مجتمع
كيف يتحسب المغرب لمرض جدري القردة؟
17/08/2024 - 12:20
حليمة عامريشهد العالم انتشارا مستمرا لمرض جدري القردة، مع تسجيل حالات إصابة ووفيات نتيجة لسلالة جديدة؛ أشد خطورة من الفيروس الذي أودى بحياة المئات في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تم تسجيل زيادة ملحوظة في عدد الحالات المصابة بجدري القردة في عامي 2023 و2024، حيث تم تسجيل أكثر من 14 ألف حالة إصابة هذا العام، من بينها 524 حالة وفاة.
ودقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بعد انتقال الإصابات من القارة الإفريقية إلى بعض الدول الأوروبية، حيث أعلنت وكالة الصحة العامة في السويد، يوم الخميس، عن تسجيل إصابة بالسلالة الفرعية لسلالة 1B.
وتخشى المنظمة من ظهور المزيد من الإصابات بالسلالة الجديدة في أوروبا، مما دفع عددًا من الدول إلى اتخاذ إجراءات استباقية.
فما هو جدري القردة؟
حسب منظمة الصحة العالمية، يعرف جدري القردة اختصارا باسم "Mpox" وهو مرض يسببه فيروس جدري القردة. وهو عدوى فيروسية يمكن أن تنتقل بين الناس وأحيانا من البيئة إلى الناس عبر الأشياء والأسطح التي يلمسها شخص مصاب.
وفي الأماكن التي يوجد فيها الفيروس بين بعض الحيوانات البرية، يمكن أيضا أن ينتقل من الحيوانات المصابة إلى الأشخاص المخالطين لها.
وتفيد منظمة الصحة العالمية أنه بعد سلسلة من المشاورات مع خبراء عالميين، يفضل استخدام مصطلح "mpox" كمرادف لجدري القردة.
ما هي أعراض المرض؟
توضح منظمة الصحة العالمية أن جدري القردة يمكن أن يسبب مجموعة من العلامات والأعراض. ففي الوقت الذي قد يعاني فيه بعض الأشخاص من أعراض أقل حدة، قد يصاب آخرون بمرض أشد خطورة ويحتاجون إلى الرعاية الصحية والاستشفاء.
وتؤكد أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأعراض أكثر حدة هم الحوامل، الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، بمن فيهم المصابون بعدوى فيروس الإيدز في مراحله المتقدمة.
وتشمل الأعراض الشائعة لجدري القردة ظهور طفح جلدي قد يستمر لمدة 2-4 أسابيع. حيث يبدأ الطفح بالحمى، الصداع، آلام العضلات، آلام الظهر، الوهن، وتورم الغدد الليمفاوية. ثم يظهر الطفح الجلدي كبثور أو قروح، وقد يؤثر على الوجه، وراحة اليدين، وباطن القدمين، والمناطق التناسلية، وقد يمتد إلى الفم، والحلق أو العينين.
وقد يتراوح عدد القروح من واحدة إلى عدة آلاف. كما يمكن أن يصاب البعض بالتهاب داخل المستقيم يسبب ألما شديدا، بالإضافة إلى التهاب الأعضاء التناسلية الذي قد يسبب صعوبات في التبول.
كيف يتحسب المغرب لهذا المرض؟
دفع انتشار جدري القردة في القارة الأوروبية المغرب إلى اتخاذ إجراءات استباقية وتحيين المخطط الوطني للرصد والاستجابة لهذا الوباء، تبعا لتطور الوضع الوبائي الدولي والمعرفة حول المرض، إضافة إلى توصيات منظمة الصحة العالمية.
وأعلنت وزارة الصحة أول أمس الخميس، أنها تتابع عن كثب الوضع الوبائي لمرض جدري القردة (إمبوكس) المنتشر بشكل كبير ومتسارع في عدد من الدول الأفريقية، وذلك ضمن منظومة الرصد الوبائي الدولي.
وأضافت الوزارة أنه تم وضع وتفعيل مخطط وطني استباقي منذ يونيو 2022، مشيرة إلى أن هذا المخطط مكن من رصد 5 حالات حتى شهر مارس من هذا العام، حيث كانت معظمها واردة ولم ينتج عنها حالات عدوى بين المخالطين، وتميزت بأنها حالات خفيفة تعافت تماما دون أية مضاعفات.
وطمأنت الوزارة عموم المواطنين والمواطنات بشأن مستوى اليقظة والاستعداد في المغرب، مؤكدة أنها ستستمر في التواصل والإبلاغ عن كل المستجدات.
كما عقد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، أمس الجمعة، اجتماعا مع اللجنة العلمية المختصة لدراسة المستجدات الوبائية على الصعيدين الوطني والدولي، في إطار الإجراءات الاستباقية والجهود المستمرة التي يبذلها المغرب تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لمتابعة وتقييم الوضعية الوبائية لفاشية جدري القردة (إمبوكس).
وفي هذا السياق، أشادت اللجنة العلمية بنجاح البروتوكول العلاجي الحالي في المغرب، والذي ساهم في علاج الحالات المسجلة دون تسجيل أية مضاعفات صحية خطيرة.
وبخصوص البروتوكول العلاجي المعتمد في المغرب، ذكر معاد المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ الصحية بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية أنه يشمل الكشف عن الحالات المشتبه بها، ومتابعة الوضع الصحي للمصابين، والتعرف على حالات المخالطين وعزلهم ومراقبة حالتهم الصحية. بالإضافة إلى ذلك، يتم تعزيز المراقبة الروتينية على مستوى الحدود.
وأفاد أن العلاج المتبع هو لعلاج الأعراض والطفح الجلدي الناتج عن الإصابة.
وأوضح المرابط في تصريح لـ SNRTnews أن العلاج يعتمد على خصائص كل حالة سريرية للمريض، مشيرا إلى عدم توفر لقاح مضاد لهذا المرض حاليا في المغرب.
مقالات ذات صلة
عالم
مجتمع
عالم
عالم