عالم
تيم وولتز... الأستاذ ومدرب كرة القدم والحاكم والنائب الجديد لكامالا هاريس
06/08/2024 - 19:16
أ.ف.بقالت كامالا هاريس، الثلاثاء، إنها "فخورة" باختيار حاكم ولاية مينيسوتا تيم وولز شريكا لها في الحملة الديموقراطية للفوز بالرئاسة الأمريكية، معوّلة على شخصية من الغرب الأوسط الأميركي لتعزيز حظوظها في مواجهة خصمها الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.
وقبل ثلاثة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية، لم تعد كامالا هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيسة يملكان الكثير من الوقت لتعريف الناخبين عليهما وإقناعهم بمنحهما أصواتهم في استحقاق الخامس من نونبر.
وفي أول رد فعل له شدّد وولز على أن اختياره للمنصب هو "أكبر شرف" له، وتعهّد تسخير كل ما لديه من إمكانات قائلا "يذكّرني ذلك قليلا بأول يوم في المدرسة".
ويعد وولز مغمورا خارج ولاية مينيسوتا، وصاحب مسيرة غير تقليدية مقارنة بغالبية السياسيين الأمريكيين إذ كان سابقا أستاذ جغرافيا ومدربا لكرة القدم الأمريكية.
وقالت هاريس "بصفته حاكما ومدربا ومدرسا ومحاربا قديما، دافع تيم وولز عن مصالح الأسر العاملة وأسرته واحدة منها".
وولز عنصر سابق في الحرس الوطني، ومتحدّر من الريف، وهو ما يمكن أن يجذب جمهورا أوسع من الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد لصالح هاريس التي ستصبح في حال فوزها بالانتخابات أول امرأة وأول سوداء تتولى الرئاسة.
وُينظر إلى وولز على أنه معتدل، لكنّه مع ذلك صاحب مواقف توصف بالتقدمية على غرار تشريع الماريجوانا وتشديد الضوابط على شراء الأسلحة النارية، علما بأنه يقول إنه من هواة الصيد.
ا يحظى الرجل بشهرة خارج حدود ولايته مينيسوتا، لكن هذا الستيني برز في الأسابيع الأخيرة من خلال انتقاداته المتكررة لدونالد ترامب واعضاء فريقه الذين وصفهم "بالرجال الغريبي الأطوار".
وقال هذا الرجل الودود خلال تجمع انتخابي "إننا لا نخشى من الرجال الغريبي الأطوار" مضيفاً "ثقوا في تجربتي كمعلم، المتنمرون لا يملكون أي نفوذ".
أمضى هذا المتحدر من نبراسكا سنوات عديدة في عالم التدريس، ولا سيما لمادة الجغرافيا ومدربا لكرة القدم الأميركية.
كما أنه قام بالتدريس لبضعة أشهر في الصين، مباشرة بعد أحداث القمع الدامي في ساحة تيان انمين في ربيع عام 1989.
بعد سنوات، قال أمام لجنة تابعة للكونغرس الأميركي الذي كان عضواً فيه لمدة 12 عاماً "حقيقة أن أكون في مدرسة ثانوية صينية في هذه اللحظة الحاسمة بدت لي حقاً أمراً جوهرياً".
عندما سرت التكهنات الأولى حول تعيينه نائباً لكامالا هاريس، تساءل بعض مستخدمي الإنترنت عما إذا كان الثنائي في العمر نفسه، وأرفقوا رسائلهم بصورة تيم وولتز برأس أصلع.
ورد الحاكم على منصة "إكس" بحس فكاهي قائلاً "كنت مشرفاً على مقصف لمدة 20 عاماً. لا يمكنك القيام بهذه المهمة بدون أن تشد شعرك".
وردت حملة دونالد ترامب على الفور بعد اختياره من قبل هاريس شريكا لها في الحملة الديموقراطية للفوز بالرئاسة الأمريكية، ووصفت وولز بأنه "متطرف ليبرالي خطر".
أما الرئيس جو بايدن الذي انسحب من السباق الرئاسي في أواسط يوليوز وأعلن دعمه لهاريس، فوصف اختيارها لوولز بأنه "قرار ممتاز".
وكتب بايدن على منصة إكس أن الثنائي "سيكون صوتا قويا من أجل العمال والطبقة الوسطى الأمريكية. سيكون المدافع الأشرس عن حرياتنا الفردية وديموقراطيتنا".
جورج فلويد
في يناير 2019، أصبح تيم وولتز حاكماً لمينيسوتا، وهي ولاية تقع في منطقة البحيرات العظمى، على الحدود مع كندا.
وبعد مرور نحو عام، اضطر إلى إدارة أزمتين رئيسيتين: جائحة كوفيد 19 ووفاة الأميركي الأسود جورج فلويد اختناقا بعدما ضغط شرطي أبيض بركبته على عنقه.
وارتفعت حدة التوتر في مينيابوليس، أكبر مدينة في الولاية، لتشكل انطلاق موجة كبيرة من التظاهرات المناهضة للعنصرية والتي شهدتها الولايات المتحدة لعدة أشهر.
ويتهم الجمهوريون الحاكم بالتساهل الشديد في مكافحة الجريمة، بينما يشيد الديموقراطيون، في المقابل، بسجله في حماية الحق في الإجهاض.
بعد أن اصدرت المحكمة العليا في يونيو 2022، قراراً بإلغاء الحماية الدستورية للإجهاض، التزم تيم وولتز بجعل ولايته ملاذًا للنساء الراغبات بالإجهاض.
ثم انتقلت عيادة تقع في ولاية داكوتا الشمالية المجاورة، والتي كانت أكثر قمعية، إلى الجانب الآخر من الحدود.
في مارس 2024، شارك في أول زيارة إلى عيادة تقدم خدمات الإجهاض، قامت بها نائبة الرئيس كامالا هاريس التي يأمل الآن في الوصول معها إلى البيت الأبيض.
جولة على ولايات مفصلية
ينضم وولز اعتبارا من هذا المساء إلى هاريس في مهرجان انتخابي تعقده في فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا.
وبنسيلفانيا من الولايات الأساسية التي رجّحت كفّة بايدن للفوز بالرئاسة في 2020 وسيتعين على الديموقراطيين الفوز بها مجددا في نونبر.
وسيزوران لاحقا ولايات مفصلية أخرى، في جولة تستمر حتى السبت وستظهر تفاهمهما وانسجامهما.
في منتصف غشت سيحتفلان بترشيحهما رسميا خلال مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي سيعقد في شيكاغو.
واضطرت المرشحة الديموقراطية للرئاسة إلى حسم خيارها خلال أسبوعين فقط، في حين تستغرق عملية الاختيار هذه عادة أشهرا، وذلك بعدما أعلن بايدن في 21 يوليوز سحب ترشّحه لولاية ثانية على خلفية مخاوف تتّصل بتداعيات تقدّمه في السن، وتأييده ترشيح نائبته.
وبقي الترقب لمعرفة مرشحها لنيابة الرئاسة سائدا حتى اللحظة الأخيرة، وكانت قائمة المرشحين المحتملين تتضمن بالأساس عدة رجال بيض، بينهم حاكم ولاية بنسيلفانيا جوش شابيرو والسناتور عن أريزونا رائد القضاء السابق مارك كيلي.
مواصلة الزخم
نجحت هاريس خلال أسبوعين في تعويض تخلفها عن ترامب في نوايا التصويت وشهدت تدفق مبالغ طائلة من التبرعات، ما أعطى زخما لانطلاقة حملتها، ويتعين عليها الآن الحفاظ على هذه الدينامية في الأشهر الثلاثة المقبلة.
وفي منتصف يوليوز، بعد أيام قليلة على تعرضه لمحاولة اغتيال في بنسيلفانيا، اختار ترامب جاي.دي. فانس مرشحه لمنصب نائب الرئيس، وهو سناتور أربعيني عن ولاية أوهايو، وهي ولاية صناعية أيضا في الغرب الأوسط الأمريكي.
لكن فانس أثار سلسلة من القضايا السجالات، مثبتا أنه عبء على حملة الرئيس السابق أكثر مما هو ورقة رابحة بيده.
وسيتوجه فانس في الأيام المقبلة إلى بعض الولايات التي سيزورها أيضا الثنائي الديموقراطي، لحمل رسالة ترامب التي تتهم خصوصا هاريس بأنها مسؤولة عن أزمة الهجرة.
ويتهم ترامب منافسته المولودة من أب جامايكي أسود وأم هندية بأنها أصبحت مؤخرا تقدم نفسها كـ"امرأة سوداء" لحسابات سياسية.
وتشير المرشحة الديموقراطية التي تركز حملتها بشكل خاص على حماية الحق في الإجهاض، بانتظام إلى تجاوزات ترامب وتلخص الانتخابات بسؤال واحد "في أي نوع بلد نريد أن نعيش؟ بلد الحرية والتعاطف ودولة القانون أو بلد الفوضى والخوف والكراهية؟".
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
عالم
عالم