اقتصاد
الحوامض .. توقعات بتراجع الإنتاج والبحث الزراعي يبحث عن حلول
13/09/2024 - 10:26
وئام فراجيتوقع مهنيو قطاع الحوامض تسجيل تراجع طفيف في الإنتاج خلال الموسم الفلاحي 2024-2025، مقارنة بالموسم الفلاحي السابق. ويأتي ذلك في وقت يستمر فيه المعهد الوطني للبحث الزراعي في ابتكار أصناف جديدة من الحوامض تمكن من تحقيق توازن في السوق الوطنية.
أكد أحمد الضراب، الكاتب العام لجمعية منتجي الحوامض بالمغرب، أن سلسلة الحوامض تأثرت على غرار باقي المنتجات الفلاحية بقلة الأمطار؛ خاصة بعض مناطق الإنتاج المعروفة في سوس وبني ملال والغرب وكذلك منطقة المغرب الشرقي.
تراجع الإنتاج
وأبرز أن المغرب أنتج ما بين مليون و700 ألف طن إلى مليون و800 ألف طن، في الموسم الفلاحي 2023-2024، تم تصدير حوالي 550 ألف طن منها إلى الخارج، والباقي استهلك في السوق الداخلي.
وحول تقديرات الإنتاج لهذه السنة، يتوقع المهنيون، وفق ما أفاد به الضراب، في تصريح لـSNRTnews، تسجيل انخفاض طفيف مقارنة بالسنة الماضية، مشيرا إلى تأثير قلة الماء على جودة ونسبة العصير في الحوامض.
وفي ما يتعلق بالتوزيع ما بين التصدير والسوق الداخلي، أكد الكاتب العام لجمعية منتجي الحوامض بالمغرب، أنه رغم الانخفاض المتوقع في الإنتاج إلا أن المهنيين يحاولون تحقيق توازن ما بين الكميات الموجهة للتصدير والكميات التي ستباع في السوق الداخلية، مشيرا، في المقابل، إلى أن قلة الإنتاج ستتسبب في ارتفاع طفيف في الأثمنة بالأسواق الداخلية.
تدخل الوسطاء
وأضاف الضراب أن قلة المياه أدت إلى تراجع الإنتاج ومن تم ارتفاع الأثمان، بالإضافة إلى مشكل آخر يتعلق بالوسطاء الذي يرفعون الثمن بين المنتجين والمستهلكين، مؤكدا وجود توجه مع وزارة الفلاحة نحو تقليص هؤلاء الوسطاء، وتمكين الفلاحين من التسويق المباشر للسوق الداخلي من أجل تراجع الأثمان والتقليل من تأثير هؤلاء الوسطاء على الثمن الأخير الذي يصل إلى المستهلك.
وعلى مستوى أزمة الماء، أكد الكاتب العام لجمعية منتجي الحوامض بالمغرب أن المهنيين يتفهمون قلة الموارد المائية وضرورة إعطاء الأولوية للماء الصالح للشرب، لكن يرى الضراب، أنه بات من الضروري التفريق بين الأشجار المثمرة وما بين المنتجات التي تغرس بشكل دوري على غرار الخضر.
وأوضح أن الأشجار المثمرة، خصوصا الحوامض، تتطلب الأسبقية في السقي لكونها عبارة عن استثمار، وفق تعبيره، وذلك بالنظر لكون الفلاح ينتظر ما بين 6 إلى 7 سنوات بعد غرس الشجرة من أجل جني ثمارها والحصول على إنتاج جيد.
الشروع في إكثار 3 أصناف جديدة
وفي ظل استمرار تراجع إنتاج قطاع الحوامض، يعمل المعهد الوطني للبحث الزراعي على تطوير أصناف جديدة من هذه الفاكهة تمكن من تحسين المنتوج الوطني والرفع من الإنتاجية.
وفي هذا الإطار، أكد الضراب أن المنتجين يعملون بصفة مستمرة مع معهد البحث الزراعي سواء في ما يتعلق بأصناف الحوامض أو بكيفية تدبير زراعة الحوامض، مشيرا إلى وجود عدة مشاريع تجارب مع المعهد تهم بعض الأصناف الجديدة التي من المنتظر أن تؤتي أكلها.
وأعلن المعهد الوطني للبحث الزراعي، في وقت سابق تطوير 7 أصناف جديدة من الحوامض تتميز بجودة عالية لتمكين الفلاحين من ولوج السوق العالمي والمحلي، وتحسين المنتوج الوطني من الحوامض.
وفي هذا الإطار، أكد حميد بن يحيى أستاذ وباحث في قطاع الحمضيات بالمعهد الوطني للبحث الزراعي، أن هذه الأصناف تم تسجيلها وتحفيضها في المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، مشيرا إلى الشروع في إكثار 3 أصناف منها بعد حصول صاحب مشتل على ترخيص من طرف المعهد الوطني للقيام بذلك وبيعها للفلاحين.
وأضاف بن يحيى، في تصريح لـSNRTnews، أن الطلب متزايد على الأصناف الأخرى إلا أنها مازالت في مرحلة الحوار والمناقشة.
من جهة أخرى، أكد الباحث الزراعي أن المعهد قام بإنشاء منصات خاصة بهذه الأصناف في جميع مناطق إنتاج الحمضيات في المغرب، والتي تتجلى في منطقة الغرب وبني ملال وبركان، ومنصة في أكادير وأخرى في مراكش، لافتا إلى أن خبراء المعهد ينظمون أيضا أيام الأبواب المفتوحة في هذه المناطق من أجل مساعدة الفلاحين على الاطلاع على خصائص هذه الأصناف.
الرفع من الإنتاجية
وفي ما يتعلق بمدى مساعدة هذه الأصناف على تجاوز أزمة الإنتاج في ظل التغيرات المناخية، أوضح بن يحيى أن التجارب التي قام بها المعهد بالمنزه أظهرت أن هذه الأصناف الجديدة تتميز بإنتاجية عالية بحيث وصلت إلى 90 طن في الهكتار الواحد؛ بمعنى أن رفع الإنتاج مضمون بالإضافة إلى زيادة في القيمة وجودة الفاكهة.
وأكد أن البحث الزراعي يحاول الاستجابة للإشكاليات المطروحة ويحاول إيجاد حلول لها، لافتا إلى وجود إشكالية تنويع الأصناف، والتي حاول المعهد تجاوزها عبر ابتكار أصناف جديدة من الحمضيات خالية من البذور، وذلك بالنظر لكون الأصناف الخالية من البذور تلقى إقبالا كبيرا من طرف المستهلك.
ومن بين هذه الأصناف، يضيف الأستاذ والباحث الزراعي، "لدينا صنف "الليمون" الذي يوجد في فترة نهاية شهر أكتوبر وبداية شهر نونبر، علما أن هذه الفترة تشهد تراجعا في أصناف العصير وقلة في تنوعها".
وأكد بن يحى أن هذا الصنف الجديد من الحوامض يتميز بجودة عالية من العصير ويمكن أن يسد الفراغ المسجل من شهر أكتوبر إلى مارس، وهو الوقت الذي يظهر فيه صنف "Valencia light"، ما يبرز أهمية البحث الزراعي وابتكار الأصناف الجديدة، في تجاوز الخصاص والرفع من الإنتاجية.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد