نمط الحياة
وداعا سعدي يوسف.. أكثر شعراء العرب تأثيرا
13/06/2021 - 17:55
أ.ف.بتوفي السبت الشاعر العراقي سعدي يوسف عن عمر ناهز 87 عاما بعد مسيرة شعرية وأدبية طويلة وضعته في صفوف أكبر أسماء الشعر في العالم العربي.
نعى اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، في بيان الأحد، يوسف المولود في البصرة في جنوب العراق عام 1934، وتوفي بعيدا عنها في لندن، المدينة التي يوارى فيها الثرى. واستقر يوسف في العاصمة البريطانية بعد تنقل بين دول عربية وعالمية عدة منذ السبعينات بسبب مواقفه السياسية.
فقد كان يوسف، الذي تخرج من معهد المعلمين في بغداد عام 1954، أحد الأعضاء البارزين في الحزب الشيوعي العراقي وكان معارضا لنظام حزب البعث الذي سجنه في العام 1963.
وبعدما خرج من السجن في العام 1964، سافر يوسف إلى الجزائر، حيث عمل مدرسا، كما ورد في سيرته الذاتية على موقعه الإلكتروني.
وفي تلك المرحلة بدأ عمله الشعري يأخذ صدى في العالم العربي، ليتحول إلى أحد الأسماء الشعرية المهمة ليس في العراق فحسب، بل حتى في العالم العربي.
ارتكز شعره على تجارب شخصية وانطباعات من الحياة اليومية وتحدى فيه شعر التفعيلة التقليدي، وبات لأسلوبه تأثير كبير على الشعر العربي المعاصر.
ووصفه الكاتب العراقي سنان أنطون في تغريدة باللغة الإنجليزية، الأحد، بأنه "واحد من أعظم وأكثر شعراء العرب تأثيرا"، آسفا لموته "في المنفى في لندن" بعد حياة "من التحدي". وأضاف "ترك لنا إرثا جماليا فائضا. وداعا ".
عاد يوسف إلى العراق في السبعينات لكن غادره بعدما وصل صدام حسين إلى الحكم، ليجد نفسه في العقود التي تلت متنقلا بين دمشق وبيروت وقبرص واليمن وتونس ثم باريس وعمان، ثم انتقل إلى لندن في العام 1999 حيث عاش في مجمع للمتقاعدين لأكثر من عقدين.
ورغم قمع النظام السابق للشيوعيين، لم يكن يوسف مؤيدا لغزو العراق من قبل الولايات المتحدة في العام 2003 والذي أدى إلى الإطاحة بنظام حزب البعث. لكن مواقفه في تلك الحقبة اعتبرت مثيرة للجدل ومؤيدة للجهات المناهضة للاحتلال من السنة.
في رصيد يوسف الحائز في العام 2005 جائزة فيرونيا الإيطالية كأفضل مؤلف أجنبي، عشرات الأعمال الشعرية والترجمات، فقد ترجم أشعارا لكتاب عالميين على غرار فيديريكو غارسيا لوركا ويانيس ريتسوس وقسطنطين كفافيس وروايات للكيني نغوغي واثيونغو والبريطاني جورج أورويل وغيرهم، فيما ترجمت أعماله الشعرية إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية.
وألف ديوان "الشيوعي الأخير يدخل الجنة" (دار توبقال - الدار البيضاء -2007)، فضلا عن دواوين أخرى مثل "الخطوة الخامسة" (2003- دار المدى) و"الديوان الإيطالي" (دار الجمل - بيروت - بغداد 2010)، "الوحيد يستيقظ" (1993- بيروت- المؤسسة العربية للدراسات والنشر) وغيرها العشرات.
وعمل أيضا في مجال التدريس والصحافة، فقد كان عضوا في هيئة تحرير مجلة "الثقافة الجديدة" التي تعد من أشهر المجلات الادبية والثقافية في العراق في حقبة السبعينات، والتي توقف صدورها في تلك الحقبة قبل أن تعود بعد العام 2003.
يترك سعدي وراءه زوجته الممثلة العراقية والناقدة إقبال قادوم وابنتيه مريم وشيراز وثلاث حفيدات.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة