فن و ثقافة
الركود يضرب سوق "البال هاي كلاس"
11/12/2020 - 13:35
نضال الراضيفي المغرب، كما في العديد من الدول الأوروبية هناك اتجاه للاستثمار، في بيع وشراء القطع الفاخرة المستعملة، أو ما يعرف بـ الـ"Vide Dressing"، بعيدا عن المتاجر الخاصة، بعرض الملابس والحقائب والأحذية، بأسعار مرتفعة، حيث يمكن الاستفادة من امتلاك "الماركة"، بثمن منخفض.
تجارة "البال هاي كلاس" تأثرت مؤخرا بسبب تداعيات أزمة "كورونا"، حيث أكدت مجموعة من صاحبات الـ"Vide Dressing"، أن قيمة القطع الفاخرة، تراجعت بسبب "التخفيضات" التي اعتمدتها الماركات العالمية، على منتجاتها، لتعويض خسائرها الاقتصادية.
سوق الـ"Vide Dressing"
تعتبر بعض السيدات أن شراء القطع الفاخرة هو بمثابة استثمار مشابه لاقتناء الذهب، يمكن أن يستفاد من قيمته المالية المرتفعة في ما بعد، خاصة أن بعض القطع ترتفع قيمتها، عندما تنقطع من السوق.
ويمكن العثور بسهولة على باعة هذه القطع، الذين يمتلكون متاجر خصصت لبيع وشراء الملابس والحقائب الـ"Signé" المستعملة، وهناك من خصصوا حيزا من المنزل، مخصص لعرض هذه السلع، حيث تستقبل صاحبة الـ"Vide dressing" زبوناتها لتسوق "الماركة" من البيت.
يمكن للباحثات عن الـ"Luxe" إيجاد تشكيلة متنوعة من القطع المستعملة، لدور أزياء مشهورة عالميا، بأسعار تتراوح بين 1000 و30 ألف درهم، وأكثر، في حال تعلق الأمر بقطعة "عتيقة"، كما أنشأ بعض المهتمين بهذه التجارة مواقع إلكترونية وصفحات "إنستغرامية"، خصصت لهذا الغرض.
تعتبر أمنية المالكي، التي خصصت طابقا من بيتها، كـ"Vide Dressing"، أن بيع وشراء القطع الفاخرة المستعملة هو وساطة بين السيدة التي تريد البيع، والسيدة التي ترغب في الشراء.
"تقصد السيدة غالبا صاحبة الـ'Vide Dressing'، بغرض بيع إحدى القطع الثمينة، التي سبق واستعملتها. أقوم بفحص القطعة جيدا، لتفادي أن تكون مقلدة، وغير أصلية عن طريق التحقق من الشهادة المرافقة لها، التي تصدر معها عند شرائها، في المرة الأولى، كما أتأكد من سنة الإصدار ورقم السلسة التي تنتمي إليها القطعة. بعد ذلك أسأل السيدة عن سعرها الأصلي، وعن ثمن البيع، ثم تتركها للعرض". تشرح 'أمنية'، في حديث مع "SNRTnews".
بورصة "الماركة"
جوابا عن الربح الذي تجنيه 'أمنية لمالكي'، من بيع االملابس والحقائب المستعملة ببيتها، أكدت أن نصيبها يكون عبارة عن نسبة مئوية تتفق عليها، المتحدثة مع السيدة التي تنوي البيع، وتكون على حسب قيمة القطعة الفاخرة، حيث أكدت أن نسبتها غالبا ما تتراوح بين 5 و10 في المائة.
"قيمة القطعة هي التي تحدد سعرها، هناك بعض القطع التي ينخفض سعرها إلى النصف بعد مرور مدة طويلة على اقتنائها، كالحقائب والأحذية التي تصدرها الدور العالمية بصفة دائمة، وهناك بعض القطع التي تكون محدودة الإصدار، ترتفع قيمتها المالية كلما كانت قديمة، بحكم انقطاعها من السوق، هذه النوعية من القطع الفاخرة، تكون غالبا عبارة عن حقائب محدودة الإصدار، أو ساعات اليد من ماركات معروفة، ولكن غير متوفرة في المغرب". توضح 'المالكي'.
أما ثريا، التي تقوم بتنظيم عروض بيع خاصة، للقطع الفاخرة المستعملة، أكدت لـ"SNRTnews"، أنها لا تعول على مداخيل الوساطة في بيع وشراء هذه القطع، لأنها غير مضمونة، مشيرة إلى أنها تمارس هذا النشاط بشكل ثانوي، إضافة لعملها الأساسي كأستاذة لمادة التسويق، بأحد المعاهد الخاصة.
"أنظم معارض بيع خاصة، بعد أن أحصل على عدد مهم من القطع المستعملة، تنقسم بين قطع متوسطة الثمن، انخفض سعرها عن الأصلي بنسبة تتراوح بين 50 و70 في المائة، وقطع مرتفعة الثمن بحكم قيمتها في السوق، هذا النوع من المعارض ينظم مرة كل شهرين أو ثلاث أشهر"، توضح "ثريا".
بالرغم من المجهود الكبير الذي تبذل المتحدثة، بين الحصول على عدد كبير من القطع، وتنظيم هذه المعارض، إلا أنها أكدت أنها لا تجني أرباحا مهمة، بحكم أن أغلب القطع التي يكون الطلب عليها مرتفع، هي تلك التي ينخفض سعرها إلى 50 و70 في المائة عن الأصلي، مشيرة إلى أن معارض البيع الخاصة تشكل فرصة للسيدات صاحبات الدخل المتوسط، من الحصول على قطع "ماركة" بأثمنة جد مناسبة.
كما أكدت "ثريا" أن سوق الـ"Luxe"، خاصة في ما يتعلق ببيع وشراء القطع الفاخرة المستعملة، قد عرف ركودا بسبب تداعيات أزمة "كورونا". ركود أرجعته المتحدثة إلى التخفيضات التي اعتمدتها الماركات العالمية، بغرض المنافسة والتقليص من حجم الخسائر.
"كورنا" تؤثرعلى "اللوكس"
لم تكن تتوقع "فاتن" (اسم مستعار)، أنها ستلجأ إلى بيع ساعتها الفاخرة التي تصل قيمتها إلى 150 ألف درهم ومجموعة من الحقائب الفاخرة، بسبب تداعيات أزمة "كورونا"، التي أثرت على مشروعها قبل أن يرى النور.
"كنت أستعد لافتتاح مركز للتجميل، عبارة عن صالون للحلاقة وحمام، إلا أن ظهور الوباء أثر سلبا على استكمال المشروع، حيث لم أستطيع شراء باقي المعدات، وتشغيل العاملين للانطلاق، وأمام تأثير 'كورونا'، السلبي على نشاط زوجي الذي كان الداعم الأول لمشروعي، اضطررت إلى أن أعرض بعض القطع الفاخرة للبيع، لأنني لا أحبذ القروض البنكية"، تحكي "فاتن" لـ"SNRTnews".
أمام إصرارها على استكمال مشروعها، استعانت المتحدثة، بـالـ"Vide Dressing" لبيع ساعة يد تبلغ قيمتها المالية 150 ألف درهم، التي طلبت بيعها بـ100 ألف درهم، إلا أنها تفاجأت بتراجع كبير لقيمة الساعة المشهورة عالميا في السوق، فصاحبات المعارض الخاصة ببيع هذه السلع، أكدوا لها أن سعرها الحالي لا يمكن أن يفوق 30 ألف درهم، بسبب تراجع الإقبال على خدمات "اللوكس" في زمن "كورونا".
مقالات ذات صلة
فن و ثقافة
فن و ثقافة
مجتمع