كريم التلمساني .. رجل الظل في إنجازات البقالي

لم ينس سفيان البقالي، في تصريحاته الصحفية لمختلف وسائل الإعلام، توجيه شكر خاص إلى مدربه كريم التلمساني كعربون محبة وتقدير على ما يقدمه له من نصائح إرشادات وتوجيهات، منذ طفولته، ساهمت في بلوغه المجد العالمي والأولمبي في السنوات الأخيرة.

يظهر كريم التلمساني بعينيه الناعستين وجسمه النحيل، في قمة الهدوء وهو يشرف على تداريب سفيان البقالي في مرتفعات مدينة إفران، وأيضا في الملتقيات الدولية؛ إذ أنه خبر جيدا تفاصيل وأسرار المنافسات وسباقات المسافات المتوسطة والطويلة.

كريم التلمساني ليس فقط مدربا لسفيان البقالي، بل إنه صديقه الصدوق وأقرب المقربين إليه في المجال الرياضي، ورفيق دربه الذي آمن بقدراته منذ أول لقاء بينهما سنة 2009.

في أحد الدروب العتيقة لحي "المرجة" بمدينة فاس، وبالضبط منذ سنوات دراسته الابتدائية، حين كان يسابق أقرانه ورفاقه في الدراسة، في الأزقة، وأيضا في بعض الملتقيات المدرسية، لفت سفيان البقالي أنظار مدربه كريم التلمساني، الذي رأى فيه، بعين العارف، بطلا للمستقبل، فقرر تبنيه رياضيا، وإلحاقه بنادي "أهل فاس" لألعاب القوى، في إطار تنقيبه عن المواهب، وظل يؤطره ويواكبه في جميع محطاته الرياضية، إلى أن صار بطلا أولمبيا عالميا.

كريم التلمساني، وهو موظف تابع لقطاع وزارة الشباب والرياضة والتواصل، ليس فقط مدربا لسفيان البقالي، بل إنه مصدر إلهامه وتألقه؛ إذ أنه حريص على كل كبيرة وصغيرة في مساره الرياضي، وحتى في حياته الشخصية، خاصة في الشق المتعلق بالتأطير والتوجيه.

يقول سفيان البقالي متحدثا عن مدربه التلمساني، في لقاء على منصات التواصل مع عبد الإله أوبا، أحد أعضاء الإدارة التقنية في الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى: "أتذكر أنه حين كنا نتدرب في مدينة إفران، استعدادا للمشاركة في بطولة العالم، كان، أحيانا، يغضب، لأني لا أحقق توقيتا جيدا في التداريب، فيرمي العداد، ويعاتبني قائلا إني أحمل ميدالية عالمية بين قدمي، وإني إذا لم أفز بها فإنه سيغادر نهائيا ألعاب القوى. حينها كان يرفع من معنوياتي ويحمسني أكثر ويشجعني على المضي قدما".

بالتأكيد لدى كريم التلمساني، وهو من مواليد 22 يونيو 1968، فضل كبير في فوز البقالي بميداليتين ذهبيتين في الألعاب الأولمبية "طوكيو 2020" و"باريس 2024"، ثم ميداليتين ذهبيتين في بطولة العالم؛ الأولى في يوجين بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2022، والثانية في العاصمة المجرية بودابست سنة 2023، والعديد من الإنجازات الأخرى للعداء المغربي، إذ أنه، حسب بعض المقربين منه، قادر، بحدسه، على إخراج المعدن الأصيل في العدائين، وبالتالي، التنقيب واكتشاف الذهب الأولمبي والعالمي.