مجتمع
وضع 1000 شكاية .. المتابعون في قضية "مجموعة الخير" أمام قاضي التحقيق
04/09/2024 - 17:55
يونس أباعلييعقد قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بطنجة جلسة استماع للمتابعين في قضية "مجموعة الخير"، غدا الخميس 5 شتنبر 2024، في وقت مازالت الشكايات تتقاطر لدرجة أنه تم تخصيص مكتب في المحكمة خاص لهذا الغرض، على اعتبار أن ملف هذه المجموعة متشعب ويعني مئاتٍ من الضحايا تم إيهامهم بتحقيق ربح سريع.
وأكد المحامي بهيئة طنجة، رضوان الصيداوي، الذي ينوب عن عدد من الضحايا، أن الشكايات الواردة بلغت إلى حدود الجمعة الماضي 1000 شكاية، وضعها مواطنون من داخل المغرب وخارجه، وجدوا أنفسهم ضحايا عملية نصب واحتيال في هذه المجموعة التي أسسها أشخاص في "واتساب" وشرعوا في إقناع المواطنين بالانخراط وتأدية مساهمات مالية للحصول على أضعافها.
ويوجد رهن الاعتقال 11 شخصا (10 نساء ورجل)، من مؤسسي ومنشطي هذه المجموعة، فيما فرّ آخرون إلى خارج المغرب.
طريقة النصب
لفت الصيداوي، في تصريحه لـSNRTnews، إلى أن قصة هذه المجموعة المحتالة بدأت في فبراير 2022، حين أسستها ثلاث نساء، ولم تبدأ الشكايات ترد إلا في الشهر المنصرم.
طيلة هذه المدة كانت المجموعة تعتمد حيلا وعروضا استطاعت بها إقناع المئات من المواطنين، إذ حتى الأرباح المضاعفة والسريعة، وبسهولة، لم تثر الشك في نفوسهم.
شرح الصيداوي أن عملية النصب كانت تعتمد على الانخراط في المجموعة، بمبلغ يبدأ من 1800 درهم، وبعد ستة أشهر يُمكن لصاحبه أن يربح 10 آلاف درهم.
ولتحفيز المنخرط، الذي يتوجب عليه أن يُقنع آخرين بالانخراط والمساهمة، كان مسيرو المجموعة يوفرون عرضا خاصا (باك)؛ إذ إن المساهمة بـ10 آلاف درهم ونصف تقريبا تُمكن من ربح ثلاثة ملايين سنتيم، وكلما ارتفعت نسبة المساهمة يتضخم الربح، إذ إن الانخراط مثلا بثلاثة ملايين سنتيم يجعلك تربح تسعة ملايين سنتيم، و20 مليون سنتيم يُتيح ربح 60 مليون سنتيم، وعند المساهمة بـ60 مليون سنتيم يمكن أن يصل الربح إلى 100 مليون سنتيم.
استفادةُ مواطنين من هذه الأرباح كانت تُحفز آخرين على أداء مساهمات مالية للانخراط بدورهم، ليبدأ العدد في الارتفاع بشكل سريع ومتواصل.
ومن بين ما اشتغلت عليه المجموعة أيضا للتحفيز على المساهمة، كما شرح الصيداوي، هو إمكانية أداء مساهمة مالية واحدة فقط إن لم يتوفر الشخص على المال الكافي، لكن شريطة إقناعه آخرين بالانخراط، وستمنح له المجموعة مقابلا ماليا نظير ذلك. وهو ما جعل كثيرين يعملون على جلب أكبر عدد ممكن من زملائهم وأفراد عائلاتهم خصوصا.
وكان التعامل عن طريق التحويلات البنكية عاملا مساعدا على اقتناع كثيرين بأنه لا مجال للنصب في هذه العملية، إلى جانب أنه كان يتم عبر التسليم المباشر (الكاش).
ومما زاد من تشعب المجموعة وضمانها عددا أكبر من المنخرطين، هو تغلغلها داخل الأسر، إذ لفت الصيداوي إلى أن المجموعة استقطبت أسرا بأكملها، حيث يكفي أن يجني فردٌ المال ليجد نفسه يُقنع الآخرين بالانخراط والمساهمة أو هم بأنفسهم يطالبونه بالانخراط طالما أنه يربح، وبذلك تتسع الدائرة لتصل إلى العائلة والأسر والجيران.
كما أسقطت المجموعة موظفين ومسؤولين في طنجة ومدن أخرى، ولم تكن تستهدف فقط الفئات المعوزة، حيث أشار المحامي نفسه إلى أن شخصيات ساهمت بأموال ضخمة بوساطةٍ من أفراد عائلاتهم الذين كانوا على تواصل مباشر مع مسيري المجموعة.
وبعدما بدأ ينكشف النصب تم إغلاق المجموعة، وفرّت مُسيراتها، فيما تم توقيف أخريات، ضمنهن نساء كُن نشيطات فيها ولعبن دورا في إقناع الضحايا بالانخراط.
وطالب المحامي بهيئة طنجة بالحيطة من مثل هذه العمليات الاحتيالية، مؤكدا أنه لا يوجد ربح سريع ودون مجهود، خصوصا أن هامش الربح الذي كان يتحقق من هذه المجموعة كان مضاعفا أو أكثر، وفي مدة قصيرة فقط، وهذا يفرض الشك منذ الوهلة الأولى.
وكشف أن ما فعلته هذه المجموعة بمئات المواطنين خلّف مآسي ومشاكل كبيرة لدى هذه الأسر المعنية، حيث تسببت في طلاق وتشتيت أسر، بل تهديدات بالانتقام، إذ وجد ضحايا هذا الوهم أنفسهم في مواجهة من أقنعوهم بالانخراط بحسن نية.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع