اقتصاد
هل تغري التخفيضات بالشراء في زمن الجائحة؟
11/02/2021 - 13:31
حليمة عامربدأت محلات الملابس الكبرى، بالدار البيضاء، التي تبيع منتجات الماركات العالمية، عروضها للتخفيضات، وصلت إلى 50% من سعر المنتج الأصلي، بعد انتظار وترقب للزبائن دام لفترة طويلة، وفي ظل "اللايقين" الذي يطبع زمن جائحة "كوفيد-19".
في السنوات السابقة، كانت بداية موسم التخفيضات تنطلق في فترة "النويل"، حيث كانت المحلات التجارية، بمجرد أن تفتح أبوابها صباحا، حتى تشهد رواجا كبيرا من قبل الزبائن، الذين يتهافتون على الماركات الشهيرة بـ"الأسعار المنخفضة".
ثلاثة أسابيع للتبضع
يفسر "ربيع"، مسؤول مبيعات بإحدى الماركات العالمية، التأخير، بالقول إنه "كان من المعتاد أن يبدأ موسم التخفيضات مع نهاية السنة، لكنه تأخر خلال هذه السنة، بسبب تأخر استلام السلع، نتيجة للخلل الذي أحدثته تداعيات كورونا على عملية الاستيراد، وكذا بسبب غياب نظام عام يخص طبيعة المواد التي ينبغي أن تخضع أسعارها للتخفيض"، موضحا أنه "من المترقب أن تستمر عروض التخفيضات بالدار البيضاء لمدة ثلاث أسابيع".
وأضاف: "منذ إعلان عروض التخفيضات، ارتفعت حركة الإقبال على هذه المحلات"، مفسرا ذلك بأن "فئة عديدة من المغاربة كانت تفضل التبضع من بلدان أوربية، حيث تتساوى الجودة مع الثمن، خاصة من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، إضافة إلى تركيا، لكن بسبب هذه الظروف الصحية التي يعيشها المغرب والعالم، اكتفت تلك الفئة باغتنام فرصة موسم التخفيضات من أجل التسوق محليا".
موسم "التصريف"
من جانبه، يقول "سعيد"، وهو أحد العاملين بمحل تجاري بحي المعاريف بالدار البيضاء، في حديث لـ"SNRTnews"، إن "نسبة التخفيض حددت، خلال هذه السنة، حسب بعض المعايير التي نصت عليها قرارات الشركات المصنعة، التي تصدر موادها إلى المغرب؛ إذ حددت هذه المعايير حسب مخزون السلع الذي توصلت به. فكلما توفرت هذه الماركات على مخزون مهم من السلع، كانت نسبة التخفيض كبيرة".
وعاين "SNRTnews" بهذا المحل التجاري، الذي يبيع ملابس وأحذية للنساء والرجال، أن نسبة التخفيضات تراوحت ما بين 15 و20 في المائة، خصوصا بالنسبة إلى المواد التي تتعلق بالموسم الشتوي، فيما بلغت نسبة تخفيضات المواد الصيفية إلى حدود 50%.
وأوضح المتحدث ذاته أن "أغلب الماركات العالمية تعرض منتوجاتها حسب الفصول، وعند انتهائها، فإن ما تبقى من السلع المخصصة لهذا الفصل، يتم تسويقها من خلال اعتماد نسب تخفيض عالية، قد تصل في بعض الأحيان إلى 80%، لكن هذه السنة، تراوحت هذه التخفيضات ما بين 15 و50%، بسبب تأخر التوصل بالسلع الجديدة".
تخفيضات ذكية
على عكس الماركات العالمية، التابعة لشركات أوروبية، سعت الماركات التابعة لتركيا إلى اقتناص الفرصة، وقامت بتخفيضات وصلت إلى 70%.
وأوضح أحد العاملين بمحل تجاري يبيع السلع التركية : "رغم أن هذه الماركة التجارية تقوم بتخفيضات طيلة السنة، فإنها عادت لتقدم تخفيضات جنونية، وصلت إلى 70 في المائة، خلال هذا الموسم، احتراما للزبائن الذين يقبلون على محلاتها بأعداد كبيرة".
وأبرز المتحدث أن هذه الماركة التجارية تسجل أرباحا طائلة، خلال هذا الموسم، خصوصا وأن أغلب الزبائن يعيشون حالة من الترقب لاقتناء ما سيعرض من منتوجات، أثناء هذه الفترة.
ويجد الزبائن في فترة التخفيضات مناسبة لاقتناء منتوجات عالية الجودة بأسعار معقولة، فالعديد من المغاربة طال انتظارهم لفترة الإعلان عن التخفيضات من أجل التبضع، سواء تعلق الأمر بالملابس والأحذية الجاهزة أو مختلف السلع الأخرى.
وتقول "هند"، وهي زبونة، "لاحظت تأخر فترة الصولد عن أغلب المحلات التجارية بالدار البيضاء، خلال هذه السنة"، مشيرة إلى أنها أمضت الفترة الماضية وهي تترقب الإعلان عن عروض التخفيض، ومشددة على أنها من الأشخاص الذين ينجذبون "للافتات الحمراء وإشارة ناقص 50%".
وقالت المتحدثة ذاتها: "أنا من الذين يحبون شراء ملابس الصيف، خلال فصل الشتاء، والعكس صحيح، لأن أسعار هذه الملابس تكون منخفضة بالمقارنة مع الفترة المخصصة لها".
مقالات ذات صلة
اقتصاد
نمط الحياة