكاكين عديدة بسوق الدخان، يلتهمها الناس عند الفطر في أيام الأعياد".
ثم يأتي الباحث الحسين فقادي على ذكر التريد، فيقول:"لا بأس من الإشارة إلى طعام التريد، الذي قيل عنه "إذا ما الخبز تأدمه بلحم.. فذاك يمين الله هو التريد"، والتريد من الأطعمة التي عرفها العرب، ويتخذ من خبز مفتت يصب عليه المرق، ويوضع فوقه اللحم. شاع استعماله في العصر الوسيط. أورد صاحب التشوف ذكر تريد خبز الدرمك، بمرق مفوه وفوقه لحم الخروف أو الدجاج. أما ابن الرزين التيجيبي، فقد خصص لهذا الطعام فصلا أورد فيه حوالي ثلاثين لونا بين أندلسي ومغربي ومشرقي، بعضها بلحم البقر أو الغنم أو الدجاج، وبعضها باللبن الحليب".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة