مجتمع
جدري القردة.. أعراضه وكيفية انتشاره وطرق الوقاية والعلاج
14/09/2024 - 10:20
مراد كراخيسجل المغرب، الخميس 12 شتنبر 2024، حالة إصابة بمرض جدري القردة (إم-بوكس)، مما يفرض تساؤلات حول طبيعة هذا المرض وأعراضه وخطورته وطرق انتشاره وكيف يمكن الوقاية منه؟
أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن الحالة المسجلة بالمملكة تم اكتشافها ضمن البروتوكول الصحي المعتمد منذ بدء هذا الإنذار الصحي العالمي، حيث خضع المصاب للرعاية الصحية اللازمة في أحد المراكز الطبية المتخصصة بمدينة مراكش، وهو في حالة صحية مستقرة لا تستدعي القلق.
ما هو جدري القردة وكيف ينتقل؟
تُعرّف منظمة الصحة العالمية جدري القردة أو (إم بوكس Mpox) بأنه "مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القردة، وهو نوع من جنس الفَيْرُوسة الجُدَرِيَّة، وهو مرض معد يمكن أن يسبب طفحا جلديا مؤلما وتضخما في الغدد الليمفاوية والحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن، ويتعافى معظم الأشخاص منه تماماً، لكن بعض الأشخاص يصابون بمرض شديد بسببه.
وهناك فرعان حيويان مختلفان من الفيروس، (1 أو1 ب) و(2 أ و2 ب)، وقد ظهرت في الفترة 2023-2022 فاشية عالمية للمرض بسبب سلالة الفرع الحيوي الثانوي 2 ب، ولا يزال المرض يطرح تهديدا حتى اليوم، ولا يُعرف المستودع الطبيعي للفيروس بيد أنه قد يكون ثدييات صغيرة مثل السناجب والقردة.
ينتقل جدري القردة من شخص إلى آخر بشكل رئيسي من خلال المخالطة الوثيقة لشخص مصاب به، بما في ذلك أفراد المنزل الواحد، وتشمل المخالطة الوثيقة التلامس الجلدي (مثل اللمس أو ممارسة الجنس) أو ملامسة الفم للفم أو الفم للجلد (مثل التقبيل).
وينتقل المرض أيضا، وفق منظمة الصحة العالمية، عن طريق المخالطة وجها لوجه مع شخص مصاب؛ مثل التحدث أو التنفس بالقرب من شخص آخر مما قد يولد جزئيات تنفسية معدية،ويزداد خطر الإصابة بإمبوكس لدى الأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون.
ويمكن أن يصاب الأشخاص بجدري القردة من الأجسام الملوثة مثل الملابس أو البياضات، أو عن طريق إصابات بالإبر في مرافق الرعاية الصحية، أو في بيئات مجتمعية مثل صالونات الوشم.
وقد ينتقل الفيروس إلى الجنين أثناء الحمل أو الولادة، ويمكن أن تشكل الإصابة بعدوى إمبوكس أثناء الحمل خطورة على الجنين أو المولود ويمكن أن تؤدي إلى فقدان الحمل أو الإملاص أو موت المولود أو مضاعفات للأم.
ويحدث انتقال جدري القردة من الحيوان إلى الإنسان عبر الحيوانات المصابة التي تنقله إلى البشر عن طريق العضّات أو الخدوش، أو أثناء ممارسة أنشطة مثل الصيد أو السلخ أو نصب الفخاخ أو الطهي أو العبث بالجيف أو أكل الحيوانات.
الأعراض والمخاطر
يسبب جدري القردة علامات وأعراض تظهر عادة في غضون أسبوع ولكنها قد تظهر أيضا بعد يوم واحد إلى 21 يوما من التعرض للفيروس، وتستمر لمدة تتراوح عادة من أسبوعين إلى 4 أسابيع ولكنها قد تستمر لفترة أطول لدى شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة.
وتشمل الأعراض الشائعة للمرض، وفق منظمة الصحة العالمية، الطفح الجلدي، والحمى، والتهاب الحلق، والصداع، وآلام العضلات، وآلام الظهر، والوهن، وتورم الغدد الليمفاوية.
وغالبا ما يبدأ الطفح الجلدي في الظهور على وجه المصاب وينتشر في جميع مناطق الجسم ثم ينتقل إلى راحتي اليدين وباطن القدمين، ويمكن أن يبدأ أيضا في أجزاء أخرى من الجسم حيث جرى الاتصال، مثل الأعضاء التناسلية، ويمكن أن يصاب بعض الأشخاص بالمرض دون أن تظهر عليهم أي أعراض.
وتشمل الفئة الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة والوفاة بسبب مضاعفات المرض كلا من الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، بمن فيهم الأشخاص المصابون بفيروس العوز المناعي البشري غير الخاضعين لمراقبة محكمة.
ويمكن أن يصاب جلد المريض بالبكتيريا مما يؤدي إلى خراجات أو تلف خطير في الجلد، وتشمل المضاعفات الأخرى الالتهاب الرئوي، وعدوى القرنية مع فقدان الرؤية، والشعور بالألم أو بصعوبة عند البلع، والقيء والإسهال المسببين للجفاف أو سوء التغذية، وحالات عدوى الدم أو الدماغ أو المستقيم أو الأعضاء التناسلية.
العلاج
تؤكد منظمة الصحة العالمية أنه "لا يوجد حتى الآن علاج مضاد لجدري القردة أثبت فعاليته"، رغم حصول بعض الأدوية المضادة للفيروس على إذن باستعمالها في حالات الطوارئ في بعض البلدان، في ما يُعكف على تقييمها في تجارب سريرية.
وتنصح المنظمة بوجوب أن يستمر الأفراد المصابون بالفيروس في الاستمرار في تلقي العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، في غضون 7 أيام من تشخيص الإصابة؛ وهي أدوية مركبة من أكثر من واحد من مضادات الفيروسات القهقرية تستخدم لتقليل عبء كثرة الأدوية، وتستخدم هذه الأدوية في علاج متلازمة العوز المناعي المكتسب، وقد تحتوي على مضادات فيروسية من المجموعة ذاتها أو مجموعات مختلفة.
ويشير المصدر ذاته منظمة إلى أنه يمكن أن يساعد الحصول على لقاح إمبوكس في الوقاية من العدوى، ويوصى بتطعيم الأشخاص المعرضين بشدة لخطر الإصابة بإمبوكس؛ مثل العاملين في مجالي الصحة والرعاية المعرضون لخطر التعرض للفيروس، والأشخاص الذي يعيشون في منزل واحد مع شخص مصاب أو في محيط قريب منه، بمن فيهم الأطفال.
الوقاية
من أجل الوقاية من الإصابة بجدري القردة، توصى بتجنّب المخالطة الجسدية للمصابين بعدوى المرض، وارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، والحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم.
ويجب على الأشخاص المصابين بالمرض الاتصال بالمصالح الصحية للحصول على المشورة، وملازمة المنزل في غرفة جيدة التهوية، والإكثار من غسل اليدين بالماء والصابون أو معقم اليدين، وارتداء كمامة وتغطية الآفات عندما تكون بالقرب من أشخاص آخرين حتى يشفى الطفح الجلدي.
كما يوصى بتجنب لمس الأشياء الموجودة في المساحات المشتركة، والتمضمض بمياه مالحة عند الإصابة بقروح في الفم، والاستحمام بماء دافئ تضاف إليه بيكربونات الصودا أو أملاح الأبسوم لتطهير قروح الجسم، وتناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للألم مثل الباراسيتامول (أسيتامينوفين) أو الإيبوبروفين.
وعلى العموم، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن معظم الأشخاص المصابون بجدري القردة يتعافون في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
مقالات ذات صلة
مجتمع
عالم
إفريقيا
عالم