عالم
أصداء "مي تو" تتردد في القطاع الموسيقي
06/10/2024 - 13:02
أ.ف.ببعد مرور سبع سنوات على موجة "مي تو" التي أحدثت زلزالا في القطاع السينمائي، أعاد توقيف مغني الراب شون "ديدي" كومز طرح مسألة الاعتداءات الجنسية في هذا القطاع. فهل باتت الصناعة الموسيقية الأميركية جاهزة لفتح هذا الملف؟
فبعدما انهالت الاتهامات من كل حدب وصوب على المغني المعروف بـ"بي ديدي"، بات عدد من الناشطين والمراقبين في الوسط الموسيقي يأملون في أن تكون دقت ساعة وقفة محاسبة أوسع نطاقا في القطاع.
ويواجه المغني والمنتج النافذ اتهامات باستخدام "إمبراطوريته" الموسيقية لاغتصاب أكثر من مئة شخص أو الاعتداء عليهم جنسيا، مستخدما الكحول والمخدرات لإخضاعهم لشهواته.
ويواجه نجم موسيقي آخر شكوى من النوع نفسه هو غارث بروكس، أحد أبرز أسماء موسيقى الكانتري، الذي اتهمته مصففة شعر وخبيرة ماكياج كانت تتعامل معه في السابق باغتصابها، وهو ما نفاه.
وكانت سلسلة اتهامات قبل خمس سنوات لنجم موسيقى "آر أند بي" آر. كيلي بجرائم جنسية طالت خصوصا عددا من المراهقات، دفعت وسائل إعلام عدة إلى التساؤل عن إمكان حصول تغيير في القطاع الموسيقي.
وحُكم على المغني بالسجن 30 عاما بعدما دينَ بجرائم جنسية وباستغلال الأطفال في إنتاج مواد إباحية وبالتغرير بقاصر.
إلاّ أن حركة التغيير بقيت محدودة منذ ذلك الحين في عالم الموسيقى الذي ارتبط طويلا بالجنس والمخدرات.
وطالت اتهامات الاعتداءات الجنسية أيضا المغني الأميركي ماريلين مانسون ومنتج الراب راسل سيمونز ومنسّق الموسيقى ديبلو والمنتج دكتور لوك، ورجالا آخرين نافذين في القطاع، من دون أية تداعيات فعلية تُذكَر.
"امتياز"
ولاحظت الأستاذة في جامعة "أوكسيدنتال كولدج" في كاليفورنيا كارولين هيلدمان المشارِكة في تأسيس جمعية "ساوند أوف كواليشن" Sound Off Coalition التي تكافح العنف الجنسي في القطاع الموسيقي، أن ثمة "امتيازا يحظى به نجوم الروك".
ورأت أن كثرا من الضحايا اعتبروا أنه "كان من المُفترض بهم توقع هذا السلوك السيئ" نظرا إلى أنهم كانوا أمام "نجوم روك".
أما الأستاذة في جامعة "واشنطن آند لي" كيت غروفر، فأشارت إلى أن هؤلاء النجوم محاطون أيضا بهالة "العباقرة" المنتشرة على نطاق واسع في عالم الموسيقى.
واضافت غروفر التي تجري دراسات عن أثر النوع الاجتماعي في القطاع الموسيقي أن "إطلاق صفة +عبقري+ على شخص ما، يولد بطريقة ما مفهوم ندرة"، يحمل على الاعتقاد بأن الفرد أكثر موهبة من أن يفشل.
ولكن "يُنظَر إلى النساء على أنهن أكثر قابلية للاستغناء عنهن في القطاع الموسيقي مقارنة بالرجال"، بحسب تعبيرها.
وفي رأي الخبراء أن للون البشرة ودرجة شهرة الضحية دورا في الضجة التي تُحدثها حالات العنف الجنسي هذه.
ففي قضية آر. كيلي مثلا، كانت الضحايا من المراهقات والنساء السود "اللواتي لا يملكن القوة المستمَدة من الشهرة التي كانت تتمتع بها الممثلات المدّعيات على هارفي واينستين"، بحسب غروفر.
"تهديد حقيقي"
يُضاف إلى ذلك أن أشهر نجوم الموسيقى غالبا ما يكونوا بنوا إمبراطوريات حقيقية و"وظفوا أشخاصا يساعدونهم" في مرحلة ارتكابهم هذه الجرائم، بحسب الأستاذة كارولين هيلدمان.
ورأت أن الاتهامات لشون كومز التي فتحت الباب لها شكوى تقدمت بها في حقه العام المنصرم شريكة حياته السابقة المغنية "كاسي" فينتورا "تُظهر بوضوح قدرة بعض الأشخاص في قطاع الموسيقى على استخدام وإمكاناتهم لإسكات الضحايا".
وبعد شكوى "كاسي"، تمت مقاضاة شخصيات أخرى في القطاع.
وقالت المغنية تيفاني ريد في دجنبر الفائت إن "ثقافة الاغتصاب المتجذرة وكراهية النساء في قطاع الموسيقى تشكلان تهديدا حقيقيا لسلامة أشخاص كثر". واضافت "كيف يمكننا أن نتوقع تغييرا كبيرا عندما يُتهم مسؤولون ونجوم بارتكاب هذه الجرائم؟".
والأدهى، وفق هيلدمان، أن ثمة ظاهرة تجارية مقلقة، تتجلى في كون مبيعات أعمال آر. كيلي مثلا زادت بنسبة تَفوق 500 في المئة بعد إدانته، وشهدت موسيقى شون "ديدي" كومز زيادة بنسبة 18,3 في المئة على منصات الاستماع في الأسبوع الذي أوقِف فيه، وفقا لشركة "لومينيت".
ورجّحت أن تكون هذه الظاهرة عائدة جزئيا إلى الفضول الذي تثيره الضجة الإعلامية في شأن هذه الفضائح، وناجمة أيضا عن رغبة جمهور هؤلاء النجوم في دعمهم.
وقالت "أعمل منذ سنوات مع (ضحايا للعنف الجنسي) من خلفيات متعددة، ولم أر قط شيئا مثل إخلاص المعجبين للفنانين الموسيقيين".
إلا أنها أعربت عن اعتقادها بأن ثمة تغييرا يحصل. وشدّدت على أن فنانا ارتكب مثل هذه الجرائم "بات يعرف أنه لم يعد يستطيع اقتراف أي خطأ".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة
عالم