نمط الحياة
الأسماك.. التصبير صنعة مغربية قديمة جدا
24/04/2021 - 00:01
يونس الخراشييقول الحسن فقادي، الأستاذ الباحث بالدار البيضاء، في بحث كتبه لمجلة "أمل"، العدد 16، الصادر سنة 1999، بعنوان "من مظاهر التغذية في تاريخ المغرب الوسيط"، إن التغذية شملت أيضا "ما يزخر به البحر وغيره من أسماك كغذاء"، موضحا: "كان الإقبال على السمك منذ العصر القديم، كما تدل على ذلك مصادر قديمة ومعلومات أركيولوجية عن منشآت صناعية لتصبير السمك بين طنجة واللكسوس، حتى إن نقود هذه الأخيرة كانت تحمل على ظهرها صورة سمك "التون"، مما يدل على أهمية السمك، التي استمرت حتى بعد دخول الإسلام، الذي أحل صيد البحر وطعامه، إلا ما كان من أمر برغواطة وغمارة، بحيث لا يحل عندهم الحوت حتى يذكى (يذبح/ الإضافة ليست من الباحث)".
ويمضي فقادي في سرده، مستدركا بالقول: "كانت بعض المناطق الساحلية غنية بثروتها السمكية، كسبتة التي اشتهرت بمصايد الحوت، حيث يصاد بها ما يقارب مائة نوع من السمك التون الكبير، الذي يعد الصيد الوحيد الأكثر كثافة بالبحر الأبيض المتوسط، رغم قصر مدة صيده ثلاثة أو أربعة أسابيع في السنة. وشكلت الأسماك غذاء هاما لدى السبتيين، وتميز طبيخهم بطبق السمك المعروف بالمروج... أفادنا الوزان حول نشاط بعض سكان الريف على الساحل المتوسطي، والقائم على صيد الأسماك وتمليحها، ثم حملها مسافة تناهز 120 ميلا، بعيدا عن البحر، من أجل بيعها لسكان الجبال.
وكان بعض الفقراء يساعدون الصيادين مقابل كمية هامة من سمك السردين. ولاحظ صاحب وصف إفريقيا أن في جبال الريف توجد أسواق يباع فيها السمك المملح، وانفرد الريف دون غيره من مناطق المغرب بهذه الظاهرة المتمثلة في عادة استهلاك السمك، بجبالها وبسائطها، وبيعه في أسواقها".
ولم يقتصر صيد الأسماك واستهلاكها على السواحل، يقول فقادي، ثم يواصل موضحا: "بل شمل مدنا داخلية كفاس، التي تخرج من واديها أنواع مثل اللبيس والسلباخ والتون والسردين، وكله سمك لذيذ الطعم.
ويصل إلى المدينة سمك القرب الكبير على ظهر الدابة، يزن الواحد قنطارا وأكثر. وذكر صاحب "الاستبصار" أن أهل فاس ومكناسة يستهلكون سمك الشولي، وهو ألذ ما يوجد من أنواع السمك، تصنع منه الألوان بأصناف البقل، فلا تش له رائحة سمك"، ثم يضيف: "وأفرد صاحب "فضالة الخوان" فصلا لألوان متعددة من الأكلات بسمك الشولي والشابل والبوري والسلباخ والتون والسردين، بعضها بالبصل وأنواع الأفاويه، كالسمك بالأصطكى أو بالجوز، أو الحوت بالعسل".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة